lundi 23 janvier 2017

... تتمة ، التفكيكية ( البنيوية ) كقاعدة في صياغة منهج أساسي في المطبخ المغربي
المسائل الفكرية في الذوق،  التنظير قبل الممارسة
انطلاقا من نظرية جاك دريدا لمفهوم  إعادة الصياغة والبناء أخترت استعمال المفهوم الشائع في الهندسة ، أي la déconstruction عوض la destruction  الذي لا يتفق مع المنطق التاريخي المغربي،  ولما نذكر التاريخ هنا نشير أن جملة من المعطيات التاريخية لعبت دورا في بلورة وصقل الاسلوب المعيشي  المغربي و  سبل عيشه التي راكمتها العوامل والأحداث  التاريخية   كوحدة نمط وهى تراكمية  تاريخية يجب تحليلها و نبشها لاستيفاء حقائق و معلومات حول هذا الموروث الثقافي خاصتنا ، ولهذا  سنعتمد  التحليل وفق النظرية التفكيكية  معتبرين أن مجموع الكم ليس كتلة  بل هو  تركيب أو بناء قابل للتفكيك والتحليل  والفرز  لاستخراج ومعرفة الحقائق  و التوابث . ( الصورة : الام - المرأة -  تبكي و هي على شكل إناء من فخار فوق كانون او مجمر و تحمل قدر ، من  مجموعة صور الأستاذ  Mouhib Fouad  )  الدمج بين البنزين  الغذائي و الروحي .
 التحويل من الغذائية كمفهوم  الأكل لإشباع غريزة طبيعية إلى الغذائية  كمفهوم ثقافي وروحي ثم إلى تقديس  ( الغذاء قربان  مقدس )  يستمر المطبخ المغربي في إنتاج نفسه و يتمدد بفعل عوامل التقديس ( الطعام المشترك و الملح المشترك / العار و التبرك / والبركة )  إن مزج الطعام بالبطن و الروح جعل له دورين متلازمين  غذاء دنيوي  طبيعي وغذاء  روحي أزلي ( ميتافيزيقي )  وهذا سبب من أسباب  استمراره  و تعميره طويلا  ونحن نقدر ان بعض الوصفات قد يكون عمرها يمتد الى عشرات القرون ولا زالت قائمة منذ عصور سابقة  و لم تتغير بفعل آليات الثنائية هته  اي الدنيوية والدينية  ، أن كل الحضارات المتعاقبة استعملت الطعام كالية مقدسة لجمع الأمة و ربطها بمبدأ و فكرة الوحدة  ، ان جغرافية  المغرب شكلت عاملا قاهرا و إلزاميا في الأخذ بهذه  النظرية (  و قد أصر  المهدي بن تومرت إلى مريديه الموحدين لاحقا  وهو يقدم لهم الطعام  و يعمل الملح او  يرش بالملح  قائلا  - كلوا كما يأكل النبيين ) حسب مؤرخه البيدق .
 تفكيك التاريخ أولا ثم تفكيك النمط لاحقا  ... يتبع بقلم الهواري الحسين  Houari Hossin

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire