... تتمة ، التفكيكية ( البنيوية ) كقاعدة في صياغة منهج أساسي في المطبخ المغربي
المسائل الفكرية في الذوق، التنظير قبل الممارسة
انطلاقا من نظرية جاك دريدا لمفهوم إعادة الصياغة والبناء أخترت استعمال المفهوم الشائع في الهندسة ، أي la déconstruction عوض la destruction الذي لا يتفق مع المنطق التاريخي المغربي، ولما نذكر التاريخ هنا نشير أن جملة من المعطيات التاريخية لعبت دورا في بلورة وصقل الاسلوب المعيشي المغربي و سبل عيشه التي راكمتها العوامل والأحداث التاريخية كوحدة نمط وهى تراكمية تاريخية يجب تحليلها و نبشها لاستيفاء حقائق و معلومات حول هذا الموروث الثقافي خاصتنا ، ولهذا سنعتمد التحليل وفق النظرية التفكيكية معتبرين أن مجموع الكم ليس كتلة بل هو تركيب أو بناء قابل للتفكيك والتحليل والفرز لاستخراج ومعرفة الحقائق و التوابث . ( الصورة : الام - المرأة - تبكي و هي على شكل إناء من فخار فوق كانون او مجمر و تحمل قدر ، من مجموعة صور الأستاذ Mouhib Fouad ) الدمج بين البنزين الغذائي و الروحي .
التحويل من الغذائية كمفهوم الأكل لإشباع غريزة طبيعية إلى الغذائية كمفهوم ثقافي وروحي ثم إلى تقديس ( الغذاء قربان مقدس ) يستمر المطبخ المغربي في إنتاج نفسه و يتمدد بفعل عوامل التقديس ( الطعام المشترك و الملح المشترك / العار و التبرك / والبركة ) إن مزج الطعام بالبطن و الروح جعل له دورين متلازمين غذاء دنيوي طبيعي وغذاء روحي أزلي ( ميتافيزيقي ) وهذا سبب من أسباب استمراره و تعميره طويلا ونحن نقدر ان بعض الوصفات قد يكون عمرها يمتد الى عشرات القرون ولا زالت قائمة منذ عصور سابقة و لم تتغير بفعل آليات الثنائية هته اي الدنيوية والدينية ، أن كل الحضارات المتعاقبة استعملت الطعام كالية مقدسة لجمع الأمة و ربطها بمبدأ و فكرة الوحدة ، ان جغرافية المغرب شكلت عاملا قاهرا و إلزاميا في الأخذ بهذه النظرية ( و قد أصر المهدي بن تومرت إلى مريديه الموحدين لاحقا وهو يقدم لهم الطعام و يعمل الملح او يرش بالملح قائلا - كلوا كما يأكل النبيين ) حسب مؤرخه البيدق .
تفكيك التاريخ أولا ثم تفكيك النمط لاحقا ... يتبع بقلم الهواري الحسين Houari Hossin
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire