dimanche 26 février 2017

المحاكاة و التقليد في المطبخ المغربي بين تافرنوت و حاكوزا المسعورة وسام النصر في ذكرى انتصار الأشراف السعديين على العثمانيين معركة واد اللبن انتقال حاكوزة / المسعورة من الجنوب إلى الغرب و تازة ابني فراس التسول و الحياينة و غياتة على أبواب العاصمة فاس ،الأجواء قبل معركة الملوك الثلاتة ( وادي المخازن) تاريخ الخبز و تطوره في المغرب و محاكاة الأشكال الطبيعية و المعاشة ، وصف حاكوزة المسعورة في الشعر الشعبي و الفلكلور الغنائي و نقل الوقائع للمؤرخ ابن الوزان ( بقلم الهواري الحسين :البحث عن الهوية ) اهاو دادا عيشة / اهاو خبزةحرشة / اهاو من ياكلها / اهاو عياد الخير / اهاو سارا في الليل / اهاو عطيوه يشرب / اهاو شرب العلقة / اهاو قد الفلكة / اهاو باش يداوي / اهاو بخور و الجاوي / حاكوزا حاكوزا نانا العدوزة عطيني حكوزتي و لا نريش شكيكيرتي بالمنجل. ..... (( ومن الملاحظ أن عدد القرى الخمسة والثلاثين التي ذكرها الحسن الوزان وعدد المحاربين الذي يرمز إلى وجود ثلاثة آلاف أسرة على الأقل، لا يتناسب مع الكتلة الجغرافية التي يحتلها فرع بني ورطناج داخل الحدود المشار إليها من لدن المخابرات الفرنسية في تقريرها أعلاه، فهل كانت لفظة بني ورطناج تشمل سكان كل المساحة التي تتكون منها قبيلة التسول حاليا وبالتالي لم يتطرق الوزان لفرعي بني فودغيل و بني لنت اللذين من المحتمل أنهما لم يكونا معروفين وظهرا إلى الوجود بعد عصره بعدما استوطنا جزءا من أراضي بني ورطناج إذا كان الحسن الوزان قد زار المنطقة بين 1510 و1520 فإن المؤرخ الإسباني مارمول كبرخال، الذي عاش بين ظهراني العرب والمسلمين ب الأندلس عددا من السنين منذ صباه، وعايش المغاربة من عرب وأمازيغ بشمال إفريقيا فترة لا يستهان بها من القرن السادس عشر، زار هو الآخر المغرب فيما بعد سنة 1540 "Description générale de l'Afrique" استعرض في كتابه "الوصف العام لإفريقيا" القبائل الموجودة به آنذاك مثلما فعل ليون الإفريقي غير أنه لم يذكر هو الآخر قبيلة أو جبل التسول بل اكتفى بالإشارة إلى “جبل بني ورطناج” وهذا معناه أن قبيلة التسول بحدودها و بمفهومها الحالي لم تكن معروفة خلال النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي ولم يصبح لها وجود إلا بعد ذلك، فما هي الظروف التاريخية التي عملت على إفرازها؟ إن ظهور قبيلة التسول التي تضم كلا من بني ورطناج وبني فودغيل و بني لنت مرتبط لا محالة بالتغييرات السياسية التي عاشها المغرب ابتداء من النصف الثاني من القرن السادس عشر مع أفول نجم الدولة الوطاسية واستيلاء الأشراف السعديين على زمام الأمور بكل من مملكة فاس و مملكة مراكش بدخول السلطان محمد الشيخ السعدي إلى مدينة فاس سنة 1549. لقد استولى السلطان السعدي على العاصمة الوطاسية وكان مرفوقا بجيشه الذي يوجد من بين فيالقه المكونة من أمازيغ سوس وعدد من المحاربين المنتمين إلى بني واسول أو إد واسول إحدى القبائل المستقلة ب سجلماسة (تافيلالت أو الرشيدية حاليا) وعدد هام من عرب بني معقل الذين تربطهم بهم مجموعة من معاهدات التعاون والتآزر. و يلاحظ منذ هذه الفترة ظهور مجموعة من القبائل العربية الجديدة التي استقرت بمختلف البوادي المحيطة بمدينة فاس إلى جانب قبائل الكَيش المرينية، الشئ الذي أدى إلى الشروع في عملية تعريب السكان القدامى من الأمازيغ بهذه المناطق بكيفية تدريجية، ونخص بالذكر من بين هذه القبائل اتحادية قبيلة الحياينة العربية المستقرة بين نهر ورغة و واد إناون بعدما حلت محل قبيلة “بني ومود” المحسوبة على أمازيغ صنهاجة، ونعتقد أن بني ورطناج والبطون المجاورة المنتمية إلى أمازيغ زناتة عاشوا جميعا نفس الظروف السياسية وبالتالي تعرضوا لنفس التحول الإثني واللغوي الذي عرفه جيرانهم. كيف ذلك؟ بعد فرضه السيطرة على مدينة فاس والمناطق المجاورة لها، لم يتأخر الجيش السعدي كثيرا في مهاجمة المناطق الشمالية الشرقية من البلاد وتمكن من الدخول مظفرا إلى مدينة تلمسان الجزائرية في يونيو من سنة 1550 وظل مستقرا بها إلى نهاية يناير 1551 عندما غادرها عائدا إلى مدينة فاس مرفوقا بعدد هام من العناصر العربية الناقمة على الاحتلال التركي. وفي سنة 1558 على عهد ثالث السلاطين السعديين عبد الله الغالب بالله، كانت المناطق الواقعة بين مدينة فاس و مدينة تازة مسرحا للمواجهة العسكرية بين الجيوش التركية القادمة من الجزائر بقيادة الباشا حسين والجيوش المغربية، حيث وقعت المعركة الحاسمة بين الطرفين على مقربة من واد اللبن بقبيلة بني ومود (الحياينة) آنذاك وانتصر بها السعديون انتصارا كبيرا، فكانت هذه المواجهة هي بداية الصراع التركي- السعدي الذي لم تنته أطواره سوى سنة 1585 بأمر من سلطان العثمانيين بالقسطنطينية وظل حكم كل من الطرفين مقتصرا على المناطق التي كانت تابعة لنفوذه قبل سنة 1550. ومما لا شك فيه أن هذه المعركة التاريخية شاركت فيها القبائل الأمازيغية الواقعة حول المسالك والطرقات المؤدية من تازة إلى فاس ومن بينها بنو ورطناج وباقي البطون المحيطة بها، لكن السلطان عبد الله الغالب كان في حاجة إلى نهج خطة احترازية لمواجهة الأتراك العثمانيين والحد من أطماعهم في الاستيلاء على بلاد المغرب سواء من الناحية العقدية أو من الناحية العسكرية، فبالنسبة إلى المواجهة العقدية لجأ السلطان السعدي إلى التحالف مع سيدي علال الحاج البقال شيخ الطريقة الشاذلية بغمارة لتحريض المغاربة على اتباع طريقته في التعبد وبالتالي مواجهة الطريقة القادرية التي كان الأتراك العثمانيون يشجعونها، أما من الناحية العسكرية فقام السلطان السعدي بتركيز من يثق فيهم ثقة تامة من جنوده بالمناطق الفاصلة بين مضيق تازة وفاس، وقد كان في حاجة إلى مكافأة العناصر التي شاركت في معركة واد اللبن والتي ناصرته في صراعه ضد الدولة الوطاسية فاقطع عرب بني معقل وأمازيغ إد واسول وعرب تلمسان بعضا من أراضي هذه الجهات فكان لهم نصيب من مزارع ومغارس بني ورطناج وما جاورها. وهكذا يبدو أن تسمية المنطقة ب قبيلة التسول ربما كانت نسبة إلى عناصر قبيلة إد واسول الذين رافقوا الجيش السعدي ونالوا مكافأة السلطان بمنحهم هذه الأراضي التي أصبحوا يشكلون غالبية القادمين الجدد إليها، ولحد الساعة نجد من بين عائلات القبيلة من يحمل أسم الدسولي نسبة إلى إدواسول. ولا زالت آثار هؤلاء بادية بالمناطق المحصورة بين فاس و تازة لهؤلاء سواء في أسماء الأماكن التي كانوا يستوطنونها أو في الأسماء العائلية التي صارت بدورها تطلق على المناطق التي يستوطنها أحفادهم، ونقتصر بالذكر فيما يتعلق بعرب تلمسان على: اولاد عامر بانكَوشت بقبيلة التسول واولاد بوزيان بالحياينة، وفيما يتعلق بعرب بني معقل نجد أسماء مثل اولاد ارياب اولاد عليان اولاد راشد. وكنتيجة حتمية لتفاعل هذا الاختلاط الإثني واللغوي سيتم تعريب العناصر الأمازيغية تدريجيا عن طريق الاندماج بواسطة التعامل المستمر بين مختلف الشرائح عبر الأزمنة المتتالية، والتزاوج بين ثقافات وعادات السكان الأصليين والوافذين الجدد لبلورة ثقافة جديدة تصبح من سيمات المجتمع الموحد للقبيلة. وهكذا يبدو أن ظهور قبيلة التسول أو اتحادية فبائل التسول جاء في إطار الصراع الدائر بين الأتراك العثمانيين ودولة الأشراف السعديين الناشئة ببلاد المغرب الأقصى بعد الانتصار التاريخي الذي حققته هذه الأخيرة في معركة واد اللبن سنة 1558 حيث برزت الحاجة الملحة إلى وجود مقاتلين أشداء ممن هم أكثر ولاء للدولة على طول المسالك المؤدية من فاس إلى الحدود الجزائرية، ومن المحتمل أن السلطان السعدي وجد ظالته في العناصر التي ساندته وساعدته على إنشاء دولته واستقرارها من بين بني معقل وإد واسول السجلماسيين فضلا عن الذين رافقوه من سكان تلمسان بعد مغادرته لها سنة 1551، حيث أقطعهم الأراضي التي ربما كانت غير مأهولة بالسكان في هذه الربوع. ولهذا كله نعتقد أن فبيلة التسول يوجد بها على الأقل ثلاث إثنيات (سلالات) بالإضافة إلى السلالة الأمازيغية الأصلية وهي بنو معقل وإد واسول والعرب القادمين من تلمسان..)) .... يتبع بقلم الهواري الحسين Houari Hossin في البحث عن الهوية