lundi 5 octobre 2020

بحر المغرب عند القزويني البحر الأبيض المتوسط

 تاريخ المغرب Nostra Mare تغير موازين القوى 

لماذا سمى القزويني البحر الأبيض المتوسط بحر المغرب؟

دراسة في ولادة النمط المغربي. مقارنة بين القزويني و ابراهام كريسك صاحب خريطة الأطلس الكطلاني .  

بداية تأسيس الطبخ الإمبراطوري المغربي. 

في قراءاتي لكتاب القزويني عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات وكتاب أخبار البلاد و آثار العباد ، لم يكن البحر الأبيض المتوسط يسمى كذلك بل كان الإسم الشائع قديما  هو ( بحر الروم ) تحويرا للاسم الروماني  nostra mare لأن الرومان و خلفاءهم البيزنطيين كانو هم سادة البحر الأبيض المتوسط و من تم نسب لهم . فإذا أصبح يسمى بحر المغرب تبعا لتحول موازين القوى المسيطرة  في ذلك العصر أي القرن الثالث عشر الميلادي و قبله والذي يصادف العصر الموحدي في المغرب و الأندلس و شمال إفريقيا و الصحراء حتى نهر السنغال و نهر  النيجر اودغست ( اي قريبا من نهاية عصر الموحدين و بداية عصر بني مرين / بعد هزيمة معركة دير العقاب ) و يذكر كثير من المؤرخين سيطرة المرابطين والموحدين على شواطئ و مرافيء الأبيض المتوسط الغربي كله و تسيير الاساطيل من قبل هذين الدولتين العظيمتين و لا ننسى بهذه المناسبة عائلات قوية كان لها الفضل في ذلك منها عائلة بنو ميمون قادة الأسطول البحري عهد المرابطين و بعدهم الموحدين  وعائلة بنو جامع وزراء المركز في عهد الموحدين و بنو غانية المرابطين أسياد جزر مايورقة و باقي الجزر .  و يكاد يذكر المقريزي وحده ( بحر المغرب) مع العلم ان القزويني عاش في العراق و الشام و لم يزر المغرب و شمال إفريقيا و لا نجد في كتاب المسعودي ( مروج الذهب ) هذا الوصف. بينما سمى المحيط الأطلسي بحر الظلمات كما سار عليه باقي الجغرافيين و الرحالة و المؤرخين السابقين  . و هذا يعطينا انطباعات عميقة علىقوة دولة الموحدين و قبلهم المرابطين و بعدهم المرينيين. 

وقد نستحضر بالمناسبة طلب صلاح الدين الأيوبي من الموحدين إرسال اسطولهم البحري القوي لفك الحصار عن بلاد المسلمين في المشرق العربي أثناء الغزو الصليبي في ما عرف بالحروب الصليبية و قد ذكرت أخبار ذلك العصر أن صلاح الدين الأيوبي كف يد قائده  قرقوش المسؤول عن حملة التوسع في شمال إفريقيا ليتسنى للموحدين مساعدته في رد الهجمات الصليبية على بيت المقدس  .. 

أبو عبد الله زكريا بن محمد بن محمود القزوينى، عالم  مسلم ولد في عام 605 ( 1203) وتوفى عام 682 هجري.

مجال عمله الجغرافيا,التاريخ الطبيعى,علم الرصد الجوى,الفلك ,علم النبات والحيوان والطبيعة

أعمال بارزة

نظرياته في علم الرصد الجوي، ومن أشهر مؤلفاته كتابه المعروف "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات"

 مؤلف:زكريا بن محمد بن محمود القزويني

رحل في شبابه إلى دمشق ثم ذهب إلى العراق واستقر بها وتولى القضاء وكان ذلك في خلافة المستعصم العباسي واستمر في منصبه حتى سقطت بغداد في يد المغول، الف الكثير من الكتب في مجالات الجغرافيا والتاريخ الطبيعي وله نظريات في علم الرصد الجوى، كما شغف بالنبات والحيوان والطبيعة والفلك والجيولوجيا.

مؤلفاته 

1 ـ عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات:

يتناول هذا الكتاب وصف السماء وما فيها من كواكب وأبراج وحركاتها وما ينتج عن ذلك من فصول السنة، وتكلم عن الأرض وتضاريسها، والهواء وما فيه من رياح وأنواعها، والماء والبحار، والجزر ،وأحيائها وتكلم عن النبات والحيوان التي تسكن اليابس ورتبهم أبجدياً. و يلاحظ القارئ البراعة في العرض، ودقة الملاحظة، والأستنتاج السليم، والكتاب به أربع مقدمات، ثم قسمه إلى مقالات كل مقالة بها عدة فصول. وخالف القزوينى من تقدمه من علماء العرب في عدم ذكر الأشعار التي تصف النبات أو الحيوان بكثرة فكانت دراساته علمية بحتة وليست أدبية.

2. آثار البلاد وأخبار العباد.

و هو كتاب في التـاريخ به ثلاث مقدمات

الأولى عن الحاجة إلى بناء المدن والقرى.

الثانية عن خواص البلاد وتنقسم إلى تأثير البلاد في السكان وتأثير البلاد في النبات والحيوان.

الثالثة عن أقاليم الأرض. و به أخبار الأمم الماضية وتراجم الأولياء والعلماء والسلاطين والأدباء وغيرهم.

3 ـ *مفید العلوم و مبید الهموم ... يتبع بقلم الهواري الحسين Houari  Hossin   

vendredi 2 octobre 2020

اختلاف الطبخ المغربي عن المشرقي دراسة تاريخية

 بين المغرب و المشرق دراسة تاريخية 

بيننا و بينكم سنوات ضوئية ،لا مجال للمقارنة 

 الطبخ المغربي فريد من نوعه

الذين يدعون أن الطبخ المغربي جاء من الشرق الأوسط بفضل زرياب و غيره من العباسيين نقول لهم أنه لا يوجد شبه بين الأطعمة المغربية و المشرقية نهائيا و قد قرأت بعض تلك  المؤلفات و اطلعت على بعضها الآخر و لم أجد تقاربا و تشابها بين الطبخ المغربي و المشرقي و حتى الأندلسي . وهذا جرد لمؤلفات الطبيخ التي كانت متداولة في المشرق العربي في  العصر العباسي اي منذ القرن العاشر حتى الثالث عشر. 

إن مقارنة للنمط الغذائي السائد في المشرق الذي تحدد في العصر الأموي و العباسي و تأثر به كل المشرق و بلدان الشام ثم ما تبعه من تأثير عثماني لم يصل إلينا لحسن الحظ و قد ترك بصمته على كامل الشرق الأوسط و الجزيرة العربية و مصر و جزء من شمال إفريقيا و الأندلس ، و اذا عدنا إلى التاريخ و خاصة الى كتب الطبيخ و الأنماط الغذائية  التي كانت سائدة قديما نجد مؤلفات كثيرة في مجال الطبخ و هي حوالي عشرة مؤلفات معروفة و كل ما فيها لا يمت بصلة إلى شكل و مضمون الأشكال المغربية في فنون الطبخ المتداولة اليوم عندنا ، و نذكر منها على الخصوص كتب العباسيين الذين أثروا بشكل نافد بفعل قوتهم على كل المطابخ العربية ، وإذا كان و لا بد من التذكير بشخصيات مؤثرة مثل زرياب الموسيقي و الأمير ابراهيم بن المهدي و ابن سيار و ابن عبد الكريم البغدادي و غيرهم من كبار مؤلفي كتب الطبيخ  و اشهرهم  محمد بن إسحاق الورّاق البغدادي .

  و الدليل على ذلك ما ذكره ابن النّديم من أسماء مشاهيرهم  في كتابه «الفهرست» حيث ذكر أسماء تسعة كتب ألّفت في الطبيخ ، قال ابن النديم : الكتب المؤلفة في الطبيخ كتاب الطبيخ للحارث بن بسخر، كتاب الطبيخ لإبراهيم بن المهدي، كتاب الطبيخ لابن ماسويه، كتاب الطبيخ لإبراهيم بن العباس الصولي، كتاب الطبيخ لعلي بن يحيى المنجم، كتاب الطبيخ لمخبرة، كتاب الطبيخ لأحمد بن الطيب، كتاب الطبيخ لجحظة، وكتاب السكباج له، كتاب أطعمة المرضى للرازي، وكتاب الطبيخ له ، ويلاحظ أن مصنّفي هذه الكتب في فنّ الطّبخ وإعداد الطعام ينتسبون للطبقة المرموقة والمتعلّمة من أبناء المجتمع، حيث تجد منهم الوزراء، والشعراء، والفصحاء، والنّدماء، والظّرفاء، والمغنّين والأطبّاء، وهذا تعريف بأشهر الكتب التي ألفت في فن الطبيخ. ( دون أن يأتي على ذكر زرياب أو كتبه في الطبيخ )

و قبل ذكر المؤلفين و آثارهم و مؤلفاتهم نشير إلى أنواع مختلفة من الأطعمة المأكولات و الوجبات التي كانت سائدة في الشرق و لا زالت مستمرة حتى يومنا هذا :

من أشهر الأطباق و الأطعمة الشرقية المشهورة و التي لا توجد في المغرب : سكباج ، التشريب ، المنسف ، الفتة ، المسكوف ، الدولمة ، المقلوبة ، الفلافل ، الكبة، وهنالك عدة انواع مثل: كبة البرغل، كبة التمن. القوزي ، البرياني ، التشريب ، الشاورما . مطبق السمك ، تمن ، باقلاء، تمن ماش الأرز المحترق ، سمبوسة ،بسطرمة ،مجدرة ، اليخنات ،

شوربة عدس ،مرق البامية ، القيمة ،التبسي ، الطرشانة،

جلّ فراي، وتسمى  حَمِيسَة. محروك أصبعه ،مرق السبانخ  وتسمى سبيناغ  سبزي (إسفاناخ )الزبيبية اكلة موصلية تحتوي على المشمش والجوز واللوز وتوضع فيها كبة البرغل.

جبنة بلدي جبنة عربية قيمر لبنة أقط خبز صمون لحم بعجين بوريك ،الكعك كاهي السياح المرقوق مناقيش لحم بعجين عرايس ، عمبه ، صاص، دبس التمر راشي محلب دبس الرمان حلاوة طحينية ، من السما دهين بقلاوة زلابية زنود الست برمة ، كنافة ، قطايف ، شربات شنينة عرق المقبلات (المزة) حمص بطحينة ، جاجيك ، فتوش، تبولة ،بابا غنوج ، طرشي، زلاطة... 

كتاب الطِّبيخ لإبراهيم بن المهدي:إبراهيم بن المهدي بن المنصور  (ت: 224 هـ)، وهو أول نابغ نبغ من بني العباس، ثم من أولاد الخلفاء، له ترسّل وشعر... وله من الكتب: كتاب أدب إبراهيم، وكتاب «الطبيخ»، وكتاب الطب، وكتاب الغناء. وهو أخو هارون الرشيد، وهو أشهر أولاد الخلفاء ذكراً في الغناء وأتقنهم صنعةً، ومن أعلم الناس في ذاك الوقت بالنغم والإيقاع.

كتاب الطِّبيخ لابن ماسويه: واسمه يوحنا بن ماسويه، أبو زكريا (ت: 243هـ)، له كتاب «الطبيخ»، وهو من الأطباء، سرياني الأصل، عربي المنشأ، كان أبوه صيدلانيًا في جنديسابور "خوزستان" ثم من أطبّاء العين، في بغداد، نبغ يوحنا حتى كان أحد الذين عهد إليهم هارون الرشيد بترجمة ما وجد من كتب الطب القديمة، في أنقرة وعمورية وغيرهما من بلاد الروم .

كتاب الطِّبيخ لأبي بكر الرّازي: لمحمد بن يحيى (ت: 250هـ)، وهو عالم وطبيب درس الرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق والأدب والعلوم الشرعية (4) وله أيضاً كتاب «كتاب أطعمة المرضى». و«القانون في الطب» ذكر فيه الكثير من الأغذية وخصائصها ومنافعها واستعمالاتها المختلفة لعلاج الأمراض.

كتاب الطِّبيخ لأحمد بن الطيب السّرخسي: لأبي العباس، أحمد بن محمد بن مروان (ت: 286هـ) له من الكتب... كتاب «الطبيخ» ألّفه على الشهور والأيام للمعتضد، وكان السرخسي متفنناً في علوم كثيرة .

كتاب الطِّبيخ لنطاحة: أحمد بن إسماعيل بن الخصيب الأنباري، أبو علي، المعروف بنطاحة (ت: 290 ه‍): أديب، من كبار الكتاب المترسّلين، كان كاتب عبيد الله بن عبد الله بن طاهر. وله كتاب «الطبيخ» .

كتاب الطِّبيخ لابن المنجِّــم: أبي الحسن، علي بن يحيى بن أبي منصور (ت: 300 هـ)، نديم المتوكل  له كتاب «الطبيخ» ذكره ابن النديم.

كتاب الطِّبيخ لجحظة البرمكي: وهو أبو الحسن، أحمد بن جعفر بن موسى بن خالد بن برمك (ت: 326 هـ) وهو شاعر مغني مطبوع في الشعر،  وله كتاب «الطبيخ»، لطيف. وكتاب فضائل السكباج .

كتاب الطِّبيخ للصُّولي: أبي إسحاق، إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول الكاتب (ت: 335 هـ)، أحد البلغاء والشعراء الفصحاء، وله من الكتب: ... وكتاب «الطبيخ»، وكتاب العطر .

كتاب الطِّبيخ لابن خرداذبه: وهو أبو القاسم، عبيد الله بن أحمد .

كتاب الطِّبيخ ليحيى ابن أبي منصور الموصلي: وأهله بالموصل كثير، وكتبه موجودة، وكان في نهاية حسن الأدب، وله من الكتب: كتاب الأغاني، عمله على الحروف، وكتاب «الطّبيخ»، لطيف، وكتاب العود والملاهي .

كتاب «الطبيخ وإصلاح الأغذية المأكولات وطيبات الأطعمة المصنوعات، مما استخرج من كتب الطب وألفاظ الطهاة» لأبي المظفر ابن نصر بن سيار البغدادي الوراق: عاش ابن سيار في بغداد في القرن الرابع الهجري، وعمل مشرفًا على مطابخ دار الخلافة العباسية. وكتاب ابن ّسيار في الطبيخ من النصوص البالغة الأهمية; لشمولها وحـسن ِ ترتيبها وقدمها؛ إذ يمكن ترتيبه بين أعمال القرن الرابع للهجرة، وقد كتبـه َ مؤلفـه لأحد الرؤساء، جمع  فيـه ألوانـاً مـن الأطعمـة المـصنوعة للملـوك والخلفـاء والـسادة الرّؤساء،  في إصـلاح الأغذيـة من المأكولات المقوية.  ويحوي الكتاب (132) باباً، فيها أكثر من (600) وصفة من وصفات الطعام، مع ذكر مكوّنات كلّ وصفة، وطريقة طبخها.

كتاب الطِّبيخ للكاتب البغدادي: محمد بن الحسن (ت: 637 هـ) ويحتوي على عشرة أبواب، هي: الحوامض وأنواعها، والسواذج على اختلافها، والقلايا والنواشف، والهرائس، والتنوريات، والمطجنات، والبوارد، والسموك، وما يعمل منها، والمخللات والأصباغ والحلاوات وأصنافها، وعمل الخشكنانج والمطبق والقطائف. وقال د. داود الجلبي: «هذا الكتاب فريد في بابه، حوى جميع ألوان الأطعمة التي كانت مستعملة على عهد العباسيين، ألّفه رجل عراقي قبل سقوط بغداد بـ 33 سنة.. الجزء الأول يتبع.... بقلم الهواري الحسين  Houari Hossin 


samedi 29 août 2020

The Culinary Crescent أخطاء المستشرقين قراءة كتاب

 مصادر ويكيبيديا جزء2 :  كتاب هلال الطهي

 The Culinary Crescent . أخطاء المستشرقين 

حق الملكية الفكرية للمغرب في خصوصياته لا لثقافة القطيع الشمولية ، الخلط عند المستشرقين بين ثقافات الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و المغرب خصوصا ، بيتر هاينة نموذجا . لم ينحو الباحث الألماني الكبير Peter Heine  الاختصاصي في دراسة ثقافة الشرق الأوسط منذ 50 سنة في كتبه عن ( ثقافة الطهي في الشرق الأدنى والشرق الأوسط وشمال إفريقيا ) ضمن سلسلة (ثقافة الطهي في العالم) من الوقوع في نفس الخطأ و الخلط الذي وقع فيه باحثون و مؤرخون غربيون سبقوه و هو خلط الثقافة المشرقية بالمغربية في بوثقة واحدة  ثقافة القطيع و ووضعها ضمن سلة الثقافة الشمولية العربية دون اعتبار للخصوصية الثقافية و  الملكية الفكرية للمغرب و التراث الخاص بكل دولة ومجتمع . 

فعنوان كتابه ( الطبخ في الهلال تاريخ الطبخ في الشرق ) و الذي يقحم فيه الطبخ المغربي بصفته أحد المطابخ الشرق أوسطية أي ضمن الهلال Crescent  (  و الهلال كلمة يشار بها إلى الهلال الخصيب و هي منطقة جغرافية تمتد من النيل إلى نهر الأردن مرورا بدجلة و الفرات و بلاد الشام ) بمعنى أن المؤلف يضع المغرب داخل جغرافية الهلال الخصيب و منطقة الشرق الأوسط ، أي أنه متأثر بنفس الثقافة و يخضع لنفس النمط الشرق أوسطي . و هي نفس النظرة الأحادية التي سبقها اليه مستشرقين قبله،  ففي نظره الغابة تتكون من الأشجار  دون أهمية لنوعها و شكلها  وخصائصها و هي بمعنى آخر أن كل الأشجار تشكل الغابة لا فرق بينها فما دمت موجودا في نفس الرقعة الجغرافية فأنت تخضع لنفس الثقافة و نفس النمط الغذائي المعيشي و ما دمت متواجدا في نفس و تحمل نفس الأيديولوجيات المشتركة مع آخرين في نفس المنطقة فأنت تخضع لنفس النظام الثقافي والحضاري و الغذائي أي أنك داخل الصف وهذا لا ينطبق و لا يطبقونه على المجتمعات و البلدان الغربية و الاوروبية التي من حقها أن تتميز و تمتاز بحقوق الخصوصية و التفرد في كل ثقافة أي أن الاعتقاد السائد عند هؤلاء المستشرقين أن ثقافة القطيع هي السائدة في المجتمعات الشرقية و التي يحشرون فيها المغرب . و قد تناولت بالبحث في الجزء الأول كتاب ديفيد وينز( مطبخ الخلفاء ) و ما أثاره حول الطبخ المغربي .. . بقلم الهواري الحسين Houari Hossin 

قراءة مختصرة لفصول كتاب :  هلال الطهي 

في نظر بيتر هاينة تنبع المأكولات المماثلة من الشرق الأدنى والشرق الأوسط وشمال إفريقيا من ثقافات قديمة ومناخات متفاوتة ، تتراوح من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى الصحراء. تطورت الديانات التوحيدية الرئيسية في الشرق الأوسط ، و  كيف تستمر القيود الدينية على الطعام والشراب في لعب دور مهم في عادات الأكل لدى المسلمين واليهود والمسيحيين. معظم سكان المناطق من العرب ، وبالتالي فإن التركيز  ينصب في المقام الأول على ثقافات الطعام العربية الإسلامية. كما تمت مناقشة تأثير الاستعمار والعولمة وتحديث سلاسل الغذاء في الفصول الموضوعية. تعطي هذه النظرة الشاملة نظرة ثاقبة على حياة الناس العاديين في المناطق من خلال ثقافتهم الغذائية. فصل يصف المواد الغذائية الرئيسية وكيفية استخدامها. يتناول الآخر أدوار الجنسين والطهي ، واستخدام كتب الطبخ وتفاصيل المطبخ النموذجي ومحتوياته ، من الأجهزة المنزلية إلى الأواني. يُظهر فصل عن الوجبات النموذجية الطقوس اليومية لمختلف الشعوب. حديثة .

أنه كتاب عن التاريخ الثقافي للطعام ، مع وصفات ، "كما يرشد بيتر هاين. درس الأكاديمي والمؤلف الألماني الشهير الشرق الأوسط لأكثر من 50 عامًا ، مع التركيز على العادات والسلوك فيما يتعلق بالطعام والضيافة. يقدم عنوان كتابه الأخير ، The Culinary Crescent: A History of Middle Eastern Cuisine ، مؤشراً على حجمها وطموحها ، ويذهب إلى حد ما في تفسير عدم رغبته في تصنيفها على أنها إما مجلد تاريخي أو كتاب طبخ روح العصر.

أصبح طعام الشرق الأوسط خاصية ساخنة في دائرة الطهي في الغرب في السنوات الأخيرة. احتضن مشاهير الطهاة والبرامج التلفزيونية والمطاعم ومحلات السوبر ماركت المكونات والأطباق من المنطقة ، وأصبحت أمثال الحمص والفلافل والشكشوكة والمحمرة كيانات مألوفة في قوائم المطاعم العصرية ، بل إنها دعامة أساسية في المطابخ المنزلية.

على الرغم من ذلك ، يشعر هاينه أنه في الدوائر العلمية وخارجها ، لا يزال هناك نقص في المعرفة والفهم لكيفية ظهور المطبخ ، والتأثيرات التي شكلته وتطوره بمرور الوقت. من الأهمية بمكان بالنسبة له أن هذا لا يشمل فقط الماكرو - تأثير الدين والحرب والسياسة والاقتصاد والسفر - ولكن الجزئي أيضًا ؛ إضافة توابل إلى طبق عتيق في بلاط موغال عن طريق الصدفة يغير طريقة صنعه بعد ذلك ، على سبيل المثال.

عندما سُئل عن سبب شعوره بأن الكتاب كان مهمًا وضروريًا للكتابة ، قال هاين: "الحقائق الأساسية للأكل والطعام هي نفسها تقريبًا بين جميع البشر: كل البشر بحاجة إلى تناول الطعام. ليس ذلك فحسب ، يمكن أن يكون الطعام جزءًا من الهوية الإقليمية والوطنية ، فضلاً عن عامل الاختلاف الاجتماعي. ما يميز ثقافة الطعام العربي هو الدور المهم للضيافة مقارنة بالمجتمعات في شمال أوروبا.

يبدأ هلال الطهي بتقديم لمحة عامة عن أهمية الطعام في العقيدة الإسلامية ، وتغطية القواعد والطقوس ، ودور أطباق ومكونات معينة خلال المناسبات والاحتفالات الدينية.

بقلم الهواري الحسين Houari Hossin

المزيد أنظر الجزء1 

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10214837408963400&id=1671697917

قراءة مختصرة لكتاب مطبخ الخلفاء ديفيد وينز

 D'où vient le scandale من أين أتت الفضيحة

تزوير و تدليس الحقيقة ، قراءة كتاب مطبخ الخلفاء

هل حان الوقت لإعادة كتابة تاريخ الطبخ المغربي ؟

ليس المشكل محصور في موقع ويكيبيديا وحدها بل في  مصادرها و مراجعها  و أحد أبرز رموزهم ديفيد وينز أستاذ جامعة لانكاستر و مريديه في البلاد العربية و اخص بهم مترجمه و بوقه المعروف فاروق مردم بك الذين ما فتؤوا يتجاهلون  و يجهلون دون خجل و لا استحياء و يزورون بإصرار تاريخ الطبخ المغربي بل يستصغرون حقوق المغرب في تاريخه و يحورون الحقيقة - و هي لا تخفى أبدا - مدعين أن كل أصل و تاريخ الطبخ المغربي هو من الشرق الأوسط و خاصة بأنه  وريث العصر العباسي و إمتداد له وصل إلى المغرب عبر  الأندلس ،إنهم يحاولون تغطية فشلهم بالغش والخداع و تدليس الحقيقية في لعبة تبادل الأدوار ، بل إن ديفيد وينز يجزم بأن الأطباق المغربية كلها و الأطعمة المتداولة في المغرب و الأندلس تعود إلى مؤسسها  زرياب( موسيقي عراقي فر إلى الأندلس في القرن العاشر ) و إلى الأمير ابراهيم بن المهدي شقيق هارون الرشيد الذي ألف كتاب الطبيخ البغدادي( عاش في  بغداد)  و لابن عبد الكريم البغدادي صاحب الطبيخ  و لابن الوراق البغدادي و غيرهم من المؤلفين العباسيين فى العراق و الأمويين في دمشق  كابن العديم الحلبي صاحب الوصلة إلى الحبيب . و مثل وينز ذهب على خطاه آخرين بولنز و...

و أنا أجزم بأن هناك فرق كبير بين الطبخ المغربي و بين الطبخ الشرقي و لا أرى أي تشابه بين طبخ المغرب و المشرق و حتى لا وجود للمقاربة بينهما .

 لقد حان الوقت لنبين لهؤلاء أن تاريخ الطبخ المغربي الأصيل و أصوله و جذوره و مصادره و انطلاقه كانا في المغرب و على هذه الأرض الطيبة بين ثنايا جبال الأطلس الشامخة و المحيط الأطلسي و الأبيض المتوسط لنوضح للعالم كله أن هذا التراث الثقافي والحضاري المغربي و العالمي أثر أكثر مما تأثر و أعطى أكثر مما أخذ للعالم في مثاقفة إنسانية عالمية و لا يمكن أن نقبل باستباحة هويتنا الحضارية و موروثنا الثقافي والحضاري المغربي التدليس و التزوير و السرقة .. بقلم الهواري الحسين Houari Hossin  

*David Waines, professeur émérite, Université de Lancaster, Angleterre

انظر كذلك الجزء الثاني:

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10214843434754041&id=1671697917

vendredi 14 août 2020

الرجال في الطبخ المغربي بين تشريف الصالحين و إعدام الغشاشين . من درجة مهنة شريفة في عصر بني مرين إلى درجة قائد في عصر العلويين ثم درجة قهرمان .

 الرجال في الطبخ المغربي بين تشريف الصالحين و إعدام الغشاشين . من درجة مهنة شريفة في عصر بني مرين إلى درجة قائد  في عصر العلويين ثم درجة قهرمان .

طباخ برتبة قائد أو شريف . صدرت نصوص في قانون الحسبة في عهد المرينيين بأن توضع مهن الطعام دون استثناء في خانة المهن الشريفة و نشر قانون يدعو كل المحتسبين إلى مراعاة ذلك و قد أشار إلى ذلك  المحتسب ابن عبد الرؤوف و ابن عبدون و السقطي و الجرسيفي . و في عصر السعديين استحدث منصب العلاف ثم  العلاف الكبير و هو برتبة منصب وزير أو مكلف بالغذاء و التمويين سواء العسكري أو المدني. 

 اما منصب قائد فقد استحدث في العصر العلوي 

منصب قايد الجزارين : دوره تحضير الطعام السلطاني و فتل الكسكس أي صناعة الكسكس  ودبح الخرفان و تحضير الشواء و حسب المؤرخ عبد الرحمن بن زيدان في كتابه  ( إتحاف اعلام الناس باخبار ملوك  مكناس ) فإن كل مهمة كان يخصص لها قايد  و من أشهر هذه المناصب نجد قايد البراد و قايد الماء و غير ذلك .

أما مصطلح قهرمان بمعنى كبير الطهاة فقد أوردها الناصري في كتابه( الاستقصا في تاريخ المغرب الأقصى ) كمنصب يخص الطباخ و كبير الطهاة .

قايد أتاي مهمته تهيئ الشاي و أدواته ة الحفاظ على هذه الأدوات. و قايد الماء دوره طهي الماء و تهيئه و تبخيره و استعدابه ليصبح صالحا للشرب . و كان النظام السائد هو المناوبة بين هؤلاء القياد الطهاة بحيث أن كل فريق عمل منهم يبيت ليلته جاهزا قرب المطابخ و عند أدان الفجر  و بعد الصلاة توقد نيران الافرانات و تدبح الخرفان و يبدأ تجهيز الفطور السلطاني ثم الأطعمة و الوجبات الخاصة بالقصر الملكي و الدار الكبيرة . و قد كان قصر الكشاشن بمكناس خاصا بهذه المهمة و سمي لاحقا دار المخزن أو الخزين الكبير حيث أنه كانت تخزن فيه كثير من المواد الغذائية و الادوات المستعملة في ذلك و فيه المطابخ السلطانية كما احدثت فيه مدرسة لتعليم الطبخ و المهارات التطبيقية لطبقة من البنات الفقيرات ليصبحن متدربات للعمل في بيوت الأغنياء و قد سمين  بنات البخاري و كان لهن  دور كبير بعد ذلك  في نشر  المطبخ المغربي  و قد تكلفت السيدة خناتة زوجة المولى اسماعيل بتكفلهن و تربيتهن و تعليمهن في الدار الكبيرة و هي  بين قصر المحنشة و قصر الكشاشين . و تعد أول مدرسة لتكوين طباخات في المغرب و  بنات البخاري هم الدادات   ، مما أعطى  ولادة جديدة للمطبخ المغربي .  عن كتاب ( إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس ) للمؤرخ عبد الرحمن بن زيدان .

و هذه دراسة سانشرها لاحقا عن تطور المطبخ المغربي ، وهي تستكشف النقلة النوعية التي حصلت في القرن السابع عشر  و شكلت الطابع الحديث للمطبخ المغربي المعاصر .. يتبع  . بقلم الهواري الحسين Houari Hossin 


* عندما أعدم مولاي إسماعيل خبازين و تجارا بسبب الاحتكار و الغش 

كان المثل الشعبي السائد في ذلك العصر هو :

(( من غشنا فليس منا ))

"كان مولاي إسماعيل يراقب بنفسه صناعة الخبز، يأخذ عينات من أفران متعددة، فإذا وجدها من نوعية رديئة أو دون الوزن الذي ينص عليه القانون، ضرب رقبة صاحب المخبزة عقابا له؛ وكان يتخذ نفس الإجراء مع تجار الفواكه"، يسرد جوسيف دو ليون في كتابه Vie de Moulay Ismail. roi de Fès et de Maroc الذي خصصه عن السلطان المغربي مولاي إسماعيل الذي حكم المغرب في الفترة الممتدة بين 1672 و1727.

مراقبة الجودة

يزيد الكاتب نفسه وهو يتحدث عن المجاعة التي ضربت المغرب في عهد مولاي إسماعيل وما يقوم به هذا السلطان الذي حكم المغرب 55 عاما لتدبير أزمة الخبز في هذه المحنة التي حلت برعيته إبان حكمه قائلا: "على أن المحتسب هو الذي كان يتعرض لعقوبة الإعدام، أو يخسر وظيفته وأملاكه، إذا كانت نوعية البضائع رديئة. زيادة على ذلك كان السلطان يمارس مراقبته على كل ما يتعلق بالمواد الغذائية بواسطة العيون، أولئك الذين يخبرونه بحالة البضائع، وكان الباشوات والقياد يتحملون المسؤولية عن الغش والتدليس"، وأضاف: "في كل سنة يتم تحديد سعر الحبوب والفواكه تبعا لنوعية محصولها، ثم يعمد السلطان إلى بيع محاصيله بنصف الثمن لتخفيض السعر في الأسواق".

كانت هذه الإجراءَات بسبب المجاعة التي حلّت بالمغرب في فترة حكم مولاي إسماعيل، والتي تقول مصادر تاريخية إن الكثير من التجار استغلوها لاحتكار القمح وبيعه بثمن مرتفع؛ إذ لم يكن سبب المجاعة هو غياب القمح، بل غلاؤه وعدم قدرة الفقراء والضعفاء على شرائه.

نقص في الخبز ...

Houari Hossin الهواري الحسين

dimanche 2 août 2020

لهذه الأسباب صمد المطبخ المغربي و انتشر في بلدان العالم

مقالتي اليوم على جريدة " المساء "  اقرأ 
- لهذه الأسباب صمد المطبخ المغربي و انتشر في بلدان العالم
عند الحديث عن الإبتكار في النمط الغذائي  ، لابد من الاشارة اولا الى ان المطبخ المغربي يتركب من عدة  مطابخ غير متجانسة إطلاقا ، يحاول المغاربة حاليا  تجميعها و تصميمها ككتلة متجانسة عبر طبعها بذوق  خاص و من تم تعميمها و هذا يلاحظ عند كثير من الطباخين الشباب في محاولة  لإعطاء المطبخ المغربي مفهوما موحدا ( للتقارب)  عن طريق وضعه لقوانين علمية وتقنيات  معاصرة  في محاولة لتطعيمه  وتعشيقه بوصفات جديدة من مطابخ أخرى أغلبها أوروبية و متوسطة و آسيوية  وذلك  بإخضاعها للذوق المغربي ، و هذا ما حصل للمطبخ المغربي في أزمنة سابقة و جعله خليط غير متوافق او بلغة مجازية ( متنوع الاذواق و لا متجانس مثلا الحلو / الحامض  )   و مع كونه في  الأصل يحمل متضادات  غير متوافقة في السلم  ( سلم ابن رشد و غيره من الأطباء العرب و اليونان ) ، خليط  يتشكل من وصفات بسيطة و أخرى جد معقدة فالأولى جبلية و صحراوية يغلب عليها طابع البداوة والثانية مدنية يغلب عليها طابع الصنعة والمهارة  أو التركيب composées / complexes  ( وصفات منمقة تتركب في غالبها من عدة وصفات ) و كانت  قد تأثرت  بعدة ثقافات  تبعا للشعوب الكثيرة و الحضارات  التي استوطنت هذه الأرض السعيدة و تركت بصماتها وتأثيرها القوي تارة او الوضيع تارة اخرى و لا غرابة انه بمرور الأجيال و الأعوام الطويلة انصهر هذا الخليط و شكل في خاتمة المطاف شكلا صار ما هو عليه اليوم . وككل  الثقافات الأخرى فهو يخضع لإشكاليات وجدليات التاريخ  ، و لا غرو أن يعالج كأي  ثقافة غيره بتمعن و دراية . و سواء خضع لعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا او كثقافة تراثية  غذائية محضة بعيدا عن التحليلات العلمية او العقيمة فسنرى  ان تكوينه  و بعدها تركيبه  و تشكيله استمر لآلاف السنين و تداولت فيه عدة تشكيلات و تنويعات  و تطورات وحتى انتكاسات  مع الزمن حسب احوال كل حقبة سواء قوتها او ضعفها و حسب سخاء  الأرض و بوارها ، الأرض لعبت دورها في المطابخ المغربية و الثقافة الغذائية عموما تتحول وتتأرجح بين الرخاء  والنماء و الجدب و الكفاف و الحاجة    من اليسر إلى العسر بين ازدهار عصور و انحطاط أخرى   في مد وجزر تبعا للظروف  و الأحكام و الأحداث ،  فقد تأثر بكل ما حصل وتنوع تبعا للواقع المعاش في كل لحظة تاريخية و هذا ان دل على شيء فإنما يدل على أن هذه الثقافة كانت حية دائما تتعايش  مع الواقع المعاش و تنتقل من جيل إلى جيل و تتقدم و تضمحل حسب رقي وانحطاط تلك الشعوب القديمة حتى تشكل  اكلات لسنوات الجفاف و الكفاف و أخرى لأعوام الخير و الخيرات ، ثم ما مدى تأثير الوعي و الرقي عند تلك الشعوب و درجات ثقافتها و مجدها عامل آخر مهم  فهذا بدوره شكل  نظرية ثقافية للغذاء سيما في المدن  المتحضرة  و شكل طرازا لطبقة النبلاء و أرضية و نوعية معينة  متينة لنمط غذائي سائد و يشمل عدة وصفات  لا زالت مستمرة  بشكل  إثني او ديني او طقسي ، نلاحظ ان  الثقافة الغذائية في المغرب  تعتمد على غذاء الجمع أي أنها ثقافة الجموع و الجماعة  و ليست ثقافة  الأفراد بمعنى انها عائلية و أسرية  و لا تتجزأ  كما هو حال ثقافة شعوب أخرى و نذكر على سبيل المثال لا الحصر  الثقافة الغذاءية الرومانية ( و قد ذكرت الرومانية لأسباب سأعود لها لاحقا لما شاكلته الثقافة الرومانية في المطبخ المغربي ) لكني سأكتفي هنا بإعادة نشر جزء سابق عن الكسكس و المطبخ المغربي  و مامدى قوته و الإقناع   الذي  قوبل به لتتقبله ثقافات شعوب اخرى و تحتضنه  و تمارسه  و لاحقا ساتناول تتمنى هذا الموضوع  ، الكسكس  كدليل  على ذلك
لماذا فشل الكسكس المغربي في  الشرق العربي ؟
بينما نجح في الوصول إلى  باقي بلدان المعمور  ، (  فصل من كتاب:  تاريخ المطبخ المغربي  الحسين الهواري )
لولا الإصرار والصمود  المغربي  لاندثر و محي  المطبخ المغربي كثقافة غذائية من التاريخ  مثل ما حصل لثقافات أصيلة في بلدان  أخرى  سوء حظها أنها سقطت تحت الغزو   و الاحتلال   .
اول ظهور للكسكس  في الشرق  كان في كتاب كمال الدين بن العديم ( و ليس ابن النديم المعروف ( وابن العديم  هو المؤرخ و قاضي حلب  في العصر الأيوبي  1192 / 1262  عمر ابن أحمد بن هبة الله  بن أبي جرادة )  رحل من حلب إلى دمشق و فلسطين و العراق و الحجاز  و مات بالقاهرة   ، في كتابه الشهير الوصلة  ( الوصلة الى الحبيب  في وصف الطيبات و الطيب )  ( بينما  يرجعه بعض الباحثين لابن الجزار المصري )  توجد نسخة   منه  في طوب كابي  باسطنبول ،  و فيه وصفة  وحيدة خاصة بالكسكس  ، و كتاب  الرحالة و الفقيه المغربي  العياشي ( رحلة العياشي المعروفة بـ ماء الموائد )   وفيه إشارة إلى  صنع الكسكس في غزة بفلسطين بيد العلامة  الفقيه مؤرخ السعديين  و قاضي فاس  الشيخ  المقري ،
في العصر الفاطمي ( العبيدي )  و العصر المملوكي الأيوبي كان الكسكس شائع في بلاد المشرق العربي كان الكسكس يحضر في عدة بلدان شرقية من القاهرة حتى  دمشق و حلب و في غزة والقدس ثم ما لبث ان اندثر  و انحصر في بعض المناطق الصحراوية  النائية  من مصر  و لا تزال بقايا من وصفاته في صحراء  سيوه آخر محطاته التاريخية   على الحدود الليبية المصرية بعد ان كان  من الأطباق المرغوب فيها في الشرق فلماذا  انحصر بعد تمدده ؟
 انحساره كان في العصر العثماني .   
يجب ان نقرأ التاريخ بطريقة محايدة و بعيدا عن العاطفة  لان في التاريخ  أسئلة غامضة  و لكونها  أساسية  و تتعلق بتراثنا  و بقائه  وديمومته ؟  والسؤال الكبير الذي  يجب ان نطرحه. هو  لماذا استمر المطبخ المغربي وتطور   بينما اندثر و اضمحل في بلدان أخرى قريبة  وبعيدة  ، هذا سؤال جوهري و سؤال فارق  يجب ان يطرحه المغاربة  و  العلماء و الباحثين  ، و لكننا   سنكتفي بطرح. سؤال داخل  هذا الموضوع  ما دام السؤال الكبير تستلزمه  مائدة  كبيرة ،

نحن لا نقول بأن المطبخ المغربي هو الأفضل و الأحسن  في  البلاد العربية  لا .. نحن نقر بأن لكل شعب ذوقه الخاص وطريقة عيشه المفضلة  والخاصة به و نحن نحترمها   ، اننا فقط نركز هنا على  تفرد المطبخ المغربي  مقارنة ببلدان أخرى تتشابه اغذيتها و تستنسخ  بل تكاد تكون هي نفسها في عدة بلدان و أن تغيرت مسمياتها
بقلم الحسين الهواري Houari Hossin

jeudi 9 juillet 2020

دراسة أكاديمية عن نشأة الكسكس ملف اليونسكو

https://youtu.be/ektGHXO2ia8
خيوط المؤامرة و الصراع الأيديولوجي في ملف اليونسكو . دراسة أكاديمية عن نشأة الكسكس ، سهل سايس و ليس الحوز أو غرناطة أو تلمسان أو الانجاد الجزء 3
Histoire de couscous depuis l'époque médiéval 
https://youtu.be/ektGHXO2ia8

jeudi 2 juillet 2020

هل الكسكس من اختراع الملائكة أو الجن أو الإنس صحوة و نهضة القرن 11 و أثرها على الطبخ المغربي و فن العيش . ج2

https://youtu.be/7gNvPwSe8YU
هل الكسكس من اختراع الملائكة أو الجن أو الإنس 
صحوة و نهضة القرن 11 و أثرها على الطبخ المغربي و فن العيش  . جدل الفقهاء و الفرقاء في أصل الكسكس الجزء 2
 https://youtu.be/7gNvPwSe8YU

mardi 16 juin 2020

الذكرى الألفية الأولى لوجبة الكسكس المغربي تاريخ الطبخ المغربي 1000 ans histoire du couscous

https://youtu.be/zyNUwDLPO8E
الذكرى الألفية الأولى لوجبة الكسكس المغربي 1000 سنة 
رد الاعتبار للمؤسسين. لغز الكسكس و حقيقته،  حقائق عن ابتكار طبق في الذكرى المئوية العاشرة 
مختصر لدراسة امتدت لعشرين سنة  
https://youtu.be/zyNUwDLPO8E
 histoire du couscous10 siècles auparavant

samedi 23 mai 2020

تاريخ الطبخ الأمازيغي المغربي و الشمال إفريقي القديم نمط المؤسسين الكبار . مقدمة Africa Nova Histoire de la cuisine Amazigh à travers les grands rois berbères 1

تاريخ الطبخ الأمازيغي المغربي و الشمال إفريقي القديم 
 نمط المؤسسين الكبار . مقدمة Africa Nova
Histoire de la cuisine Amazigh à travers les grands rois berbères  1
https://youtu.be/ZYw6ZRKnQHw

mardi 19 mai 2020

النمط الروماني و أثره الكبير على حوض المتوسط و شمال إفريقيا و المغرب1

https://youtu.be/r72I_w5jiJ4
النمط الروماني و تأثيره الكبير على  حوض المتوسط و شمال إفريقيا و المغرب . كيف تشكل الذوق العالمي ؟ تاريخ الطبخ المغربي و العالمي
Histoire de la cuisine Romaine (de la Rome ) l'influence Romain sur la Méditerranée et le Nord Afrique . La cuisine et la gastronomie internationale 
https://youtu.be/r72I_w5jiJ4

انتقال نمط الرافدين إلى بلاد فارس و اليونان 1

https://youtu.be/Af5_RSK7vgM
1النمط الغذائي : من العصر الحلزوني إلى صناعة الخبز 
انتقال النمط الرافدي إلى فارس و شيوعه في الضفة الأخرى من المتوسط و اليونان ، تكون النمط الساساني و الشرقي و عودته
  https://youtu.be/Af5_RSK7vgM

التأثير الفينيقي القرطاجي في النمط الغذائي للمغرب و شمال إفريقيا

https://youtu.be/vTxFMlbRpE0
التأثير  الفينيقي و القرطاجي في نمط العيش و نوعية الطعام 
 في المغرب و شمال إفريقيا  . الهيليني و الهيلنستي 
L'influence phénicien carthaginois.  L'alimentation au Nord d'Afrique et au Maroc 

https://youtu.be/vTxFMlbRpE0

vendredi 8 mai 2020

متى و كيف تأسس الطبخ المغربي ؟ أصوله و مصادره و جدوره ، الجزء1 تاريخ الطبخ العالمي ما قبل التاريخ والحضارات

https://youtu.be/zQdIjjE22O8
متى و كيف تأسس الطبخ المغربي ؟ أصوله و مصادره و 
جدوره ، الجزء1 تاريخ الطبخ العالمي ما قبل التاريخ   والحضارات القديمة 
 histoire  de la cuisine marocaine et internationale , première1 partie préhistoire et anciennes civilisations
https://youtu.be/zQdIjjE22O8

تعريف الأسماس ماهيته و شكله و ذكره عند البيدق histoire de l'Asmas depuis le 13ème siècles

https://youtu.be/-SrMIk6bJ-Q 
الجزء الأول/2 من تعريف بطعام الأسماس قسم 1 
ما هو الأسماس تعريفه تاريخه و شكله و ماهيته .
الجزء الثالث 3 من تاريخ طعام الأسماس تعريفه تاريخهو نشأته و ذكره عند ابو بمر البيدق مؤرخ المهدي بن تومرت الجزء 3
https://youtu.be/WgHnWedIDiw
2ème partie de l'Asmas et son présence chez les Almohades selon al-Baydaq chroniqueur de l'époque Almohade et de Mahdi ben Toumarte
https://youtu.be/WgHnWedIDiw
مدخل و مقدمة للتعريف بطعام الأسماس قسم 1 جزء 1 
تقديم حول الطبخ المغربي للتعريف بطعام الأسماس

 https://youtu.be/EeF2_Pm-jOs

Introduction sur l'Asmas et la cuisine marocaine  . Première partie 1
https://youtu.be/EeF2_Pm-jOs
https://youtu.be/VONmJfxVge4
لماذا انقرض طعام الصنهاجي في المغرب و هو وجبة كانت سائدة في المغرب قديما حتى العصر الموحدي 
الصنهاجي طعام النبلاء 
ما علاقةالصنهاجي بالاسماس 
ثلاثة حلقات 
Histoire de SANHAJI le repas des Almohades et la disparition de ce plat au 13ème siècles et son relation avec l'Asmas  .
Trois épisodes sur l'Asmas et le SANHAJI 
Cuisine marocaine Encyclopédie histoire tagine couscous 

https://youtu.be/VONmJfxVge4
Par Houari Hossin 

تاريخ وجدور الشرمولة المغربية منذ القرن 12 histoire de la Charmoula marocaine

https://youtu.be/VZx8BYKXnIk
تاريخ و أصل الشرمولة المغربية منذ القرن الثاني عشر جدورها و أول ذكر لها  .
Histoire de la CHARMOULA marocaine depuis le 12 siècles, la première mention de ce condiment 
https://youtu.be/VZx8BYKXnIk

Par Houari Hossin 
توابل وأعشاب ترقيدة صلصة الشرمولة طاجين كسكس وصفة غذاء أكل لحم  
Marinades Assaisonnement condiment Tajine marocain couscous 
https://youtu.be/VZx8BYKXnIk

vendredi 24 avril 2020

تاريخ الطاجين المغربي histoire de Tajine marocain

https://youtu.be/sNwlNLwqT_w
 تاريخ الطاجين المغربي
أصوله و مصادره و انطلاقه.  التأثير الاتروسكي و السلافي و الإغريقي  . 2300 سنة البداية من سنة 105م لوسيوس كويتوس و تراجان في الحروب الداسية
 الجزء الأول  مقدمة
Histoire de Tajine marocain depuis l'an105 et avant
Par Houari Hossin


https://youtu.be/sNwlNLwqT_w

jeudi 23 avril 2020

تاريخ و أصل الحريرة المغربية منذ 22قرن

https://youtu.be/fbdAYmlYZSo
أصول الطبخ المغربي  أصل الحريرة 
بقلم الهواري الحسين بقلم الهواري الحسين Houari Hossin

أصل الحريرة ، حقائق تنشر لأول مرة  ، دراسة تحليلية أكاديمية 
 مصطلح حريرة ليس من اللغة العربية كما كان شائعا عند الباحثين في اللغة بل هو من اللغات الهندو-أوروبية القديمة و الكلمة ادخلت في اللغة العربية حوالي  القرن العاشر الميلادي و نجد لها أثرا في جمهرة اللغة لابن دريد بينما يذكرها ابن عبد ربه في العقد الفريد باسم " الخريزة " وهذا ما ساتناوله في حينه مع مصادر أخرى. 
السياق التاريخي  طبق الحريرة : 
 بالرجوع إلى العصر الروماني نجد أثرا لهذا الطبق المغربي التقليدي في الأطعمة التي أوصى بها القادة الرومان للجنود و مصارعي الأسود في شمال أفريقيا و خاصة للمتدربين على القتال و مبارزة الوحوش الضارية المجلوبين من جبال الأطلس المغربية التي شكلت في العصر الروماني أكبر مورد لتلك الحيوانات المفترسة لإقامة احتفالات المبارزة الدموية في الكولوسيوم بروما و أرجاء أخرى من الإمبراطورية الرومانية التي استعمرت العالم قديما و امتدت من حوض البحر الأبيض المتوسط حتى آسيا و أقصى بلاد البلقان تراسيا و الجزر البريطانية  و ما يعرف بـ جدار هادريان و الميس الذي طوق جزء من العالم ، و إذا كان العنصر البشري الأمازيغي المغربي حاضر في هذه الأحداث كلها، لا سيما بتواجد الجنود المغاربة ضمن التشكيلة الرومانية في عهد الإمبراطور تراجان و خليفته هادريان أي في القرن الأول و الثاني الميلادي تحت قيادة القائد المغربي الأمازيغي لوسيوس كيتوس قائد الفيلق كتيبة ( إكس جيمينيا و تراجانيا ) و الفيلق الخامس عشر الذي عبر الحدود الروسية في البلقان و ما يعرف باسم حملة باب الحديد في الحروب الداسية Guerre Dacique و التي انتهت بانتصار عظيم للرومان و سقوط كل بلاد البلقان و ضمها للإمبراطورية الرومانية  و هذا ما تؤرخ له مسلات روما الشهيرة المعروفة بملاحم تراجان العظيم ، فإن الجيش المغربي و قائده لوسيوس كيتوس سيسحب بعد نهاية الداسية إلى بلاد الشام و سيصبح لوسيوس كيطوس الحاكم العسكري العام لفلسطين و سوريا و العراق و لا يزال أثر التواجد المغربي يثير الجدل الكبير و الغضب لذى دارسي المسائل اللاهوتية اليهودية و الإسرائيليات عموما بما صار يصطلح عليه الإبادة الجماعية الأولى و تحطيم الهيكل و هو موضوع نتجنب الخوض فيه حاليا، لقد رشح تراجان العظيم لخلافته في قيادة الإمبراطورية الرومانية صديقه و قائد جيوش فيلق تراجان المغربي لوسيوس كيطوس لكن المؤامرة التي حاكتها عائلة تراجان و مجموعة من أعضاء مجلس النواب الروماني لمنع  لوسيوس كيطوس العظيم من الجلوس على عرش روما و الدسائس التي قام بها المتطرفين الرومان بالتحالف مع القائد العسكري حاكم بريطانيا هادريان ابن عم تراجان و عائلات ثرية لها مصالح عجلت بسقوط القاءد لوسيوس كيطوس و اتهامه بالخيانة العظمى مع مجموعة من الجنرالات الرومان الكبار الاوصياء على عرش الإمبراطورية الرومانية العظمى و تم الحكم عليهم بالإعدام في روما وهو أمر لم يستسيغه الشعب الروماني الذي ثار على هادريان و يذكر المؤرخ سالوست و غيره هذه الأحداث التي امتدت عبر مناطق مختلفة من الإمبراطورية الرومانية و أكثر تلك الثورات حدثت في المغرب و شمال افريقيا من جبال الأطلس حتى نوميديا و عرفت بثورة فلم يجد هادريان بد من مواجهتها شخصيا و حضر بنفسه إلى طنجة من أجل إخمادها  وعين حاكما جديدا للمنطقة و هو الحاكم العسكري الملقب بالاعرج le Pieux . 
  في كتابه الضخم يشير ابوكيوس الكلبي Apicius  "و هو من الرواقيين دعاة المتعة المطلقة " في دي كوكينيرا  De Quoquinera الذي يعتبر حتى اليوم أكبر معجم للطبخ الروماني  كما نجد الإشارة الواضحة عند الشاعر اللاتيني الكبير جوفينال تحت مصطلح " موليسيا " كما هو الحال في إشارة واضحة أخرى عند المؤرخ الروماني سويطون في ذكره للجيتول سكان جبال الأطلس و نمط حياتهم  ، و لا استبعد وجود إشارة أخرى عند فيرجيل أب الأدب الروماني و اللاتيني في مأدبة الفلاسفة والمعروف مأدبة المتصوفين و هي أشهر إشارة واضحة يمكن الإعتماد عليها في أصل هذا النوع من الأطعمة و إذا اعتبرنا أن المغاربة تواجدوا خلال الفترة من القرن الثاني الميلادي ضمن الجيوش الرومانية و في نفس المنطقة الحدودية مع آسيا و ضمن الذين أوصى لهم بتناول أطعمة تحافظ على صحتهم و تقوي عظامهم ( كما يوصي بذلك ابوكيوس و فيرجل  في وصفة المحاربين و مقالتي و مرودي الأسود ) و اتخاذ تلك الوصفات في الحمية الطبية لمصارعي الأسود كما نص عليها قانون المقاتلين طول مدة التدريب و التأهيل و أثناء الاشتباكات فقد ترسخت في النمط الغذائي المغربي منذ القديم حتى وقتنا الحاضر ، بل تكاد لم تتغير باستثناء إضافة الطماطم إليها و معروف أن الطماطم عنصر جديد في العالم أتى إلى حوض البحر الأبيض المتوسط بعد القرن الخامس عشر بواسطة البرتغاليين و الإسبانيين بعد اكتشاف العالم الجديد و القارة الأمريكية ضمن مجموعة من النباتات والخضروات والفواكه الجديدة و هي الإضافة الوحيدة لهذا الطعام المغربي القديم  الذي شكل لعصور وجبة عسكرية بامتياز للجنود للمصارعين و الأبطال ، و نجد هذه الوجبة بشكلها القديم في المطبخ الأمازيغي المغربي تحت أسماء و مصطلحات مختلفة كما نجدها في المطبخ الروماني تحت تصنيفات مختلفة لا سيما الأطباق المخصصة للألعاب الرياضية و منها أطعمة محترفي مصارعة الأسود و الحيوانات المفترسة . و يمكنني افتراض أن عمر الحريرة المغربية يعود إلى حوالي 2200 سنة حسب ما توصلت إليه من وثائق مدونة و لا استبعد ان ميلاد هذه الوجبة له ارتباط وثيق مع العنصر الأمازيغي المغربي الذي شكله تراجان بقيادة القائد المغربي الأمازيغي لوسيوس كيتوس العظيم و كان جزءا من الكتيبة الخامسة عشر إكس جيمينا  و الفيلق المغربي تراجان . إن شوربة الحريرة /اسكيف تختزل تاريخية بطولية مغربية و الملفت للاهتمام أن هذا الطبق لا يوجد له شبيه في باقي دول العالم و في المناطق المجاورة للمغرب . أي ما يمكن اعتباره بأنه طبق مغربي خاص بالمطبخ المغربي و لا يشاركه في ذلك أي أحد و هذا يترتب عليه أن المغاربة وحدهم لهم حقوق امتلاكه و وضع طلب تسجيله في المنظمات الدولية والمحلية و خاصة منظمة اليونسكو لتسجيله تراث عالمي (( و قد بدأت دراسة إجراءات ذلك بمجهودات فردية )) . إن الأحداث التي عاشها العالم و خاصة شمال إفريقيا و المغرب " موريتانيا الطنجية في العصر الروماني " بعد نهاية الحروب البونيقية و تحول روما من الجمهورية إلى الإمبراطورية ثم نهاية الدمج بين الموريتانيين الطنجية و القيصرية أي منذ زمن حرب و تسليم يوغرطا و ما ترتب على ذلك من أحداث. 
  إن  الحريرة أقدم من إسمها الحالي بل هي  أقدم طبخة مغربية موثقة في التاريخ و بالرجوع إلى الوثائق المتوفرة عندي فقد بدأ تحضيرها قبل 22 قرن وربما قبل ذلك لكن الوثائق المتوفرة عندي تشيران إلى القرن الأول قبل الميلاد تماما في عصر الإمبراطور سايلا و حاكم موريتانيا الرومانية روتولوس روفوس و بعد  نهاية الحرب البونيقية الثالثة ( و هذه الوصفة بالخصوص لذكرها ابكيوس الروماني ضمن كتاب الوجبات الرومانية في دي كوكيريا الشهير ) و قبل الانتقال من الجمهورية إلى الإمبراطورية و تتزامن بالضبط مع تواجد العناصر المغربية في التشكيلة العسكرية الرومانية من جهة وانتشار صيد الوحوش الضارية في جبال الأطلس المغربية  و تدريب المصارعين المغاربة و الأجانب لا سيما من الأسرى الداسيين و السلافيين المهزومين في الحروب الداسية و الذين أصبحوا وقودا للألعاب القتالية في المنتديات و السيرك و المجلوبين من مناطق مختلفة لمنازلة الضواري و المنافسة الشرسة في المسارح الرومانية و اختراع نظام غذائي معين لهم ، و في الشأن لا يزال الجدال قائما بين المؤرخين والباحثين  القدماء والحديثين ، على كل لن نتطفل على هذا التاريخ فهو مدون عند سالوست وغيره في تاريخ الحروب الرومانية . ومع ذلك سنشير إلى ان الظاهر أن في العصر الروماني بالضبط بدأ تناول هذا الطبق و انتشر هذا الطعام و هو في نفس الوقت رد على بعض الإخوة الذين علقوا على مقالة سابقة لي عن الحريرة و منهم من اعتبرها وجبة شرقية و هذا خطأ ، ان الوثيقتين اللتين بحوزتي و إحداهما للمؤرخ الشاعر اللاتيني الكبير ( جوفينال  ) و الثانية للفيلسوف ( سويطون) تشيران إلى شعب الجيتول الذي يسكن جبال الأطلس و إشارات عابرة أخرى في مراجع عديدة ، وهي تسبق بقرن مرحلة تأسيس الفرقة المغربية ايكس جيمينيا بقيادة القائد الموري الكبير لوسيوس كيتوس قائد حملة تراجان العظيم في الحرب الداسية حيث سيتم اتخاذها وجبة عسكرية . اتمنى ان اخرج هذه الوثائق و المعلومات للنور ليطلع عليهم جميع المهتمين بمجال الطبخ و تاريخ الطبخ المغربي و لما لا حتى منظمة اليونسكو التي تهتم بالتراث فقد أصبحت بعض الشركات العالمية و عابرات القارات تنتج و تصنع هذا الخليط  و تسوقه تحت أسماء و عناوين جديدة و للإشارة يوجد أطباق أخرى لا تزال تهيئ في مناطق مختلفة من المغرب و خاصة في جنوب المغرب و جبال الأطلس تشبه هذا الطبق و منها طعام الايركمن الخاص برأس السنة الأمازيغية و أنواع من اسكيف ، و تحت أسماء  
ادرنان و اركمين توجد مشتقات لهذا الطعام في النمط الغذائي المغربي الأمازيغي  . و تاريخ الطبخ المغربي الذي نحن بصدد قراءته و دراسته يخفي الكثير من الأسرار التاريخية و يطرح العديد من الأسئلة  سنحاول فك الغازها.
  تعريف بالحريرة المغربية :  تختلف الحريرة المغربية عن ما أصبح يطلق عليه في الدول العربية المشرقية شوربة الحريرة  و هي عبارة عن " تدويرة الحريرة المغربية لعقدها liaison فقط و بفضل تطور وسائط الإعلام و الانترنت فقد بتنا نرى أشكالا من الشربات المشرقية تأخذ الشكل المغربي شكلا و مضمونا  بل دهب بعض الناشرين العرب على اعتبارها شرقية و عربية الأصل بدأت في الجزيرة العربية والخليج و انتقلت إلى المغرب و شمال إفريقيا و هو أمر خاطئ لا تؤكده أية قرائن و لا مصادر أو مراجع  و الظاهر ان الطريق من الشرق الأوسط إلى المغرب ضروري أن يمر عبر نهر النيل و مصر قبل الانتقال إلى ليبيا و صحراء فزان أو عبر الطريق البحري من الإسكندرية و على كل فهو طبق غير موجود نهائيا في دول العبور أكان في مصر و ليبيا  و بلدان الشرق الأوسط مما يدحض رأي هؤلاء القائلين بهذا الرأي . أما حججهم كون المصطلح " حريرة " فهو غير صحيح كذلك لأن هذه الكلمة غريبة عن اللغة العربية و تم إقحامها ضمن كلمات و مصطلحات أخرى في القرن التاسع و العاشر في أوج توسع المد الإسلامي في جهات العالم من أجل إغناء اللغة العربية وعلومها و خاصة في العصر العباسي الأول و هذا ما يشير إليه اللغويين العرب قديما بالدخيل و الغريب و نجد ان ابن دريد في جمهرة اللغة و غيره أشاروا كثيرا إلى هذه المسألة في الاقتباس من لغات أخرى لبلدان دخلت في الإسلام لا سيما بلاد فارس و خراسان و بلدان من آسيا ، و يبقى ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد أكبر من وضح هذه المسألة في إشارة إلى كلمة " خريزة " التي هي شوربة أهل الجزيرة العربية و التي كانت ترمز إلى كلمة نسب قبيلة  يسب بها العرب بعضهم أي أنها كانت كلمة تستعمل للسب والهجاء قبل استبعادها و استبدالها بكلمة " حريرة " و نقرأ في العقد الفريد لابن عبد ربه : الخريزة " عن نص العقد الفريد لابن عبد ربه "
وقال معاوية للأحنف بن قيْس : أَخْبرني عن قول الشاعرِ :
.إذَا ما مات مَيْتٌ من تميم ... وسرك أن يَعيش فجِيءْ بزادِ
.بخُبز أو بتَمْرِ أو بِسَمْنِ ... أو الشيءِ المُلَفَفِ في البِجَاد
.تراه يَطُوف في الآفاقْ حِرْصاً ... ليأكل رأس لُقمان بن عاد
.ما هذا الشيء الملفّف في البِجاد ؟ 
.قال الأحنف : السّخينة يا أميرَ المؤمنين . 
.قال معاوية : واحدةٌ بأخرى والبادي أظلم 
.- والسّخينة طعام كانت تعمله قريش من دقيق ، 
.وهو الخَريزة ، فكانت تُسَبّ به ،
 " لاحظ هنا قول ابن عبد ربه أن السخينة طعام يصنع من دقيق وهو الخريزة و ليس الحريرة "
وفيه يقول حسَّان بن ثابت :
.زَعمْت سَخينة أن ستَغْلِب رَبّها ... وليُغْلِبنّ مُغالِب الغلابِ
. المصدر :العقد الفريد لابن عبد ربه .
إن كل المعاجم اللغوية و القواميس العربية تخلوا من كلمة( حريرة ) بمعنى شوربة و حساء ، هناك فقط كلمة واحدة قريبة من هذه الكلمة و هي  كلمة ( حرير ) و هو خيط تصنعه دودة القز و كما هو معروف فهو يستعمل في صناعة قماش الحرير و يدخل في الصناعة النسيجية و صناعة الثوب الفاخر الباهض الثمن ، و الفرق واضح بين الكلمتين في المعنى فالمصطلح حرير يشير الى القماش و المصطلح حريرة يشير إلى حساء و شوربة  أي إلى الطعام المغربي المعروف و لا مجال للمقارنة بينهما .
 والحريرة هي طبق ممتاز حيثما ووقتما وجدت ، تأكل من الفجر  
حتى أواخر الليل عند المغاربة، وهذا الحساء، يتكون من اللحم والحمص والعدس والطماطم والكرفس، هو جزء لا يتجزأ من تراثنا و تذوقنا للطعام بالنسبة للكثيرين هو طبق كامل ، بل هو جزء من تراث المغرب منذ الوجود، و يرتبط تاريخ المغرب بتاريخ الحريرة . يتطلب إعداد الحريرة زمنا طويلا حوالي 90 دقيقة للحصول على مزيج من النكهات. المكونات لمدة 10 شخص. - 250 غرام من خليط من القطنيات المجففة ( الحمص العدس والفول ) - 2 بصل مفروم - الحمص 100G - فرع الكرفس 100G (و"جذع") - 100 غرام من خليط من البقدونس والكزبرة والكرفس يترك صلصة الطماطم - 3 الطماطم الطازجة، المبشور (أنا فقط فرك الطماطم (البندورة) على مبشرة كبيرة) - مربع 425g الطماطم، المبشور أيضا - 2 ملعقة طعام معجون الطماطم - زيت الزيتون 3 ملاعق طعام - 1 فلفل - 1 زنجبيل Tadouira تدويرة مصنوعة من الطحين والماء التي تستخدم لإعطاء سائل مخملي الحريرة. الكمية المستخدمة يعتمد على الدقيق المطلوب. -100 إلى 115 G الدقيق مع الماء في طنجرة نقلي جميع المكونات في 3 ملاعق كبيرة من الزيت  لبضع دقائق. إضافة قليل من الملح، الزعفران القليل (أو الكركم الافتراضي للون)، والاستمرار في التحريك قبل تغطية المواد ب 2 ليتر من الماء، تغلق الطنجرة وتطهى على نار متوسطة الحرارة لمدة 45 دقيقة الى 1 ساعة في نهاية 45 دقيقة، والتحقق من البقوليات الطهي. إذا كان مستوى الماء و القطاني منخفضة ويزال من الصعب، يضاف الماء ويطهى لمدة 15 دقيقة. يضاف خليط الطماطم ويطهى حوالي 20 دقيقة. ثم إضافة حفنة من الشعرية، يطهى لمدة 5 دقائق ثم يضاف التدويرة و يقلب جيدا لخليط لكي لا تشكل كريات العجين و كتل اخرى ويطهى مدة 5 دقائق أكثر. مرة واحدة وقد سميكة الحساء وانها مستعدة . يتبع 
 عن كتابي تاريخ الطبخ المغربي  بقلم الهواري الحسين 
Houari Hossin
https://youtu.be/fbdAYmlYZSohttps://youtu.be/fbdAYmlYZSo


تاريخ الحريرة المغربية

https://youtu.be/fbdAYmlYZSo
تاريخ الحريرة المغربية و اختلافها عن المشرقية منذ 22 قرن
أصول الطبخ المغربي
Histoire de la soupe Harira marocaine depuis 22 siècles  ادخل إلى الرابط و اشترك

https://youtu.be/fbdAYmlYZSo

samedi 18 avril 2020

تاريخ الكسكس Histoire de couscous Houari Hossin

https://drive.google.com/file/d/1Pp5rWwUfUn_TR7ge-bMh7QERs_bH1MjG/view?usp=drivesdk
ترجمة لنص كتابي " تاريخ الكسكس " الذي صدر باللغة البرتغالية مع مجموعة من المؤلفين البرتغاليين و البرازيليين . و هو عن  الكسكس في ما وراء المحيط الأطلسي و البلاد الناطقة بالبرتغالية و الإسبانية و بلدان امريكا اللاتينية و قد صدر بدعم من جامعة لشبونة البرتغالية  بمشاركة مجموعة من المؤلفين من البرتغال و البرازيل.  الهواري الحسين Houari Hossin

تاريخ الكسكس بقلم الهواري الحسين ترجمة عن كتابي مع مجموعة من المؤلفين البرتغاليين الكسكس في ما وراء المحيط الأطلسي

ترجمة نص كتابي عن اللغة البرتغالية مع مجموعة من المؤلفين
تاريخ الكسكس ، الكسكس في ما وراء المحيط الأطلسي

  الكسكس  في المغرب وشمال إفريقيا. Houari Hossin 

   **   مدخل 

  الكسكس هو طبق مغربي و مغاربي نموذجي ، يتمتع بشعبية في العديد من بلدان شمال أفريقيا  . يتكون الكسكس من حبيبات كروية يتم الحصول عليها من عملية لف و تدوير سميد القمح الصلب  قد يكون بأحجام مختلفة الحبات في حجمها ، صغيرة أو متوسطة أو كبيرة. وهناك أيضا الكسكس المصنوع من الشعير الذي يدعوه البربر الأمازيغ المغاربة تومزين  Toumzine وأيضا الكسكس باداز Badaz وهو كسكس يصنع من دقيق الذرة . إن الكسكس يعتبر بحق طبق مرجعي لثقافة المغرب وشمال إفريقيا .
الكسكس المغربي 
لا تكاد تخلو مائدة في المغرب ، في البوادي كما في الحواضر، من وجبة الكسكس على الأقل مرة في الأسبوع، لا سيما يوم الجمعة، حيث يتفاءل الكثيرون بإعداد وأكل قصعة من الكسكس بعد أداء صلاة الجمعة، ويعتبرون ذلك نوعاً من الاحتفال بـ"عيد المؤمنين" الأسبوعي.
ورغم تغير عادات الأكل لدى المغاربة بسبب تحولات وضرورات الحياة السريعة، حيث انتشرت بكثرة الأكلات الخفيفة واللجوء إلى المطاعم خارج البيت، لدواعي العمل والانشغال، فإن وجبة الكسكس ظلت محافظة على مكانتها في نفوس الناس.
إن الكسكس وجبة قديمة في المغرب، وتعود إلى عصور غابرة، وأجدادنا تربوا على الكسكس، وسلموا شعلته إلى أبنائهم ثم أحفادهم، وهكذا سنسلم الارتباط بالكسكس إلى الأجيال الجديدة، لأنه أحد رموز الكرم المغربي، ومن أساسيات المائدة عند الأسر .
 إن الكسكس بات علامة اجتماعية لصيقة بالمغاربة، فبمجرد ذكر الكسكس يأتي على الذهن المغرب خصوصاً، لأن أهله برعوا في إعداده بمختلف الطرق والمكونات، كما أنه يكون حاضراً في مختلف مناسباتهم التي يعيشونها.
ويبدو أن شهرة الكسكس لا تعود فقط إلى ارتباط المغاربة به، كما أيضاً شعوب شمال أفريقيا من جزائريين وتونسيين وليبيين،
يُؤلف من أجله كتاب ضخم يشترك في تأليفه نخبة من علماء التغذية، والأنثروبولوجيا، والتاريخ، و الأركيولوجيا ، والسيميائيات، وغيرها من العلوم.
ويُتناول الكسكس، الذي يصنع من طحين القمح و الشعير  والذرة، إما باليد مباشرة، وهي عادة أغلب أهالي القرى والبوادي، أو بالملاعق كما يفعل أبناء هذا الجيل من الشباب، فيما يتم إعداده من طرف ربات البيوت الطاهيات الماهرات، عن طريق الفتل والبخار، قبل أن تضاف إليه الخضر واللحم أحياناً.
إعداد الكسكس هو من بين التحضيرات الأكثر شيوعا ، و من  الأطعمة ذات الشعبية و الإقبال الكبير، كما أنه الطعام الأكثر استهلاكية و حضور على الموائد و قوائم الأطعمة فهو يتربع على قائمة الوجبات المغاربية فلا يمكن تخيل المطبخ المغربي دون هذا الطبق الذي رفع  سمعة و شهرة الطعام المغربي في العالم وأحدث طفرة سياحية لعشاق و ذواقي الأطعمة من السياح والوافدين إلى المغرب متلهفين و باحثين عن الكسكس الأصلي والحقيقي في منبعه و منطلقه في الصحراء الشاسعة و بين جبال الأطلس في القرى النائية  و خيام الرحل التائهين في البراري المقفرة وراء قطعانهم حيث لا زالت النسوة يحتطبون الحطب و الأعواد في الآجام على ظهورهن قاطعات مئات الأميال على الأقدام بين منعرجات الجبال و الوديان ليحضرن الطعام للاطفال و لأزواجهن المنهمكين في زراعة الحقول  وكذلك للرجال في الخلاء يرعون المواشي و سيعودون في المساء جائعين منهكين للمنازل و الخيام لتناول لقمة طعام قد يكون في الغالب كسكس قمح او شعير لاسترجاع قواهم و البداية في الغذ من جديد ، في استمرارية أبدية منذ الاف السنين ، خلق الكسكس و انطلق من هنا بين  الصحاري المترامية وجبال الأطلس اللامتناهية ، هنا في هذا الصمت المطلق العميق الابدي و اللانهائي حيث وقف بليني الأكبر امام السيروا Siroua العظيم باجلال و دهشة امام الصمت الرهيب لجبال الأطلس و قد كرر مرارا احساسه بالإجلال و الوقار لصمت الأطلس العجيب كما ذكر ذلك  في تاريخه الطبيعي )Plin le Grand : Histore Naturel (  
وجبة الكسكس  تستهلك بكثرة و تنتشر على نطاق واسع في  المغرب والبلدان المغاربية الاخرى و بعض بلدان غرب افريقيا ، كما انه يشكل ثالث وجبة في قائمة الاطعمة عند الفرنسيين حسب العديد من استطلاعات الرأي الفرنسية  و في اسبانيا و البرتغال و صقلية و سردينيا و بعيدا في ما وراء المحيط الأطلسي في القارة الامريكية ، البرازيل و المكسيك و البيرو وأمريكا الشمالية ، كندا والولايات المتحدة  .
ويبقى الكسكس  هو أهم وجبة حتى الآن بدون منافس في شمال أفريقيا سواء في المغرب و الجزائر و تونس و موريتانيا و ليبيا  بحيث يشكل ما يمكن اعتباره عماد التغذية ومركز ودعامة التغذية الأساسية لآلاف الأشخاص ، و من بين الأطباق المعروفة والمتكررة  المكرسة للمناسبات العائلية والعامة من أفراح و مناسبات و احزان كذلك ، سواء في المغرب و في البلدان الأخرى العالم هو أيضا . انه طبق رمزا لجميع الممارسات الغذائية في  المغرب . إن الكثير من الناس يريدون دائما معرفة أسرار الكسكس الجيد ، وقد كثرت العديد من الأسئلة حول لغز هذا الطبق وتطوره وتاريخه الغامض ، كيف كان من قبل ؟ وكيف تطور؟ كيف قام أسلافنا بإعداد هذا الطبق في الماضي؟ وكيف كان الكسكس في العالم القديم قبل أن يصبح من الأطباق ذات  الشهرة في العالم الجديد ؟ فكيف تتم كتابة تاريخه غير المعروف منذ بدايته حتى اليوم ؟ وكل ما هو متوفر من كتابات عن الكسكس يعود الى القرون الوسطى و تحديدا من القرن 12 . فق نشطت حركة ثقافية في الأندلس و ازدهر نشاط التأليف و الكتابة في جميع الميادين بما فيها الطبخ حيث نجد أول إشارة للكسكس  على شكله الحالي عند ابن رزين التجيبي الأندلسي المولود في مورسيا Murcie جنوب إسبانيا في العصر الوسيط . لكن السؤال الأهم الذي مازال مطروحا هو كيفية تحضيركسكس مثالي وجيد وفقا للتقاليد القديمة بما في ذلك من طعم وذوق و لذة ، إن جميع الذواقين و متذوقي الكسكس بالاخص يسعون للحصول على متعة تذوق كسكس رائع بكل المواصفات الكلاسيكية   او وصفة أصلية تقليدية من الزمن البعيد لا زالت موشومة في الذاكرة منذ الطفولة حيث كانت الأمهات يقمن بكل مراحل التحضير و التهييء قبل أن يصير الكسكس صناعة شركات و آلات و يباع جاهز للاستهلاك و معلب في اكياس و قوارير سريع التحضير . من جانبي أنا أيضا طالما سعيت في البحث عن هذه الوصفة المثالية وأكثر من ذلك فقد غصت في البحث عميقا عن باحثا عن جذوره  في عمق التاريخ من بداية نشأة تاريخ البشرية وتطور الحضارة الإنسانية . إن نجاح أي كسكس تقليدي كلاسيكي جيد كما في السابق يعتمد على دراسة و معرفة عادات وتقاليد الآباء والأجداد القديمة و الإلمام بتاريخ الأحداث و بمكونات الحياة العامة في ذلك الوقت ، لقد تقاسم الفقراء والأغنياء هذه الوجبة حيث شارك النساء والرجال ، الأحرار والعبيد في هذه القصة .
يُقدَّم الكسكس غالبا  يوم الجمعة في مأدبة عائلية  ً، وفي الاعراس و و المناسبات  مثل حفل الولادة و وليمةً الختان  ، وفي المأتم و الصدقة ً، و التبرك بالفقهاء و الطلبة ،  فهويتبرك به ويعزّي به ، في نوع من الكرم و مكارم الأخلاق .
فإن للكسكس متوارث للأبناءً والأحفادً من الأجداد  يحمله جيل ليسلمه للجيل اللاحق . قوامه السّميد والبَلْبولَة والعَصيدَة والصَّيْكوكْ والبَرْكوكْشْ والدشيشة 
فهو تارة  باللحم والخضر، والكسكس المدفون ، والكسكس المسقوف، والكسكس برأس الغنم، والكسكس بذيل البقر، والكسكس بالفول الأخضر، والكسكس بالقرْع الأحمر، والكسكس بالحمّص والزبيب، والكسكس بالقرفة والحليب... وكلما ابتعد عن المراكز والحواضر،  زادت لذته و تغير طعمه الى الأصل و الاصيل .
إلا أن ألذّ أطباق الكسكس على الإطلاق حسب بعض الذواقة ، هو الكسكس بلحوم الطرائد من حجل ويمام وأرنب بريٍّ وسمّانٍ . 


** البحث عن وصفة مثالية

يصنع الكسكس تقليديا من كل انواع الحبوب بعد طحن و تحويل الحبوب الى  سميد و دقيق وإعداده بطريقة خاصة عبر تقنيات معينة ومحددة تتمثل في لف الحبيبات و تدويرها   حتى الوصول الى مرحلة الإنضاج و الطهي بالبخار ليصير كسكس ان تقنية التبخير وحركة الأيدي طوال مراحل إعداده هي ما يحدد جودته  ، يمكن أن يستهلك الكسكس وحده أو يقدم مع اللحم وحساء من الخضار أو غير ذلك من الإضافات الملاءمة ، كما ويمكن أيضا ان يستهلك في أي وقت ، منكها أو عادي ، ساخن أو بارد ، كوجبة كاملة  او عقبة حلوى أو كطبق جانبي .
موطنه المعروف هو  شمال أفريقيا ، كما ان الكسكس   هو رمز بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط حيث نشأ و تم تطور وانتشر في العالم بأسره .
في البوادي و القرى يستعمل  الكسكس لاستخدامات متعددة بعيدا عن الأكل فهو غذاء وعلاج مع ما يصبغ عليه من اهمية روحانية و معنوية  وتقديس ديني ، ان وجبة كسكس يوم الجمعة المقدسة وما تحمله من اشارات و تشبث المواطنين باعداده في أفراحهم وفي جميع المناسبات من حفلات الزفاف والجنازات والتعميد ، والعطلات وأعياد الميلاد ، وأنها تمارس عبر طرق  مهيبة ، في المنازل و أماكن العبادة من اضرحة عبر هدايا وصدقات لجلب الرضى ،سواء عند العامة وعند والنخبة من الناس ، الأغنياء والفقراء وأنه المفضل و الأفضل في كل المناسبات بفضائله و حسناته لم يتغير دوره عند  منشدي الخير و الاستمتاع من دون استثناء ، وهكذا هو الكسكس يحمل لمسته السحرية و دوره الغذائي .
هناك العديد من أصناف الكسكس :  أغلبها من سميد القمح الصلب و هو الكسكس " الأكثر شهرة والأكثر استهلاكا " و كسكس الشعير والذرة و والدخن و كسكس النخال الأحمر الرقيق او  الخشن ، كما ان حجم الحبة بين المتوسطة والصغيرة الحبوب يحدد نوعية وجودة الكسكس ... ولكن يبقى الأكثر شيوعا و استهلاكها هو الكسكس المصنوع من سميد القمح الصلب  . لما يطهى السميد المدور بالبخار يصير كسكسا ، وسميد القمح أو سميد الشعير يناسب العديد من أنواع مختلفة من الوصفات والحشوات ، مثل اللحوم والدواجن والأسماك والخضروات بجميع أنواعها ، والفواكه الطازجة والفواكه المجففة والأعشاب ومنتجات الألبان. ..الخ
   في كل زاوية من المغرب يحجز لك الكسكس التقليدي  وصفة خاصة بالمنطقة : الكسكس البيضاوي مع السبعة خضروات نسبة للدار البيضاء و منطقة الشاوية هو الأكثر شهرة في المغرب ، وكسكس الشعير البلبولة  Belboula واللحوم في الجنوب وفي جبال أطلس ، والرباعي ( Al Roubaie يعني الكسكس المركب من أربعة حبوب مختلفة ) والخماسي "Khoumassi" من خمسة بذور حبوب  مختلطة ، وهو تخصص سكان الصحراء وراء وادي زيز و واد والسرير درعة تافيلالت و الرشيدية ...
سوف يأخذنا  الحديث عن تحضير الكسكس التقليدي  الى المراحل الأولى، بداية من طحن القمح  و صنع "سميد الكسكسان نقطة البداية مهمة لمعرفة سر الكسكس ، سواء للمحترفين   مثل الهواة ، لتشكيل " حبة الكسكس grain de couscous "و للحصول على بذور الكسكس ، كانت النساء  تدحرج و تلف سميد القمح الصلب باليد بالماء في طبق كبير. ثم يتم تجفيف البذور تحت اشعة الشمس طول اليوم ، و ليس مثل العصر الحالي حيث يتم إجراء عملية الدوران ميكانيكياً باستخدام آلات متطورة ، و أصبح السميد الجاهز المصنع متوفر في كل مكان حيث يتم شراء  الكسكس الجاهزبدون عناء ، كما أن أنواع الكسكس جاهزة للاستهلاك السريع ، مما يجعل الطهي والاستهلاك أسرع .

تحضير سميد الكسكس  حسب الطريقة القديمة

لتحضير الكسكس كما هو الحال في بوادي  وقرى الأطلس يتم ذلك غالبا بعد فصل الحصاد  ، عكس ما هو عليه الحال في المدن حيث يتزود السكان بالحبوب من الأسواق المتخصصة في بيع الحبوب و في الغالب في ضواحي المدن  ، بينما سكان القرى أغلبهم من المزارعين الذين ينتجون الحبوب بأنواعه و يصنعون تبعا لذلك مشتقاته من دقيق و سميد و غيرهم ، فبعد أن  يتم حصاد المحصولات الزراعية و يتم التحويل في المنازل او قربها و الى اليوم لا زال جاري به العمل في القرى النائية و المداشر و الدواوير حيث يعتمد المزارعون على الاكتفاء الذاتي من ملزماتهم من الأرض و يحضرون كل ما يحتاجونه بأنفسهم من المواد الخام  حتى الكاملة د و الأمر ليس كذلك في المدن الكبرى حيث بات كل شيء متوفر في المحلات التجارية الكبرى و السوبرماركت كل شئ اصبح جاهز و معبأ ومغلف بل ان الكسكس المصنع اشكال كثيرة متوفر على رفوف المخازن مما نقص من الاعتماد على الجهد البدني و وفر مزيدا من الوقت للسيدات و حتى مزيدا من الانواع و الاذواق . و بالمقابل فان الجودة ليست نفسها فالكسكس التقليدي المصنوع يدويا له ذوق رفيع و خاص ليس فقط من ناحية النكهة الاصيلة فحسب ولكن كذلك من حيث الجودة و الصحة 
مما يدفع عشاقه لتفضيل الكسكس المصنوع يدويا بل هناك من يفضل اكله باليد ( لقمة bouchée  ) عوض المعلقة و ردهم في ذلك أنه يكون ألذ و أفضل أكله حسب التقاليد و العادات القديمة و المتوارثة  . 
 بعد فرز الحبوب في المنزل في الفناء أو الشرفة (المرح) ، تغسل حبيبات القمح أو الشعير بعد ان تغمر بالماء و يتم في الحال تصفيتها و تقطيرها من السائل و تجفيفها تحت أشعة الشمس حتى تجف بشكل نهائي فتجمع في اكياس و ثم يتم نقلها بواسطة نقالة ما او عربة  إلى طاحونة القرية أو منطقة اخرى "طاحونة" لطحن الحبوب ، يتم الطحن وفقًا اختياراتنا ووفقًا لرغبة صاحب الحبوب و المراد استخراجه من انواع ، طبعا هذا يحصل في بعض المدن الصغيرة حيث لا تزال المطاحن الجماعية متوفرة ، إلا أنه في بعض البوادي والقرى النائية جاري استعمال المطاحن اليدوية الصغيرة التي عبارة عن رحى  حجرية صغيرة تدور بواسطة بعصى او قضيب صغير من الحديد حيث يتم الطحن يدويًا من طرف نساء العائلة ، و لاسيما في بعض مناطق جبال الأطلس و الصحراء و التي يتشبث فيها السكان بالتقاليد القديمة اليدوية في كثير من الأشغال و الأمور الموروثة عن أسلافهم ، تسمى الطاحونة التقليدية بالرحى " RHA "
  قبل إرسال الحبوب الى المطاحن ، يتم فحص القمح أو الشعير أولاً من قبل النساء و تتم عملية فرزه و تنقيته من الشوائب و العوالق لإزالة الغبار والحصى والبذور الأجنبية و جميع الأنواع  الغير الصالحة وكما أسلفنا يتم ترطيب القمح و غسله حسب هي قانون "قاعدة الكسكس" أي تحريكه باليد لتوزيع الرطوبة ، وهو إجراء وقائي لتعزيز تدفق النخل "نخالة" ويخبر للطحان أي صاحب المطحنة  "Tahan" عن المراد استخراجه من أنواع والجودة المرغوب فيها و عيار الدقيق فيتم اﻟﻄﺤﻦ حسب ما ﻳﺮﻏﺒﻪ فيه اﻟﻤﺮء ، إﻣﺎ اﻟﻄﺤﻦ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟصناعة اﻟﺨﺒﺰ ثم لاستخراج السميد و الدشيش و النخالة و ما الى ذلك من إﺳﺘﻌﻤﺎﻻت أﺧﺮى.
من بين هذه الأنواع  يتم استخراج السميد semoule بأنواعه الثلاثة  كذلك "smid" والمتوسط الحجم ، والسميد الكبير و السميد الرقيق ، على أي حال سوف يخبر صاحب المطحنة بكل ذلك و  كل هذه الأنواع يتم استخداماتها بعد طحن الحبوب في الوجبات الملائمة لها .
   بينما في  القرى و في جبال الأطلس أو في الصحراء حيث لا تزال عائلات متعلقة و مؤمنة بالتقاليد ، يتم سحق و طحن القمح والشعير بواسطة  طاحونة اليد RHA ذات حجرين ، هذه الطاحون وتتكون من جزأين ، عجلة ثابتة أي ناءمة و عجلة دوارة متحركة ((تستخدم أيضا لسحق مكسرات الأرغان argan لاستخراج زيت شجر أركان المعروف في  جبال الأطلس )) ، توضع هذه الطاحونة فوق جلد الغنم ( هيضورة ) أو حصيرة الخوص مغطى بنسيج الصوف ( هردال ) ثم يبدأ في صب الحبوب في ثقب الرحى باليد او بقمع مخصص لذلك ، تنطلق بداية طحن الحبوب عندما يكون الجهاز في عملية التشغيل  ، ويتوالى سكب حبات القمح للطحن و يتحول الى دقيق ناعم حسب المطلوب و الحركة دوارة بفضل مقبض خشبي مثبت في مركز الرحى . تعكف النسوة الى غناء اهازيج شعبية مميزة مرافقة لهذه العملية كأنما تداعب اوتار الة موسيقية تصاحب دوران الرحى  و احيانا يجتمعن لشرب الشاي بالنعناع و الثرثرة لطرد الملل .
في الصحراء حيث تقل وسائل التسلية و قتل الفراغ فإن مثل هذه  الاشغال تفيد في ذلك . إن النساء يتحملن اعباء المنزل وجميع مسؤوليات  تحضير و تصنيع المنتجات المتعلقة بالطعام من حطب الوقود في الجبال و الغابات والأودية حتى طهي الأطباق وتقديمها و وضعها على  المائدة يجب أن يكون لدى ربة المنزل خبرة مكتسبة فنية وتجربة طهوية و هذه ميزة المراة المفضلة في تلك المجتمعات أي المرأة الحادقة  ، لا يمكن أن يقتصر جلوس المرأة في الأسرة التقليدية على المعرفة السطحية بل على مهارة المراة و حسن تدبيرها و قوتها . ان العائلة لا تشتري  دقيقها أو سميد القمح و الدجاج و الزبدة و السمن و أشياء كثيرة اخرى على ربة البيت استخراجها من المواد الخام و تدبيرها ، تطحن قمحها و تصنع خبزها و تنضجه بنفسها ، كما  ويجب أن تعتني ربة المنزل بما يتعلق بجميع الأعمال والمشتريات و الخياطة و حياكة الصوف ، عندما يكون هناك نقص في المال لتوفير الطعام فهي تعمد الى بيع دجاجات أو بيض أو صوف او منتوج زراعي  لتوفير المنتجات المطلوبة لاولادها .
لقد كان من المعتاد عند العديد من العائلات في القرى إرسال الحبوب إلى مطحنة القرية المشتركة ، مع غربلة الدقيق وفرز الانواع وحفظ المنتجات ، بينما في البوادي  يتم تنفيذ هذه العمليات دائما في المنزل بواسطة أفراد العائلة .
يجب الانتباه الى إجراء هام  : إن تحضير الكسكس الجيد يعتمد على خطوات ضرورية و حاسمة ،  خطوات تأخذ بعين الاعتبار حتى لو بدت بسيطة و غير ذات اهمية .
 
* مقاربة  للطهي النموذجي للكسكس 

تاخذ البذور المتوسطة أو الكبيرة و هي  الأسهل في اللف لعمل حبيبات الكسكس .توضع في طبق واسع وعميق حوالي 12  سم . يسكب عليه القليل من زيت الزيتون والماء و يبدأ تكويره و فركه بين الأصابع في محاولة لعزل الحبات عن بعضها و  تغليف الحبيبات بالزيت ، حتى تنفصل بشكل جيد عن بعضها . هذه العملية المهمة جدا سنحاول شرحها ضمن المراحل و التقنيات المعتمدة في  صناعة الكسكس بالتتابع أي بعد غربلة الدقيق و فرز مشتقاته .
بعد ذلك يبدأ الطهي الثلاثي بالبخار  في المصفاة الكسكاس couscoussier الذي هو إناء خاص بطهي حبات  الكسكس ، يحتوي الوعاء الموجود في الأسفل و عبارة عن طنجرة " تسمى بورمة borma "  على ماء مغلي أو مرق يسمى ( الروى أو المرقة ) ، وتحتوي المصفاة الموجودة أعلاه على الكسكس المبلل . ثم هناك طرف من القماش ضروري في بعض الأحيان في حالة وجود خلل بين الطنجرة و المصفاة و لمنع تسرب البخار يستعمل هذا الثوب و يسمى قفال ( قفل أو مفتاح )  وهو شريحة من قطعة قماش طويلة Ruban ، بحيث انه يمنع تسرب البخار و في نفس الوقت يوجهه و يدفع نحو الأعلى أي باتجاه السميد اي حبيبات الكسكس في المصفاة .
بعد مرور بعض الوقت ، يمر البخار خلال كتلة الكسكس "بعد حوالي 15 إلى 20" ، يجب افراغه  في نفس الطبق الكبير ،و تكسير هذه الكتلة " la masse " التي تشكلت مثل قالب في المصفاة ،و تلفيقها  و تدورها على شكل حبيبات
 الحبوب مرة أخرى بسرعة عن  طريق ترطيبها بقليل من الماء لان  الكسكس يكون ساخن ، و يمكننا في هذه الحالة استخدام شوكة .

موجز عن تاريخ الكسكس


موجز عن تاريخ الكسكس

في الأصل ، كان الكسكس  عبارة عن وجبة طعام يصنعه  البدو و الرحل ببساطة كبيرة يتناولونه في حلهم و ترحالهم  وقد يعوض الخبز و قد اخترعوا له أدوات خاصة به و مناسبة لتحضيره و تقنيات و مصطلحات مرادفة و مع انتشاره وتطوره  أدخلت عليه تحسينات و إضافات ، فمثلا الإناء المثقب الذي ينضج فيه السميد و الذي يسمى الكسكاس مر بعدة مراحل تطور و تغير عبر الزمن ففي القديم كان يصنع من مواد قابلة للتلف كجريد النخل و الدوم و الحلفاء و الأغصان الرقيقة و تحول الى اناء من الطين و الصلصال مثقب percé  ثم الى إناء من نحاس و اخيرا من ألومنيوم و اينوكس و غيرهم من معادن مثقوب بفتحات قابلة للتكيف فوق وعاء يحتوي على ماء أو مرق، حيث توضع حبات الكسكس المفتول في هذا الإناء المعدني او الترابي او اي نوع اخر من السميد ليتم طهيه على البخار. و قد أعطي اسم الكسكس ليشمل عملية  التحضير كما تشمل الطعام و الطبق عامة , اي ان تقنية الطهي بالبخار في اي اناء كيفما كان شكله هي التي تحدد مصطلح " كسكس " بغض النظر عن المحتوى و الشكل . الكسكاس couscoussier هو إناء مثقوب يسمح بمرور البخار الى اعلى لطهي حبات الكسكس ، اي ان طبخ الكسكس يتم فقط بالبخار  . بينما الجزء السفلي عادة ما يحتوي على الخضروات واللحوم التي تطهى في مرق ( بلول ) أي الجزء السائل liquide ، والذي يقدم جنبا إلى جنب مع الكسكس، و بخار هذا السائل هو الذي يرتفع بخارها إلى الجزء العلوي منها يخترق القاع المثقوب ليسمح للبخار بالمرور عبر الثقوب و الذي يطهى سميد الكسكس .
الكسكس أصبح من الأطعمة   المعروفة في العقود الأخيرة في العديد من البلدان وعلى الصعيد العالمي ، وخاصة في حوض البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية . انه  عنصر أساسي على قائمة الأطعمة في أفريقيا وبلدان أوروبية ، فرنسا واسبانيا والبرتغال وصقلية وتركيا وبلغاريا واليونان ومالطا وقبرص وأجزاء من الشرق الأوسط و حتى في الهند ، الخ …
يختلف الباحثون حول مصدر مصطلح كسكس  و في ذلك كتب كثير من الاختصاصيين اللغويين و الدارسين و كلهم اجمعوا على مصدر الكلمة الأمازيغي ، التي انتشرت معه أينما  وصل و حل ، مع اني أشك في ذلك و عندي رأي آخر تبعا لدراسة طويلة قمت بها حول طعام " الكسكس " سأنشر هذه الدراسة الطويلة لاحقا  لما اكملها . في اوروبا ظهرت كلمة كسكس عند سكان الأندلس و جاء ذكرها في كتب القرن 12 وما بعده ، أي أن الكسكس كان متواجدا في إسبانيا بما فيها البرتغال و هي جزء من ايبيريا و بيتيكا في ذلك العصر في وقت قديم قد يكون في القرن العاشر أو  قبله " ، وحسب حفريات أركيولوجية فقد تداول الكسكس على نطاق واسع في الأندلس .
   أن فرنسا اليوم تفتخر بذلك و ان  لديها كسكس بل ان بعض الباحثين مثل Marin Wajda ذهب أبعد من ذلك معتبرا أن الكسكس هو طبق وطني فرنسي .   لكن فرنسا ليست نفس الشيء بالنسبة لإسبانيا والبرتغال ، حيث كان الكسكس يدخل ضمن قائمة الأطعمة اليومية و الممارسة الطقوسية  فقد احتوت الأندلس على كثير من السكان من شمال أفريقيا العرب و البربر حيث كان جزء من شبه الجزيرة الايبيرية تحت حكم العرب و البربر  و امتد حتى جنوب فرنسا لعدة قرون . و حيث كانت زراعة القمح الصلب متطورة و منتشرة في القرن العاشر و يزرع في ايبيريا كلها ، وكان الكسكس دو  شعبية على جداول الموائد الى جانب اطعمة حيث يلتقى مع غيره من الأطباق ، الحساء ، panades ، وكان أيضا طعام الطبقة الأرستقراطية كما هو كذلك طعام الطبقات الاخرى . وكتب الطبخ الشهيرة  في العصور الوسطى زاخرة بوصفات متنوعة للكسكس مثل كتاب فضلات الخوان "Fudalat Khiwan" الذي يحتوي على عديد من وصفات الكسكس وقد كتب في القرن الثالث عشر al Tujibi لصاحبه بن رزين التجيبي حيث نجد أشكال من الكسكس لازالت تحضر في عصرنا بنفس الطريقة  ، و عدة وصفات من الكسكس اخرى دها في نفس الفترة في كتاب الطبخ في العصر الموحدي لمؤلف مجهول كتب كذلك في الأندلس ، و ان اختلفت محتويات المرق و نوعية مركبات السميد حسب تلك المناطق فهي تبقى ذات مصدر واحد ، فنجد مثلا عند التجيبي طبق الكسكس الفتياني المراكشي "Fetyani" و نوع مختلف عن الكسكس المتداول ، كونه يصنع من الخبز المجروش و المحكوك  Râpé , و الفتياني يأخذ اسمه من " الفتيان " و هم طبقة من الشباب ( ربما من الطلبة والجنود ) وكان هذا طبقهم ، كما ان هناك نوع من كسكس " العساكر " أي أنه طعام للجند و الجيوش ، وربما هذا النوع اتخذه المرابطون والموحدون كغذاء و تموين لجيوشهم لما غزو ايبيريا ، و الملاحظ ان هذه الوصفات ظهرت في الأندلس بموازاة تواجد جيوش الموحدين و حكم هذه السلالة  للمنطقة الايبيرية و معروف ان انطلاقهم كان من مراكش عاصمة المغرب في عهد المرابطين و الموحدين ، وقد ولد مؤلف الكتاب " فضلات الخوان أو فن الطهي الأندلسي " ابن رزين التجيبي في مورسيا عام 1227 في جنوب إسبانيا و هي تحت حكم الموحدين .
يعتبر  الكسكس غذاء أساسي في المغرب و  في شمال أفريقيا ، بل انه الطبق الوطني في العديد من بلدان شمال أفريقيا  (المغرب ، الجزائر ، تونس ، ليبيا ، موريتانيا) حيث يمتد تاريخ وجوده في  عمق جذور وأصول الصحراء و عند قبائل البربر امتدادا من جنوب الصحراء الكبرى حتى المحيط  . و قد تم العثور على لقى و آثار أركيولوجية تدل على تصنيع أدوات تدخل في صناعة الكسكس في  أراضي الأمازيغ و بلدانهم ، و بالمعنى الدقيق للكلمة فإن الكسكس يبقى خاصية بربرية صحراوية .  
 والكسكس  هو الحبات المكورة  التي يتم الحصول عليها عن طريق التكتل من سميد القمح ، باحجام متوافتة ، صغيرة و  متوسطة أو كبيرة. وكثيرا ما يصاحب الكسكس مرق من الخضار نباتي أو مع اللحم يسمى المرق و البلول  " bloul ، roua ، marka ، حسب كل منطقة " .

  تواجد الكسكس في فرنسا فقد  ظهرت كلمة الكسكس بالفعل في قاموس الأكاديمية الفرنسية عام 1878،  في الإملاء الحالي " ويذكر المؤرخ باتريك Rambourg عدة تنويعات في مصطلح  كسكس بين حروف C وأحيانا K ، وكتبت مرات cuscus ، coscosson ، couscoussou  الخ .. و في سنة 1900 ذكر كتاب " فن تناول الطعام بشكل جيد "جاء فيها بوضوح أنهم اشتروا الكسكس مع متجر  هيديارد ، ساحة Place de la Madeleine في باريس بما يعني ان الكسكس كان يباع في المتاجر كأي سلعة عادية ، و قد  خصص معجم Larousse gastronomique لعام 1938 " فصلاً كاملا ً" للكسكس ، انها قصة طويلة إذن تعود الى قبل هذا الزمن فنحن نجد هذا الأثر في الأدب الفرنسي في القرن 15 عند الروائي الفرنسي الكبير François Rabelais  في روايته المعروفة .
  وأصل كلمة  "الكسكس" حسب اللغة الامازيغية  كما شرحها سالم شاكر ( استاذ جامعي يحمل  دكتوراه في الآداب الثقافة البربرية و متخصص في اللغة ، وهو أستاذ في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس INALCO ، ان كلمة  الكسكس تأتي من الكلمة البربرية التي على الشكل الأساسي "K'seksu " الذي يشير إلى كل من السميد و الطبق الشعبي الذي هو العنصر الأساسي ، وأعطيت اسم "الكسكس" لإعداد الوجبة كلها  و للطبق الجاهز من هذا الطعام 
(( و كما قلت سابقا فانا أختلف مع هذا  التعريف كليا و قطعيا مع احترامي لرأي الأستاذ شاكر ))
بينما يظن البعض أنه يأتي من اشارة  لغوية في النطق ، كذلك لها علاقة صوتية باحتكاك حبات السميد أثناء الفتل اي  أن بذور السميد عندما يتم لفها في اليدين . ويعتقد آخرون أنه يمكن أن تكون مشتقة من اللغة العربية الفصحى كسكسة "Kaskasah" والتي تعني "سحق و دق " المرادفة  لكلمة العربية - kiskis " صوت صفير الإناء المستخدم لأغراض الطهي ، أو الصوت المنبعث من البخار أثناء الطهي . ويمكن أيضا أن تأتي من كلمة عربية تعني منقار الطير و هو يحمل الطعام  الذي يعطيه صغاره في العش .
ويشير باحث في تاريخ الأغذية ، في  قصة الكسكس اوبهلي محمد Oubahli في مقالته ( تقاليد تناول الطعام في شمال أفريقيا ) حيث تقترب ممارسة تحضير و تناول الكسكس  من الممارسات السارية في جدول باقي الاطعمة الموجودة في حوض البحر الأبيض المتوسط منذ العصور الوسطى وحتى الوقت الحاضر) ،  في مؤلف على تاريخ المعكرونة والمطبخ المغربي و المغرب العربي بشكل عام ) تحت عنوان " العرب والبربر المعكرونة وانتشارها في أوروبا في العصور الوسطى " حيث يذكر الكسكس في رواية فرانسوا رابليه Rabelais  "Gargantua

وقد أشار إلى أن واحدة من عدد كبير من الأطباق الأجنبية التي تشكل التسميات المتداولة في  الطهي الفرنسي و علامة مميزة للأدب الفرنسي والأوروبي " حسب رابليه " ما هي إلا واحدة ،  أي طبق الكسكس رمز البلدان المغاربية و المطبخ الأندلسي في شبه الجزيرة الأيبيرية " ذلك العصر " . الكسكس وفقا للمؤلف السيد Oubahli  في نص آخر
(ل سيد الشراهة Gastronomie / Gargantua  فرانسوا رابليه صاحب الروايات المشهورة   (1483- ) حيث ذكر الكسكس عدة مرات مرارا وتكرارا ، ما لا يقل عن خمس مرات ، تحت اسم Coscosson . ومن الأمثلة على ذلك مرور جارجانتوا ، وفقا للطبعة النهائية التي نشرها فرانسوا فقط في ليون في 1542 ، واصفا العشاء الذي اعطى  ل Grangousier للاحتفال بعودة ابنه جارجانتوا وأصحابه :
  (.. Poultry of India، Strength Coscossons، and reinforcement of
soups
في وقت لاحق في فصل آخر من طبعة أخرى نشرت في ليون في 1546، رابليه يذكر الكسكس مرة أخرى هذه المرة كجزء من نظام غذائي آني  حيث أن Panurge ، الذي تشير التكهنات حول زواجه في المستقبل ، وعرضت مأدبة كبيرة تحتوي على أنواع من مختلف الاطعمة و الماكولات و من ضمنها الكسكس  Coscotons كان الكسكس Coscoton يصنع أيضا في الأعياد و الاحتفالات الكبيرة ، مثل أن العرض gastrolâtres ، حيث يقدم لنا هذا الكتاب قائمة مفصلة عن الاطعمة و ، نجدها مرة أخرى في الفصل الثاني عشر من الكتاب الخامس ، و الكسكس حاضر بين هذه  العناصر التي تشكل كما ذكرت "وعاء وعاء" في قائمة عشاء الاحتفال كطعام رئيسي في وعاء من الحساء و بمختلف الأنواع ، ومع قطع كبيرة من لحم البقر ، و المعجنات، والخبز ، و كما ذكر رابليه هناك عالم من الكسكس الموريسكي coscotons moresque ((يعني الكسكس على موضة المغاربة  الاندلسيين )) . ان تواجد الكسكس في اوروبا اسبانيا و البرتغال و فرنسا وصقلية و غيرهم راجع لأسباب كثيرة من بينها التبادلات الثقافية و الهجرات المستمرة و التواجد والعسكري ، و التبادل التجاري والبحري عبر البحر الأبيض المتوسط . 

كيفية تحضير كسكس جيد حسب الطريقة  التقليدية

قديما  كان الكسكس يحضر على الطريقة التقليدية وهو مجموعة من التقنيات تشمل عدة مواصفات  ، إعداد شامل تشترك فيه جميع الأسرة ، تبدأ النساء في تحضيره عندما يجمع الرجال الحبوب بعد الحصاد في الصيف، حيث تتجمع  النساء لفرز الحبوب من قمح وشعير وتشطف بسرعة وتجفف ، ثم تملئ الأكياس بالحبوب ، و يتكلف الرجال بحمل أكياس الحبوب إلى مطحنة الحي لكي يتم   طحنها وفقا لطرق يختارها صاحبها ، حيث يشتق منها ، دقيق ناعم و مجروش و سميد و نخالة او عائدات اخرى و يبدا الاستعداد لأهم خطوة قادمة وهي صناعة الكسكس وهي  المرحلة الدقيقة اي نخل القمح الصلب والدقيق والسميد . بعد الانتهاء من الطحن ، 
إما في  القرية في مطحنة جماعية أو في  المنزل و في هذه الحالة يستعمل رحى حجري   ((والذي هو قطعتين من الحجارة وضعت واحد على الأخرى)) ، و الطحن هو  بداية أهم خطوة في إعداد الكسكس ، لأن السيدات يحددن العيار المطلوب و المرغوب فيه لنوعية السميد المراد الحصول عليه بين سميد رقيق و متوسط و غليظ  الحجم .
على حصيرة من الخوص أو السجاد (Hardal ) في منتصف المنزل او  المطبخ أو في باحة الدار و معظم الاماكن في المنزل يمكنها أن  تفي بالحاجة لكن المفضل هو الباحة تحت الظل M'rah يتم وضع الحصير  على الجزء المسطح من التربة و كذلك المواد اللازمة لهذه العملية ، تشمل  الأدوات على الأقل على ثلاثة أنواع من المناخل و الأطباق مختلفة الاحجام و الاشكال  لوضع المنتوج بعد صنعه و للمساعدة في العملية . ستستمر الغربلة على حصيرة الخوص و فوقه السجاد طيلة مدة التحضير ، و يتطلب ذلك استعمال الثلاثة غرابيل .
ويتدفق  المنتج من الطحن لأول مرة على غربال الشعر "gherbal Chtatou '' و في حالة عدم وجوده  يستعمل غربال عادي صغير يسمى منخل الدقيق ( gherbal dqiq ) بعض أن يهتز و يدور جيئة وذهابا بالتناوب في المستوى الأفقي  ، الذهاب و الرجوع يقع الدقيق في الطبق أو الصحن (( الأكثر شيوعا طبق مضفور من الخوص يسمى Midouna أو Tbak وهو مصنوع من مادة الدوم او الخوص أو القنب حلفا أو - بالميتو - او نبات اخر )) أو أي  وعاء من الطين ، هذا الطحين سيتم طرحه جانبا لاستعماله في وظيفة اخرى بعد ذلك أو من أجل صناعة الخبز اليومي . ثم يتم تمرير كل ما تبقى في غربال من خلال النفخ عليها و جمعها في طبق الخوص ، الموضوعة  على الحصيرة او تحريكها باليد لتسهيل مرورها ، يتم ذلك عبر سلسلة من رجات قوية متتالية ذهابا و ايابا ، وتسمى هذه العملية "NSEF" من خلال رفع الطبق والسماح للمنتوج بالسقوط الى الأسفل ، بينما في نفس الوقت يستعمل  الدوران التدريجي لكي تتجمع النخالة في الوسط هذه المناورة لها تأثيرات :
1- الحصول على سميد ناعم أو سميد ( Smida R'qiqa  ) يمر عبر الغربال ويقع على القماش الموضوع على الحصيرة .
2 -  الغليظ  ( Ghlida ) يمثل الجزء الأكثر كثافة من المجموع حيث  تتراكم أسفل الغربال بفعل ثقلها ، و المكونات الأخف وزنا : نخالة القمح (النخالة) وtchicha ((شظايا الثقيلة يتم تجميع سترة والجراثيم)   تتجمع على السطح وفي المركز حيث أنها تشكل كتلة ناعمة ، يطلق  
  القرويين على  هذه المادة اسم  الحمرا Hamra ، و يتم  رفعها بكلتا اليدين المتقاربتين  من بعضها البعض من الحواف على شكل حفنة  (Hafna ) أي بالكف المجموع ، بعد رفع الحمراء ، يبقى السميد الكبير أو الغليظ في المنخل و هو خليط من (نخالة) و  نوع يسمى دشيش (Tchicha ( greau . هذا الأخير الذي هو أيضا نوع من الكسكس الجيد يستعمل في وصفات معروفة تحمل أسماء سنذكرها لاحقا . 
 في المدن و بسبب وجود السميد الصناعي الجاهز للاستعمال  والكسكس المحضر الجاهز للطهي فان كثير من هذه التقنيات يتجاوزونها .   سيتم استعمال ما يسمى غربال التشيش tchicha gherbal وهو ما يسمى أيضا الغربال الصغير   sghir gherbal , و في بعض الأحيان يأخذ اسم hraymi gherbal الغربال الحرايمي من الكلمة العربية  "الحرامي" الذي هو نوع من الغرابيل الصغيرة التي تستعمل لكثير من الوظائف اليومية لغربلة الدقيق لصنع الخبز في المنزل ، وهذا الغربال هو الأكثر استخداما في البيوت و يرمز اسمه الى  (الذكاء) بسبب خفته وسرعته وهي ميزة وجوده دائما في جميع الأعمال المنزلية .
وبنفس الطريقة السابقة  التي استعمل فيها طبق الخوص ميدونة  ، يعمل بالمثل مع الغربال الصغير ، نفس الحركات السريعة و الرجات ذهابا وايابا مع الضرب الخفيف على حواشيه  ، ان هذه الحركات السريعة و المضبوطة هي مكتسبة tours de main ناتجة عن تجربة طويلة وخبرة مكتسبة سواء في ذلك المصنوع من الخوص ميدونة او الغربال حركات   عن طريق الاستدارة و الذهاب و الاياب دفعة واحدة وبالتناوب . و يمر الدشيش tchicha و تمر نخالة القمح ، والتي هي أخف ، ثم كما في السابق تجمع بكلتا اليدين في حفنة و توضع في الطبق المخصص لها  كما حصل من قبل مع غيرها ، ولذا فإنها لا تزال في غربال في الحمرا . 
هذه السلسلة من العمليات المتتابعة  تجعلنا نحصل و نتوفر على منتجات أولية  مستخرجة من القمح الصلب وهي المنتجات التالية :
1 ° الطحين ( الدقيق )
2 ° السميد  ( سميد رقيق متوسط و  سميد ناعم )
3 ° السميد الكبير (سميد  غليظ )
4  الدشيشة   ( أو dchich أو البلبولة Belboula  و هو نوع greau (
5 الحمرا   (حمراء Hamra " Rouge "  أو بلون بني )
6 ° النخالة  (نخالة القمح ) 
 إن الغربلة  لها دور كبير في تشكيل و صنع الكسكس في  المناطق التي لا يتوفر فيها الكسكس الجاهز  ، و هي الطرق التي كانت تستعمل قديما عبر مراحل لتشكيل انواع مختلفة من الكسكس و الاطعمة  المشابهة .
عندما تكون الأسرة في عجلة من أمرها أو عندما يكون الغربال غير متوفر و ناقص ، مفقودًا أحيانًا أو  تالفًا أو عن طريق بعض الحوادث ، يتم جمع الدقيق والسميد الصغير معًا . لذلك فإن الغربلة هي التي تحدد جميع أنواع الكسكس ، فمن الضروري أن نأخذ في الاعتبار هذا الإعداد الأول والمهم وألا نتجاوز المراحل كما هي مرتبة  .
يبدو ان هذه المراحل طويلة  و يصعب القيام بها في العصر الحالي عند سكان المدن الحديثة ، لكنها لا زالت مستعملة في القرى و البوادي في مناطق الأطلس و الصحراء و الأرياف  ، وهذه هي علامة بداية صنع الكسكس الجيد حسب التقليد القديم .إن استعمالها مرة واحدة ثم اتباعها يعودنا على ممارستها دائما و بسرعة حيث ستكتسب الخبرة و التجربة .   ولا تزال تمارس في عديد من مناطق المغرب كما كان الحال عليه في القديم ، وكذلك في بعض البلدان المغاربية ، مثل ما كان عليه الحال قبل وصول الأجهزة العصرية و التصنيع الحديث ، وهذه الطريقة هي  التي حافظت على طول عمر الكسكس وكذلك تجعل من الكسكس نواع كثيرة بحسب طرق صنعه و لفه و مهارة صانعه التي تختلف من فرد إلى آخر ومن منطقة الى اخرى وتحدد نوعية الجودة و الطعم و الحداقة اي الكسكس محلي الصنع  ، و هو المفضل عند الكثيرين ، بل يعتبرونه رمز التراث الخالد . لذلك هناك العديد من أنواع الغرابيل والمناخل المستخدمة في هذه المرحلة كما لاحظنا .
والمناخل أواني  ضرورية للغاية بالنسبة  للاسرة المغربية ، مهمتها  هي فرز القمح أولا ثم الدقيق ثانيا سواء بالنسبة للفصل قبل  طحن الحبوب فهي تستعمل للتخلص من مختلف العناصر و الشوائب التي تختلط مع  الحبوب ، وفرزها و تحويلها الى حبوب لتغذية الحيوانات و الطيور ، ثم إلى فرز أنواع  الدقيق ومشتقاته مثل الخبز بأشكاله و المعكرونة بأنواعها و الحبيبات مثل "Mhamsa" و الشعرية vermicelles  (أنواع من العجائن ) ، وبالطبع إعداد الكسكس كذلك . في الواقع يجب معايرة هذه الحبوب بعناية بحيث يتم طهيها جميعًا في نفس الطبق في نفس الوقت أو يتم أيضًا إعداد التوابل والصلصات الملائمة لها  .
تعتمد فائدة الغربال على حجم شبكته وأي عملية غربلة تتطلب مجموعة من الأدوات ، تبدا بالغربال الكبير ذي شبكة أوسع  "kbir gherbal الكبير " وهو متخصص لفصل القمح وتوجد عدة أنواع وصفات يستخدم الناس اسماء مختلفة لها ، السقاط   Seqqat المصنوع من شرائط طويلة من الجلد أو من الأسلاك ، ثم يأتي وGEMH gherbal (غربال القمح) وهو النوع المتوسط كما هو الحال في إعداد الكسكس  ذو الحبوب المتوسطة و كذلك المحمصة Mhamsa كما ذكرنا سابقا وهذا ما يسمى طبق البركوكش Berkouks ( و هو مجموعة متنوعة و مختلفة من الكسكس ) يتم صناعة  الكسكس في الغربال (المنخل) بحك السميد المبلل بقليل من الماء ليخرج عبر الثقوب و بعملية لفه بين الكفين و الأكف في عملية لفه و تدويره وتحويله الى حبيبات صغيرة ، و يعمد  أحيانا الى مزج السميد و الدقيق و رشهم بقليل من الماء لتسهيل عملية صنع الحبوب ، و ترك كل حبة تفلت من شقة اليد التي تعمل دور محدد للحجم والوزن بفعل طول الممارسة و التجربة  ، و تستمر العملية على هذا الشكل حتى ينتهي كل شيء . إن اختيار شبكات غربال الكسكس kasksou gherbal (غربال من الكسكس) يستحسن ان تكون أضيق قليلا من سابقتها . أولا يمر الكسكس عبر غربال القمح (GHEMH gherbal   ) ثم يسكب في gherbal kskso (غربال الكسكس) يعني عبر اثنين من الأحجام المختلفة ليتحدد حجمه بدقة متقاربة و متشابهة بحيث ان الحبات يكون لها نفس الحجم تقريبا و ليس بعضها أكبر من الأخرى ، اولا الشبكة الكبيرة وبعد ذلك الشبكة المتوسطة  . و يخضع لنفس المعاملة كل المنتوج و يجب أن يمر من نفس الشبكات .
في غربال آخر (sghir  gherbal ) الذي عادة يكون  صغير، و هو ما يستخدم يوميا لنخل الطحين ،  نضع فيه الكسكس لنتخلص من زائد الدقيق و الحبيبات الصغيرة  الحجم التي يمكن قد تكون تشكلت و عبرت من الغربال المتوسط و تتم العملية بهزات خفيفة   فقط لإزالة الطحين العالق و السميد أو الحبوب غير الكاملة والدقيقة جدا التي تقع وسيتم إدراجها مرة أخرى لاعادة لفها حسب العيار المطلوب  في القصعة guessae ( و هي طبق كبير أو وعاء من الطين أو من الخشب ) و تستمر العملية حتى الحصول على العيار المطلوب للوجبة المراد صنعها  . ويطلق على gherbal الصغير من قبل العديد من الجنوبيين و سكان رياف ( غربال دشيش ) gherbal dchich ) . هناك انواع من الغرابيل خاصة بأنواع من الحبوب حسب صلابتها  و تجاوبها غربال دقيق لعمل "دقيق الشوفان" يجب عدم الخلط بينه وأدق غربال آخر يسمى "Chtatou " وهو الغربال الأدق و هو مصنوع من القماش أو السبيب أو القماش السلكي الذي يخدم لنخل قيق وجبة الزميتة  "Zamita" وغيرها من الأطعمة مثل مكونات سلو Selou ((Zamita و Sellou و هي وجبات الاستعدادات للمسافرين والحجاج في العصور القديمة كما يستعملون في المناسبات و لا غنى عنهم فى مائدة شهر رمضان الكريم)).
سابقا دان غربال شطاطو  Chtatou يصنع إما من القماش أو الشاش أو شعر الخيل و يدعى  غربال الشعر gherbal Chaar ، وقد أصبحت هذه الغرابيل نادرة في الوقت الحاضر بسبب قلة استعمالها و تكلفتها المالية  و قلة ممتهني هذه المهنة التي تكاد تنقرض في العصر الحالي بسبب توفر المواد المصنعة الجاهزة و كان يفضل دائما هذا النوع من الغرابيل ذات الشبكات الرقيقة جدا و الخفيفة  و المصنوعة من شعر ديول الخيل لما له من جودة بحيث انه ينخل الدقيق و يعطي دقيقا ذا جودة عالية و خاصة لصنع الحلويات ، و يفضل تعويضه بالغربال الصغير أو الدقيق dqiq gherbal (باللغة العربية كلمة دقيق  تعني dqiq الرقيق جدا و كذلك الطحين Farine معا الدقيق بمعانين ) .
و لتمرير السميد الرقيق  فيجب إستعمال مثل هذه الغرابيل   تقريبا للحصول على منتوج ناعم ناعم  " يوجد صناع تقليديين قليلون لا يزالون يصنعون هذه الأدوات التقليدية تحت الطلب في  أسواق المدن العتيقة و هي مصنوعة من إطار خشبي أو حصيرة من القش مغطاة بالجلد و و مخيطة في ال إطار ((المؤسف أنه من المستحيل أن تجد الآن بعض الأدوات التقليدية في كثير من المجالات  بسبب التحديث و العصرنة )) ، لا يزال استخدام شعر الخيل حاضرا لكنه باهظ الثمن ، و غربال شطاطو كان دائما رمز الجودة Chtatou gherbal و كان مفيدا في إعداد أطباق تقليدية شهيرة في جبال  الأطلس المغربية كما كان في الماضي .
إن أساليب الفحص و الطحن و الغربلة تتم حسب جدول زمني متفق عليه عند العائلات ليتم التعاون فيما  بينها لا سيما داخل الأسر و الذي نلاحظه من هذا الوصف السابق هو قريب جدا من الطرق القديمة التي كانت متبعة في العصور الغابرة  حتى اننا لاحظنا ان نفس هذه الطرق استعملت سابقا و نجدها في التاريخ الروماني و العصور الوسطى و التي ترتبط بوجود وظهور المخابز الحرفية والخبازين في الإمبراطورية الرومانية و عند الفراعنة . ولا يزال التآزر في هذا العمل الجماعي قائما ومستمرا  بين العائلات في الأرياف .
  نحن نفهم أنه  يمكن أن تختلف أحجام عيون الغرابيل  حسب صناعتها و موادها مما يعطي احيانا احجاما متفاوتة  غير متجانسة و بنفس الحجم ، و لهذا تلجأ السيدات الى مختلف الحيل لتدبير غرابيل بنفس الحجم بطلبها من سيدات أخريات أو توفيرها بطرق أخرى  ، و هذا ما يدفع بالعائلة بالتشبث بهذه الأدوات و عدم التفريط فيها لانها قاعدة اساسية لصنع الكسكس و غيره ، كما أن المهارة والدقة تلعب دورا مهما الى جانب الغربال الجيد . و هناك من النساء الذكيات و الماهرات من تحضر كل ما تريد بواسطة غربال واحد فقط  " الغربال الصغير " لما لها من خفة و تجربة و تفاني .
وهكذا فإن جميع الحبوب والدقيق و السميد  يمر بنفس التقنيات و نفس الإجراءات ، تجفيف الحبوب  وطحنها الأول ومن ثم غربلتها من خلال عدة غرابل مختلفة للحصول على المنتج النهائي الجيد .
إن  القمح الصلب هو الأكثر استعمالا و المرغوب فيه دائما وما زال هو الحبوب الأكثر استخداما في صنع السميد و ذلك تبعا لأسباب كثيرة أهمها الوفرة و الطعم و التعود .
ان الفتيات الصغيرات داخل العائلة  يكتسبن الخبرة و التجربة و المعرفة المكتسبة من خلال الممارسة والمشاهدة  المستمرة منذ بداية العملية أي من الفرز و الطحن والمعالجة بالغاربيل حتى تحضير الاطعمة يجعل هذه التقنيات و العادات تستمر طويلا و تنتقل مع الزمن من اجيال لاجيال .    إن الحصول على منتج نهائي جيد لا بد ان يمر بهذه المراحل ، و بعد ان ننتهي من هذه المرحلة نعمد الى تجفيفه و نشره تحت اشعة الشمس و حفضه داخل أكياس من الثوب و في امكنة خاصة  بعيدا عن الرطوبة ، كما و انه ممكن استهلاكه طري في الوقت الذي صنع فيه ، و هذا امر يلجأ إليه غالبا سكان المدن . هذه صورة شائعة و هي الغالبة في صنع هذه الحبوب الصغيرة التي تشكل مختلف انواع  الكسكس والتي هي الأطباق التقليدية للمغرب و لبلدان شمال أفريقيا وثلث العالم .

** بداية  طهي الكسكس
 نصائح لتحضير طبق الكسكس التقليدي المغربي الأصلي 
الكسكس المسمى البيضاوي او الكسكس بسبع أنواع من الخضراوات 

   المقادير : 
  • سميد القمح الصلب أو  كسكس جاهز 
  • لحم مع العظم (  النوع المفضل عندكم )
  • حمص منقوع في الماء أو معلب 
  • حبة كبيرة من البصل 
  • باقة  من البقدونس و الكزبرة
  • سبعة أنواع من الخضروات المتوفرة حسب الموسم  ( جزر ، لفت ، كوسة ، كرنب أبيض ، قرع أحمر ، فول طري ، كما يمكن استعمال أنواع أخرى من الخضراوات  حسب الذوق )
  • ملح و فلفل أسود مدقوق 
  • زبدة  أو سمن بلدي 
  • زيت المائدة  و قليل من زيت الزيتون 

    يعلم الجميع أن هناك عدة طرق عديدة لتحضير وجبة طعام  الكسكس ، لكن هناك طرق بعينها تعطي نتائج أفضل و منها هذه الطريقة التي سأذكرها و التي تعتبر الطريقة المثلى و التي كانت سائدة و معتمدة في القديم  وهي طريقة تقليدية و ساعمد إلى تفسير و شرح ذلك اثناء ذكر المراحل بالترتيب والتفسير اللازم لكل مرحلة . في الوقت الحالي يعتبر سميد االكسكسلقمح الصلب هو الأكثر استهلاكا و الاكثر استعمالا في تحضير طبق طعام الكسكس  دائمًا ، إن طريقة اعداد و لف السميد و تحويله الى حبات كسكس هي نفسها بالنسبة لكثير من انواع الحبوب الاخرى غير القمح و ان الادوات والتجهيزات لطهي الكسكس لا تتغير بل هي نفسها .
      إعداد الخطوات الاساسية و الاولية لصناعة الكسكس  . اولا اعداد المرق Marqa اي الصلصة Sauce أو belloul  . أولا نصب في وعاء طهي او طنجرة ((وتسمى برمة borma وهو وعاء خاص مع الألومنيوم أو النحاس او معدن الانوكس أي  الفولاذ المقاوم للصدأ، و قبل ذلك كان هناك قديما اوعية من الطين خاصة خاصة بهذا الطعام مع مصفاة أو وعاء آخر مثقوب  يسمى كسكاس kaskas ، وهذا الكسكاس ضروري لطبخ الكسكس )). 
 في وعاء الطهي او الطنجرة نصب كمية من زيت الطهي ونضع الطنجرة  على موقد النار (kanun) ، ونأخذ كيلوغرام من اللحم المتوفر او المفضل عندنا ((ويفضل  عند المغاربة في هذه الوجبة لحم الغنم ، كما يمكن استعمال لحم البقر أو الدواجن - الدجاج أو الديك الرومي . و يفضل ان يكون اللحم مع  العظام ( لأن العظام بالطبع تعطي ذوقا جيدا للصلصة و للحساء) 
   يقطع اللحم إلى قطع متوسطة حوالي 100 غرام   و يستحسن إضافة قطعة من الشحم من عرقوب الضأن أو من لحم الخروف أو قليل من  شحم الكلى ((لا يعتبر هذا الزاميا بل امرا اختياريا لان الدهون تعطي طعما لذيذا للكسكس ( وهو اختياري وليس   إلزامي ) ، وفقا للمطبخ التقليدي ، الدهن تعطي التألق واللمعان للكسكس ، ولكن وفق قواعد النظم الغذائية الحديثة أنه من الصعب إقناع الجيل الجديد بمثل هذا ... على أي حال خيار إضافة هذه المواد يبقى  أمرًا شخصيًا .
 - تضاف  ملعقة صغيرة من الملح  على اللحم وملعقة كبيرة من الفلفل الأسود المطحون  "استخدام الكثير من الفلفل في الكسكس المغربي واجب لأسباب تتعلق بالطعم و رفع الذوق goût relevé  ، " لكي يصير نوعا ما لاذع " ، وكذلك بعض الملون الأصفر و يمكن تعويض هذا الصبغ و استبداله بملعقة صغيرة من الكركم أو الزعفران بعد نقعه  في ماء دافئ (في المغرب استخدام الملون الاصطناعي الأصفر شائعا ) يمكن أن تحل كمية صغيرة من الكركم المطحون محل الصبغة دون تغيير الطعم أو مسحوق الفلفل الأحمر المسمى بابريكا . أضف في نفس الوقت 250   جرام من الحمص "وضعي لينقع قبل يوم في الماء البارد ، أو الحمص المعلب الذي يجب وضعه في نهاية الطهي ". 
 ضع كل شيء في وعاء الطهي  "بورمة " على الزيت الساخن الآن مع حبة بصل مفروم ناعما ، عندما يصير هذا البصل و اللحم والحمص محمرا  تضاف قطع طماطم طرية مقطعة على أربع (( أو تعويضها بملعقة صغيرة من الطماطم المعلبة ( المرهم) في نهاية الطهي )) , وبمجرد أن  تنضج الطماطم و تتحلل ، نضيف ثلاثة حبات من الجزر المقشر و المقطع على شكل طولي . 
بعد إضافة الجزر نضيف حبتين من اللفت مقطع على نفس الشكل السابق و نغمر الطنجرة بالماء Rowa  في الواقع هذا التبليل بكمية من الماء الدافئ يجب أن يكون كافيا لأنه سيشكل الصلصة و لهذا يجب أن يكون وفيرا  لتغطية كل المواد في الطنجرة و غمرها ((تغطية المواد بالماء ويفضل الماء الفاتر أو مع مرق لحم مصنوع أو استبداله  بمكعب التنسيم لتعزيز الذوق ، و هذا اختياري )). وندعه يطهو على النار القوية حتى الماء الى درجة الغليان بعد ذلك .
إن   إضافة الخضراوات مقارن بمدى تحملها و مقاومتها للحرارة ،  الجزر باعتباره من الخضار القاسية و التي تتحمل الحرارة نضعها اولا ثم يليه اللفت ، بينما الخضار الغير قابلة لتحمل الحرارة نبقيها  الى المرحلة الثانية من الطهي . للتذكير فإن كل انواع الخضروات تصلح لمرافقة الكسكس ، و هذا الكسكس الذي نحن بصدد تحضيره هو نوع من الكسكس يسمى بالكسكس البيضاوي أو الكسكس بسبع خضار ( 7 légumes  ) . بعد وضع حبات اللفت المقشرة والمقطعة إلى نصفين ( يمكن إضافة اي نوع مفضل عندنا من الخضراوات و تغييرها حسب ذوقنا ، توضع الخضروات في الطنجرة حسب مدة طهيها بين كل عملية وأخرى ، على كل اتصل الأنواع إلى سبعة من الخضار ، جزر ، لفت  كوسة ، فول ، يقطين ، فاصوليا ، كرنب و غير ذلك من الخضروات المتوفرة حسب الموسم و السوق ، الملفوف الأبيض والباذنجان وغيره من الخضروات تبعا للموسم .
   "الكسكس البيضاوي مع سبعة خضروات هو الأكثر شهرة و هو المحبوب عند الجميع  (( ويسمى الكسكس البيضاوي نسبة الى مدينة الدار البيضاء المغربية Casablanca  و لا يعرف نوعا محددا من الخضروات بل كل الخضراوات يمكن استعمالها ، لكن من المهم احترام وقت الطهي لكل نوع من  الخضار " فهناك ثلاث مراحل لإعداد حبات الكسكس ، و احترام برنامج الترتيب و التنظيم واجب لحظة إضافة الخضار الخاصة بك وفق سياقها " ، بطبيعة الحال يجب أن تقطع كل الخضروات بنفس الطريقة للحصول على عرض جميل  في وقت التقديم ، كما أنه مستحسن تجنب استخدام الخضروات النشوية مثل البطاطا في الكسكس . 
بعد ان تركنا الطنجرة تغلي على النار القوية  ، نعود إلى حبات الكسكس
نضع حبوب الكسكس في قصعة أو وعاء واسع  ونرش عليه قليل من الماء البارد من أجل تبليله و ترطيبه  .
لا يجب غمره  بالماء ولكن فقط القدر الكافي و اللازم لتبليل حبات الكسكس ، خصوصا النوع الجاف الجاهز  للطهي الذي يشترى من المحلات التجارية "وليس لالكسكس الطازج المصنوع في المنزل " ، ثم نضع حبات الكسكس في المصفاة( الكسكاس couscoussier )  وأيضا نرفع درجة حرارة النار .
كما قلنا بعد رشه  بالماء البارد و تحريكه باليد ليتشرب  ، وهذه عملية تجري بسرعة " فهنا يتحدد اسم الكسكس لما تبلل الحبات السميد و يصبح في المصفاة ، ومن لف حبات  السميد ب وتحويلها الى حبيبات وضعه في المصفاة ليصبح كسكس " يوضع في المصفاة كما قلنا و هذه العملية ستتكرر في المرحلة الثانية  لكي يتشرب نشا السميد السائل و ينتفخ و يتضاعف حجمه " و هذا سنذكره في الجزء التالي . أما الآن فنضع المصفاة "الكسكاس " الذي هو الجزء العلوي للطنجرة  " إناء الطهي " فوق الطنجرة . لاحظ أن قدر السميد في المصفاة لا يجب أن يتجاوز النصف لأنه يجب الأخذ في الاعتبار أن حبات الكسكس سيتضاعف حجمها و تنتفخ ، فنترك لها المجال لتتضاعف و يزداد حجمها . يجب إعطاء مجالات حبات الكسكس   لكي تتضخم بحرية و ان لم ياخذ بهذا الإلتزام بهذه الطريقة يحصل على كسكس غير جيد و تبقى الحبوب ملتصقة ببعضها وغير منفصلة، أي يجب تجنب ان يصبح كتلة .
إن السميد الذي تم لفه مرة واحدة يصبح كسكس وليس أي شيء آخر "يبدأ ذكر و تعريف طبق الكسكس من هذه المرحلة ، عندما يتم لف السميد". بعد أن يصب الكسكس في مصفاة و- يجب أن تكون مصممة ويجب أيضا أن تتكيف مع وعاء الطهي  لمنع تسرب البخار من الفتحات او الفجوة ، وفقدان البخار هي المشكلة يجب تجنبها ، في الحالات التي لا يتم تكييفها الاداتين السفلى و العليا مع بعضها البعض . في الواقع هناك خدعة تستخدمها السيدات في المغرب وهو ما يسمى القفال  Kafal ((يعني قفل أو مفتاح )) و هو قطعة من القماش مقطعة إلى شرائح طويلة مثل عمامة من 2 سم ، و يغطس في عجين متجانس مصنوع من الطحين والقليل من الماء البارد (عجين ميت) هذا النسيج المغطوس في العجين يستخدم للصق الطرفين العلوي و السفلي  يلف كخاتم حولهما مرة واحدة أو مرتين حول المصفاة والوعاء لسد ومنع هروب البخار ، بحيث يرتفع البخار مباشرة دون هروب من خلال الفتحات وتسريع عملية طهي حبات الكسكس هذ Kafal يجب أن يكون رقيقا ((هذه القطعة من القماش أو منشفة Kafal قفل يمكن الاستعاضة عنه  بعجين يستخدم في الخبز أو عجين البيتزا بدون ملح و خمير فهو فقط لإغلاق الفجوات ، الآن موجودة أواني و أدوات مناسبة لطهي الكسكس لا تتطلب تشغيل هذه الخدعة.
لاحظ أن هناك قانونًا أساسيًا تراكم بعد سنوات من  الملاحظة والتجربة وهو عدم تمديد زمن المرحلة الأولى للطهي  يفضل أن تقتصر مدتها على 15 دقيقة فقط ، وأن يتم تنشيط النار بشكل جيد حتى يغلي المرق ويظهر البخار و يطلع إلى المصفاة  ، إذا ما ترك الكسكس لفترة طويلة جدا تحت التدخين في المرة الأولى الكسكس يتحول إلى كتلة أشبه بالعجين ،
ادفع حرارة النار في البداية لآن زيادة الحرارة  ستجعل البخار يظهر و طالما أن الحرارة قوية لاتخشى على الكسكس ،  "في الماضي حيث لم يكن هناك موقد غاز وموقد كهربائي أو مطبخ مجهز كما في الوقت الحالي  كانت السيدات يصنعون الكسكس حيث تهب الرياح بقوة لترفع حرارة نار الخشب أو الفحم و يصبح حار جدا وأحمر لزيادة حرارة النار إلى أقصى حد ".
  قريبا سيمر البخار من خلال كتلة الكسكس ساخنا ، ويجب تجنب  بأي حال من الأحوال فتح الوعاء لكي لا يهرب البخار و يصير الكسكس رطبا و  لينا ، أن المهم هو المرق و قد وضعنا ما فيه الكفاية و ضروري حتى نهاية الطهي التقديري ، أي عنصر نود إضافته إلى القدر يتم في الوقت عند إزالة المصفاة "الكاسكاس" ، وهذا سيتم عند المرحلة التالية ، عند  تحريك بذور الكسكس وكسر كتلتها ، و هذه العملية تحصل في الواقع ثلاث مرات أثناء طهي الكسكس تقريبا كل عشرين دقيقة بين كل خطوة ووقت كل مرحلة طهي على البخار يجب اعتماد خمسة عشر إلى عشرين دقيقة ، أي ما مجموعه 60 دقيقة ((20 دقيقة × 3 مرات = 60 دقيقة )) على الأكثر ، و اذا كان كل شيء يجري في ظروف جيدة يمكن أن يكون جاهزًا خلال 50  دقيقة . وهو الوقت المثالي للحصول على الكسكس الجيد .

في البداية ، يسمح للطي بالتدخين لمدة 15 دقيقة ، ثم قم بإزالة المصفاة برفق حتى لا تدمر القفال     "قفل" في حال كنت قد استخدمت هذا الإجراء ، ومن المهم أيضًا عدم الاحتراق بالبخار للصاعط نطمن الطنجرة قد يؤدي ارتفاع البخار بشكل حاد من الوعاء عند إزالة المصفاة  . و إلى موجة حرارة . ضع مصفاة "الكسكس" على طبق دائري واسع للحصول على مساحة كافية لعمل الحبات بحرية و راحة .
في المغرب يستخدم لهذا وعاء كبيرة مستدير من  الطين أو الخشب اسمه قصعة Gasaa نوع خاص من اوعية  الكسكس أو صحن كبير يسمى "Tabsil طاووس" بعد أن ننزل  المصفاة نصب محتويات البذور في وقت واحد في الوعاء " أو صينية " من خلال وضع مصفاة الكسكس في وسط الطبق، يرش على نطاق واسع هذه الكتلة الكسكس بالماء البارد الذي يذهب من خلال بذور الحبوب الدافئ و قريبا سوف تمتص تماما السائل . ثم بملعقة خشبية كبيرة أو معدن تدعك الكتلة و تقلب الحبوب الكسكسية بسرعة من الأسفل إلى الأعلى بحركات عن طريق سحق كل كرة بالملعقة ((يجب أن يتم ذلك بسرعة أثناء ما يكون  الكسكس ساخن) ) ، هذا الطهي الأول حاسم في إعداد الكسكس ،و تفريق الكتلة إلى قطع في المقام الأول ورفع كل كتلة بكلتا يديه "يجب غطس اليدين في الماء البارد لتجنب الحرق طبعا " ، وكل منهما بمجرد أن نلمس الكتلة الساخنة في كل مرة و أخرى نضعها في الماء البارد ، فإن الهدف هو سحق الكتلة في فترة قصيرة من الزمن ، في محاولة لسحق الحبوب المشكلة عن طريق حكها بين اليدين لإعطاء كل حبة حريتها وفصل الكتل ((من المهم القيام بهذه العملية في أسرع وقت ممكن ، مع ضربات سريعة ودقيقة ، هو مثل نوع من التنقل بين الكتل الكبيرة الى الكتل الصغيرة  للإفراج عن الحبوب وفي نفس الوقت تهويتها . لأن حبات الكسكس ستجد الحرية لكي تتضخم أكثر في المرحلة الثانية ، وهذا أمر سهل كما كانت النساء من ذوي الخبر يعملونه بسرعة في وسط المصفاة دون رفع البذور من الكسكس أو إفراغها في الطبق ، و هذا يكون أسهل في الإناء المعدني "الألومنيوم أو الفولاذ المقاوم للصدأ أو النحاس" ولكن في مصافي الطين لا يستحسن فعل ذلك لانها تتكسر ضد هذه العملية .
قبل وضع المصفاة مرة ثانية لخطوة أخرى ، من المهم فحص المرق الذي يجب أن يظل دائمًا وفيرا و  يغطي العناصر الأخرى إذا انخفض عن طريق التبخر نقوم بإضافة نفس مقدار ما ضاع منه بالماء الساخن ليحل محل ذلك المتبخر . كما نعمل حاليا على اضافة بقية الخضار المطلوبة الجاهزة الى الطنجرة  مثل الباذنجان والكوسا وغيرها من الخضروات المفضلة .. بمجرد أن تتحلل كتلة الحبات نبدء في وضع الكسكس في مصفاة ووضعه بيديه أو مغرفة كبيرة في المصفاة ( الكسكاس ) وتوضع المصفاة على الوعاء ويوضع الكفال "القفل" كالمرة الأولى يمكن أن يغسل إذا جف أو أتلفت أو حتى تغييره  من قبل آخر جديد أو ببساطة غطسه في العجين ، على أي حال ، يعتبر الكفال مهمًا جدًا ومفيدًا لطهي الكسكس المثالي في حالة عدم وجود الوعاء والمصفاة ملائمين لبعضهما ، و يوقف هروب البخار ، وهو أمر غير مرغوب فيه للطهي المطلوب.
أحيانا بعض الخضروات الحساسة التي لا تحتاج إلى وقت طويل للطبخ مثل الكوسة الصغيرة، و القرع والفاصوليا وغيرها من الخضروات او القطع الصغيرة والفلفل الحار ((خطأ أن تجعل في الطنجرة مع المرق و  يفضل أن يتركها إلى الأخير ويضعها على الخضروات الأخرى ومعالجتها بعناية حتى تبقى سليمة ، على أي حال التقاليد لا تزال تقدم مع طبق الكسكس صحن من الصلصة الحارة محلية الصنع التي تصنع في المنازل أو تباع  عند باعة الزيتون ، وهذه الصلصة تصنع من الفلفل الحار الجاف المسحوق بزيت الزيتون والتوابل)).
ضع المصفاة في مكانها و اطهي حبات الكسكس مرة اخرى  20 دقيقة أخرى ، حتى يبدأ البخار يتصاعد من خلال بذور الكسكس ، فهو حينئذ  جاهز عندما تبدأ الأواني ترتعد و كل كتلته ترقص تحت حركات الملعقة الخشبية ، أو عند اختبار الحبوب بالضغط عليها بين الأصابع و تحطمها من دون جهد، وبالتالي تأتي الخطوة الثانية هو قلب المصفاة  في طبق الكسكس كما حصل في الأول . تضاف قطعة من الزبدة اللينة أو السمن ويفضل ملعقة صغيرة من الزبدة المملحة Smen تسمى ( Smen له طعم قوي يذكر بطعم جبن الروكفور والزبدة المملحة يعدها القرويين حسب  الأسلوب القديم ) في حالة عدم توفر هذا نستبدله فقط بالزبدة العادية أو ببساطة زيت الزيتون ، ضع الزبدة عندما يكون الكسكس ساخنًا بحيث يمكن ذوبانها بسرعة عند ملامستها للحرارة وفي نفس الوقت أضف ما تبقى من الخضروات الأخيرة لطهيها في المرق. عندما تذوب الزبدة مرة واحدة يبدأ غمر الحبات بالدهون ( الزبدة أو زيت الزيتون ) لكي  يفصل الحبوب عن بعضها ، تقوم الزبدة المذابة في التفاف على الحبات و عزلها عن بعضها. كما أن هذه الدهون تعطي الحبوب مظهرا لمّاعا وتصير مفصولة عن بعضها البعض و ليس كتلة . و تبقى لنا المرحلة الاخيرة من الطهي ، وهذا الطهي الأخير هو أقصر مدة 15 دقيقة كحد أقصى فقط وقت الطهي الخضروات المضافة الأخيرة .
وبمجرد أن يرتفع البخار ، ضع حبوب الكسكس في المصفاة  ثم على الوعاء ، وفي الوقت نفسه تستمر العملية حتى نهاية طبخ الخضار وحبوب الكسكس  .
قبل البدء في التقديم ، وفق التقاليد المغربية أنها عادة أن  يصب الكسكس و يقدم في نفس وعاء الصنع أو في ما يسمى مسطح "  Tabsil طاووس ذو رسوم صينية " أو صحن من خزف كما أن المغاربة  ياكلون جماعة معا ومع الأسرة في نفس الطبق ، ولكن في أوروبا يمكننا الاعتماد على الصحن الفردي لكل عضو أو ضيف منفصل .
 بينما يفضل السياح لتناول الطعام الكسكس في طبق الطاجين الطيني على في المطاعم المغربية كل يوم جمعة هذا الطبق يرش المرق ويرافقه كوب من Lben ((اللبن الرائب أو)) ، عندنا يقدم  الكسكس في صحن على شكل هرم ، ثم يوضع فوقه اطراف اللحم في الجزء العلوي من الهرم حيث تحفر حفرة صغيرة جوفاء للحفاظ عليه ، والخضروات حوله ، يجب احترام تناسق الألوان حتى يكون عرضا لطيفا من طريقة واحدة أو قد يبدو على صورة متعددة الألوان ، ثم يشتت حوله الحمص ، ويرش الكسكس بالمغرفة بالقدر اللازم من المرق  . و المرق المتبقي يقدم منفصلا في وعاء، و يجب ترك الكسكس بضع دقائق لامتصاص المرق ثم تقديمه على الطاولة .

**       أصناف الكسكس 

هناك أكثر من نوع من الكسكس وأهمها :
سلطات الكسكس العصرية
كسكس بالخضروات المختلفة.
كسكس حلو (بالسكر واللبن)
كسكسو بالبُصلة التفاية  (طبيخ بشرائح البصل والحمص واللحم)
كسكس بالحوت (بالسمك)
كسكس التشطار (اللحم المجفف)
باسي (كسكسو صغير الحبيبات غالبا ما يؤكل بالحليب دون المرق)
كسكسو بالسجق
كسكسي بالقديد
كسكسي بالعصبان
كسكسي باللحم والخضروات  ( جميع أنواع اللحم )
كسكسي بالدجاج او بالديك الرومي
 الخ ….. 

هنالك عدة أنواع و أشكال من الكسكس المعروفة ، كما هناك أنواع أخرى غير معروفة أو قليلة التداول و هي في الغالب جهوية و تستهلك غالبا في مناطق بعيدة ونائية  ، بعضها قديم جدا و خاص ببعض القبائل و من تراثها و عاداتها و بعضها مستحدث ، لكن يبقى الكسكس بالخضار و اللحم هو الأكثر شهرة و شيوعا عند عامة الناس ، متبوع بكسكس الشعير ( البلبولة ) باعتباره غذاء صحي ، و بما أن طعام الكسكس أساسي عند كثير من العائلات و  يستهلك كثيرا في المغرب و عند شعوب شمال افريقيا ، فقد اشتقت منه أنواع و أشكال مختلفة و متباينة ، و تبعا لذلك اختلفت مكونات المواد المرافقة له بين الفقراء و الأغنياء حسب قدراتهم الشرائية و مداخيلهم المالية و مواردهم المتوفرة ، كما تختلف أنواعه من مناسبة إلى اخرى ففي الأعراس و الافراح يحضر كسكس غني تبعا للمناسبة ، و في الجنائز يحضر شكل يتناسب مع تلك المناسبة الحزينة .
كما أن كسكس المدن يختلف عن كسكس البوادي و القرى  تبعا لتوفر الأدوات والموارد و تغير أنماط الغذاء و الذوق و الابهة ، بينما في الأرياف حيث تقل بعض الموارد أو هي محدودة حسب الفصول ، لكن يبقى هو الكسكس الأصلي و الأصيل رغم ما يضاف عليه  من تحسينات في المدن . من الأصناف المطلوبة كذلك في المدن هو الكسكس بالتفاية Tfaya و هي خليط من البصل و العنب المجفف " الزبيب " و السكر و القرفة التي تطهى طويلا حتى تصيرpotée و توضع فوق الكسكس لوحدها او فوق الخضراوات مع البيض المسلوق ، و أحيانا  يزين هذا النوع من الكسكس بمزيد من الفواكه الجافة من جوز و لوز و مشمش مجفف و كذلك بالبرقوق المجفف و غير ذلك ، و قد نجد في بعض المناطق من يضيف اليه الفواكه الطرية و الحلويات لا سيما في مناسبات الأفراح و الأعياد . و كذلك في العزومات تحضر انواع فخمة و غنية من أطباق الكسكس . و هي بالطبع تختلف عن الكسكس العادي و اليومي الذي غالبا ما يكون بسيطا و في حدود المصروف اليومي للأمهات . على العموم فإن الكسكس يتحمل كل الإضافات و يمكن أن يصنع حسب الأذواق . كل ما يجب إعطاءه الاهمية والاولوية هو طهي حبات الكسكس على الطريقة الصحيحة كما شرحناها و الباقي هو خيارات و اجتهادات في حدود رغبة المستهلكين  . كذلك هناك أنواع من الكسكس لازالت تحضر في مناطق الأطلس و الصحراء و الأرياف من خليط الحبوب مع بعضها من ثلاثة حتى خمسة أنواع مختلفة ، الشعير والخرطال و أنواع الذرة المحلية الصغيرة mille وكل الحبوب المتوفرة ، و كثيرا ما يصنع كسكس الشعير " البلبولة " منفردا و بنفس الخضراوات او فقط مع اللبن و هو النوع المعروف " صيكوك Sekouk "
و نوع آخر معروف  يصنع من الذرة الصفراء يسمى باداز Badaz    ،و نوع غليظ الحبات يسمى بركوكش Barkouks و هو كثير الاستهلاك في المناطق الشرقية  وأنواعه مختلفة تارة جاف و تارة سائل على شكل حساء ، و له عشاق كذلك، كما يوجد نوع يصنع من الطحين العادي دون السميد  لرخص ثمنه كما يصنع نوع من النخالة الدقيقة " الحمراء " سيما في البوادي حيث تتم الغربلة مباشرة للقمح و استخلاص انواعه .
من بين الأصناف الأكثر شهرة من الكسكس في المطاعم الراقية  وانتشر كذلك في أوروبا وخاصة في بلدان غربها و تحديدا فرنسا وهو الكسكس الملكي  الشهير و هو يعد من خليط اللحوم " الضأن والدجاج والنقانق مرقاز و البيض و الاسياخ  " ، وفقا للباحثين اخترعه مهاجرون مغاربيون في أوروبا ، لكني أملك رأيا مغايرا عن تاريخ هذا الكسكس الملكي   ، حسب دراستي لهذا الموضوع .
نعثر على عشرات الأنواع المختلفة  وأصناف الكسكس في المغرب و في شمال افريقيا و كذلك في بقية  العالم ، تبعا لطبقات المجتمعات و نظام الغذاء السائد في كل بلد على حدة و مختلف وسائط  المواد و الأدوات والموارد المتوفرة و الطقوس المتبعة ، كما تختلف أشكال التقديم و العروض كذلك حسب ثقافة كل شعب ، و ما يميز الكسكس المغربي و المغاربي عموما هو وفرة الأشكال و تنوعها تبعا لكثرة الاستهلاك و الممارسة ، فنجد أغلب الأنواع و الأشكال   من الكسكس . ويبقى المتكرر الذي لا يستغنى عنه هو كسكس السميد و الخضار على راس القاءمة و هو السائد تقريبا و المفضل عند الجميع كبارا و صغارا ، كونه لذيذا بما يحتويه من لحوم و خضراوات متبوعا بالكسكس الحلو . 
 و الكسكس هو دائما نفسه ، الطهي بالبخار، مع أو بدون مرق يستهلك مع اللحوم والدواجن والأسماك  و القشريات والمحار، الخضراوات والفواكه المجففة مثل اللوز والزبيب والتمر والمكسرات والحلوى التين الطازجة أو المجففة مع  البيض المسلوق او الأعشاب الخضراء ، و حتى يزين كما في منطقة Chiadma في الصويرة بالحلويات . وهو نوع من القداس و الطقوس الدينية  ، كما هو حال الصدقات والهبات لطلب الرضى ، و كذلك الكسكس الذي يوهب إلى المساجد يوم الجمعة ، و كسكس يقدم للأضرحة تبركا . و عموما فان الكسكس الحلو  "Hlou" يأخذ اسم seffa أو مسفوف الكسكس و أحيانا يسمى المدفون "medfoun " .
أما بالنسبة للمرافقات معه فهي تقريبا جميع أنواع الخضروات الطازجة والجافة ووضع  تقديم تجديد كل مرة حسب الظروف و المناسبات مثل Tfaya البصل والزبيب الحلو واليقطين المصنع  Massal السكر أو العسل "صلصة حلوة" .
هناك أيضا أنواع أخرى مثل  Berkouks ، Badaz ، Saykuk ، L'mfawar ، Marmouch   
في الأطلس الكبير و واحات درعة  وفي تافيلالت ، كان معروف عندهم تقديم الكسكس مرتين في اليوم، و في البلاد  الاطلسية -Atlas كان يقدم في الغذاء أي من وجبات طعام الظهيرة ، اعتمادا على تاريخ و تركيبة  سكان المنطقة والظروف المناخية و البشرية يمكن للمرء أن يتعرف على عدد كبير من أصناف الكسكس :
- الكسكس مع الذرة والخضروات باداز badaz  ، يتم استهلاكه في منطقة ورزازات و اكدز جميع الخضروات الموسمية : الجزر، اللفت، البصل، ولكن أيضا الفواكه الطازجة، والخوخ أو التين الخضراء (أو tagorayt ikoran ) و في غياب الخضار الطازجة ، يتم تعويضها خضار جافة و  إدخالها في المرق ، الخضار المجففة المحفوظة منذ العام السابق والتي تم تبليله سابقاً في الماء .
- الكسكس مع سبع خضروات تسمى الكسكس البيضاوي
نسبة الى مدينة الدار البيضاء وهو  الأكثر استهلاكا في جميع أنحاء المغرب من الشمال إلى الجنوب دون استثناء ، وهو  الكسكس باللحم والخضار والحمص الأكثر شيوعا في المدن كما وفي القرى ، و هو كسكس يوم الجمعة وخلال كل المناسبات ، هناك على غرار الكسكس المسمى "idzgzu"  في منطقة إيمنتانوت بنواحي مراكش، هو وجبة تقليدية عند البربر خلال اليوم الأول من السنة الشمسية .
- تختلف أنواع الكسكس مع اللحوم حسب المنطقة ، ولكن اللحم الأكثر استعمالًا هو لحم الضأن يتبعه لحم البقر والدجاج  وبعدهم لحم الماعز ولحوم الإبل والكسكس بالاسماك والمأكولات البحرية . في الماضي كان هناك الكسكس المصنوع من اللحوم المحفوظة والمجففة مثل Kadid "اللحوم الجافة" و لحوم أحشاء الروف المملحة " Kurdas "  الأمعاء المحشوة و المجففة في حرارة الشمس" ، و كثير من هذه الأنواع الشعبية لازالت حاضرة في الصحراء و في منطقة وادي درعة وقد زرت هذه المناطق الصحراوية عدة مرات و كل مرة اكتشف انواعا مختلفة خاصة بكل منطقة ، كما هناك الكسكس مع اللحم والكسكس مع أرجل الجمل و الأوتار في وادي ماسا حيث هناك الكثير من أنواع الكسكس مع الأعشاب وأوراق الشجر ، من الملوخية و البقل و حشائش اخرى تنبت في تلك المناطق  "Bakoula" و "warkia " ، ورق اللفت ، و أوراق التين التي تكمل او تستبدل و تعوض الخضار .
- الكسكس منطقة قلعة  اولوز "Bouzroug" في سوس والأطلس الصغير، الذي يعد المحار وبلح  البحر المجفف و يسمى " لحوم البحر" وهذه ممارسة قديمة تشرح للباحثين  تشكيل تلال قديمة ضخمة من القواقع المتراكمة تحتل شريط ساحل المحيط الأطلسي .
ويستهلك -The البرسيم الكسكس في الواحات والوديان حيث يمارس الزراعة والري، والمفروم والبرسيم مبكرة جدا والبخار على طول الشعير أو الذرة السميد، فإنه يمكن أيضا أن تكون الخضار في الكسكس المعتاد.
- كما يوجد  الكسكس بالأسماك  الذي اشتهر في واد ماسة في الأطلس الصغير  ، و هو يختلف عن نظيره في منطقة آسفي و منطقة الصويرة  ، كما نجد انواعا من الكسكس بالسمك ، بانواع السمك المختلفة في منطقة الشمال في تطوان و طنجة و رأس الماء ، على العموم هذه  الانواع من الكسكس تتطلب إعداد خاص لكون السمك و الموارد البحرية تختلف عن اللحوم في تركيبتها و تحملها للحرارة . في منطقة السوس  يضاف قليل من زيت الاركان Argan الخاص بتلك الناحية ، وفي اماكن اخرى زيت زيتون . كما انه في الشمال يطهى السمك في المياه المالحة والفلفل الذي يغلي ثم ترمي الأسماك مقطعة إلى قطع والبصل ، مثله يستخدم في مناطق اخرى و يرش  المرق على كسكس الذرة الصفراء .
-  في بعض مناطق الحوز يصنع  الكسكس Badaz رأس الأغنام المسمى "Bouhayrous" يقدم مع البيض المسلوق، وهناك العديد من الوصفات المختلفة تستعمل فيها  رأس و أحشاء الأغنام و لحوم البقر من لحم الرأس وغيره من السقط ، سواء مع الذرة او الشعير ، وكذلك سميد من القمح .
- الكسكس مع الجرجير "بالكروش" التي  يتم طهيها في الزبدة المذابة مصحوبا بالطماطم الصغيرة وعطر الفلفل الحلو.
- و  الكريات مع الكسكس "ibluruin" مثل   berkoukes هي محل تقدير وخاصة في الأطلس يرافقه البيض المسلوق .
- الكسكس بالشحم الغاوي Rance او مع اللبن الحامض يدعى Saikouk أو "ibrinaya"
كلمة ibrine  الأمازيغية (الشعير) الشعير أو الذرة أو سميد الشعير، وعندما يسكب يعملون في وسطه. حفرة  تملىء باللبن الرائب .
-  Seffa  او مسفوف أو الكسكس الحلو  يبقى الكسكس الحلو مع القرفة  و اللوز والزبيب والتمر والفواكه المجففة والمكسرات الأخرى .
-  Kidid  الكسكس مع  "اللحم المجفف" هو كسكس  العيد الضروري في مناسبة العيد  الكبير "تضحية عيد الغنم" و يصنع  بخليط التوابل خصوصا مزيج التوابل "  رأس حانوت " مجتمعة "مزيج من 27 نوعا من التوابل .
-  الكسكس Tfaya مجالات تخصص مدن فاس ومكناس وسلا و مناطقهم و هو   رمز للكسكس المغربي المعروف ، المعسل Tfaya "Maasel" البصل مع العسل والقرفة والزبيب، و مع لحم الضأن أو لحم البقر .
-  Berkouks  يفتل سميد الكسكس  على الشكل الكبير باليد كما تأخذ  أشكالا مختلفة ، يتم تقديم ذلك في العديد المدن  والعديد من الارياف وعلى صفات مختلفة ، حساء أو وجبة كاملة،  و لكل منطقة و صفة مختلفة .
هناك أنواع أخرى من الكسكس الشعير والجاودار والدخن من Tchicha أو Tchich و Dchich مصنوعة من سميد الشعير وهو وجبة المساء التي تحتضنها المضيفة وقتًا أطول بكثير لإعداد الطعام ، لذا فإن الأنواع المختلفة من الكسكسي تشكل الطبق الرئيسي في العديد من المناطق المغاربية بشكل عام.
نوع كسكس حلو سفة و هو شائع  تقريبا في كل البلدان المغاربية ، لاسيما في المناسبات و الافراح و انواعه كثيرة  وهذا نوع معروف يقدم بعد الاطباق الرئيسية ك
بق عقبة و تحلية  واحيانا مرافق طاجين اللحم .

السفة  ( السفة  او التحلية )  أو الكسكس الحلو في  جميع البلدان المغاربية يطهى الكسكس الجاف كما هي العادة . بعد  رفع الوعاء ( المصفاة ) من على النار ، يمزج الكسكس جيدا بقليل من الزبد ، ويضاف إليه السكر الناعم  وبعض المكسرات البندق أو الفول السوداني المجروش . كما يفضل البعض إضافة الزبيب ونطرة القرفة الناعم ة، (هذه الوجبة تسمى السفة وهي من أصل مغربي ).  في تونس يفضل إضافة التمر واللوز المجروش و الصنوبر ، و يرش عليه بعد افراغه في الإناء كوب حليب و يرش من جديد بالسكر الناعم و القرفة مدقوقة و خليط من الفواكه الجافة ، زبيب و لوز و جوز و تمر و فستق .


   طريقة تحضير الكسكس الصحراوي  الذي أصبح مطلوبا في افريقيا و اوروبا ،  لمنافعه الصحية المعروفة و طعمه اللذيذ

*   تقنية خلط الحبوب  و طريقة تحضير الكسكس الرباعي و الخماسي الصحراوي :
هذا الكسكس يصنع في البيت من أيدي ربات البيوت الصحراويات ويعتبر من أفضل أنواع الكسكس المغربي نظرا لقيمته الصحية ومذاقه الرائع، إضافة إلى أن تقنية تحضيره تمكننا من الاحتفاض به لمدة شهور دون أن يتلف.
الكسكس الرباعي و الخماسي هو عبارة عن خليط من اربعة او  خمس أنواع من الدقيق حسب الذوق ، حيث نجد دقيق القمح الصلب ودقيق الشعير العادي ودقيق الشعير المحمص ودقيق الذرة المحمص وأخيراً الدقيق الكامل والقليل من الملح. و يمكن اضافة دقيق حبوب اخرى او تغيير انواع الدقيق ، ان الشعير المحمص على النار او في الفرن مثل الزميتة zometa او البندق  و كذلك الذرة المحمصة هم من يعطوه الذوق المميز و الطعم القوي .
بعد خلط جميع العناصر ترش بالقليل من الماء شيئا فشيئا بحيث يتم تحريك الدقيق بأطراف الأصابع بعد كل رشة ماء حتى يتكور الدقيق وهذه بداية صنع الكسكس.
يجب حك الدقيق بين الكفين بأكمله.
ثم يوضع الدقيق في الغربال الغليض ويتم حكه مع الغربال بكف اليد حتى ينفد جله من الغربال أما الباقي تتم إضافة القليل من الدقيق المرشوش والفرك بالكف من جديد وهكذا حتى نكمل الكمية كلها.
بعدها ننتقل لمرحلة الغربال الرقيق نغربل  به الكسكس الذي نفذ من الغربال الغليض ونحصل على الكسكس أما الدقيق النافذ من الغربال الرقيق نرشه من جديد ونعيد نفس المراحل حتى نكمل الكمية.
المرحلة الموالية هي وضع الكسكس الخماسي في الكسكاس لكي يفور جيداً بالطريقة المعتادة، ونفرزه في كيس غذائي كبير  ويتم ضربه بعصا لكي يتفتت جيدا ثم يغربل من جديد في الغربال الغليض.
آخر مرحلة هي تجفيف الكسكس، نضع غطاء نظيف في مكان بعيد عن الغبار ليلة كاملة وفي اليوم الموالي نغير المنديل ونكرر العملية أربع أو خمس مرات مع تغيير المنديل في كل مرة حتى يجف الكسكس جيدا من الرطوبة ويصبح صالحاً لمدة أطول. ً
  و لما يصير جاهزا نحتفظ به في مكان جاف و نستعمله في كل الأنواع و الأشكال  التي نريد تحضيرها 

*************
-- بعض وصفات الكسكس


سلطات الكسكس العصرية ,  وصفات من المطبخ المغربي
الكسكس الصحي و الحمية .
بالنسبة لسلطات الكسكس  فهناك أنواع كثيرة ومختلفة مشكلة تراعي جميع الأذواق و بالاخص الحمية ، و هي اشكال عصرية حديثة .
يمكن تحضير سلطات الكسكس من الكسكس الجاهز الذي يباع في المحلات او من الكسكس المنزلي  ، مع اضافات كل ما نرغب فيه من مكملات اللحوم المدخنة والأسماك ، او الدجاج او فقط الخضراوات بالنسبة للنباتيين و المتبعين الحمية ، مع منسمات مختلفة ، البقدونس، الطماطم، البصل، النعناع، عصير الليمون الحامض، الفلفل، زيت الزيتون والملح… الخ 

  • سلطة كسكس باردة 

  سلطة الكسكس بالطماطم والنعناع
وصفة صحية وبطعم طيب جداً،
المقادير
- الطماطم الكرزية : 3 اكواب (مقطعة أنصاف)
- خيار : 2 حبة (مفروم)
- عصير الليمون : 1 حبة
- ملح : 2 ملعقة صغيرة
- كسكس جاهز : كوب ونصف
- الماء :  2 كوب
- بشر الليمون : 1 حبة
- زيت الزيتون : 3 ملاعق كبيرة
- بقدونس : نصف كوب (مفروم)
- البصل الأخضر : 3 عود (مفروم)
- صنوبر : نصف كوب (محمص / اختياري)
طريقة التحضير
1. اخلطي الطماطم مع الخيار وعصير الليمون في وعاء، وأضيفي ملعقة من الملح واتركيه جانباً.

2. ضعي الكسكس  في مصفاة يطهى على البخار فوق  وعاء فيه ماء مغلي . لما ينضج ضعيه في وعاء واتركيه يبرد جانبا

3. اخلطي زيت الزيتون  وبشر الليمون و عصير الليمون  و الملعقة المتبقية من الملح وأضيفي المزيج فوق الكسكس  في وعاء ، و حركيه بشوكة حتى التمازج .

4. غطي الوعاء بورق البلاستيك واتركيه لمدة 5 دقائق حتى يتشرب عصير الليمون  و الزيت.

5. أضيفي الكسكس لخليط الطماطم.

6. أضيفي النعنع المفروم والبقدونس والبصل الأخضر وقلبي جيداً.

7. زيني وجه الطبق بالصنوبر المحمص وقدميه  .

*************************،***

  • سلطة عصرية الدجاج  و الكسكس 
  لرجيم صحي
المقادير
- كسكس جاهز  : كوب
- مرق دجاج : كوبان
- الخل : نصف كوب
- عصير الليمون : ملعقتان كبيرتان
- الكمون : ملعقة صغيرة ونصف (مطحون)
- الثوم : فص (مهروس)
- صدر الدجاج : 250 غراماً (بدون عظم / مقطع مكعبات صغيرة)
- الفلفل الرومي الأخضر : 1 حبة (مفروم مكعبات)
- فلفل رومي أحمر : 1 حبة (مفروم مكعبات)
- فلفل رومي أصفر : 1 حبة (مفروم مكعبات)
- البصل الأخضر : 4 أعواد (مفروم) 
- طماطم صغيرة   : نصف كوب
- زيتون أسود : ربع كوب (مقطع)
طريقة التحضير
1. ضعي الكسكس في مصفاة فوق طنجرة ماء مغلي  ، واتركيه 30 دقيقة مع التقليب بالشوكة من فترة لأخرى.
2. في وعاء اخلطي الخل مع الزيت وملعقة كبيرة من عصير الليمون وملعقة صغيرة من الكمون وسن الثوم المهروس وقلبي جيداً.
3. أضيفي الدجاج وضعي القدر على نار منخفضة حتى يتبخر السائل وينضج الدجاج لمدة 7 دقائق.
4. ارفعي الدجاج من القدر واخلطي الدجاج بالملعقة المتبقية من عصير الليمون ونصف ملعقة
من الكمون
5. أضيفي الفلفل الملون والبصل الأخضر والكسكس و قلبي جيداً.
6. زيني الوجه بالبصل المفروم و الطماطم و الزيتون الاسود وقدميه


***(((****************

  • سلطة عصرية بالكسكس و الجمبري
المقادير
- الروبيان : كوب (منظّف ومقشّر)
- الثوم : فصّان (مفروم ناعم)
- زيت الزيتون : نصف كوب
- كسكس جاهز  : 2 كوب
- ماء ساخن : 2 كوب
- الفلفل الرومي الأخضر : 1 حبة (مقطّع إلى مكعبات صغيرة)
- طماطم : 1 حبة (منزوعة البذور ومقطّعة إلى مكعبات صغيرة)
- بقدونس : ربع كوب (مفروم ناعم)
- النعناع : ربع كوب (مفروم ناعم)
- عصير الليمون : 5 ملاعق كبيرة
- ملح : رشّة
طريقة التحضير
1. يتبّل الروبيان بالثوم و ملعقتي طعام من زيت الزيتون، ثم يشوى في مقلاة ساخنة لمدة دقيقتين.
2. يطهى  الكسكس على البخار في مصفاة فوق طنجرة ماء مغلي .
 ولما ينضج يترك ليبرد .
3 . ثم  يرش بملعقة من زيت الزيتون في إناء ويخلط جيدا  ، ثم يضاف إليه الفلفل الرومي، الطماطم، البقدونس، النعناع، وما  تبقّى من زيت الزيتون والليمون ويقلّب الخليط جيداً.
5. يضاف الملح إلى المزيج.
6. يوضع الكسكس في الطبق ويزيّن بحبات الروبيان المشوية.
7. يقدّم الطبق بارداً ويزيّن بالخبز المقلي وشرائح اللوز.
****************************

* طبق كسكس بالسمك 
 
  * طبق كسكس بالسمك و القرع الأحمر و البصل
(كسكسو بالحوت)
المكونات والمقادير

- نصف  كيلو كسكس منزلي  أو كسكس جاهز من المحلات
1 بصلة كبيرة مفرومة
ملعقة فلفل أحمر مطحون
نصف ملعقة ابزار و ملعقة ملح
2 حبات طماطم مقشرة و مقطعة أطراف صغيرة 
2 ملعقتين صلصة طماطم
نصف كيلو فيليه  سمك ابيض ( اربع قطع سمك عريضة كبيرة )
1 ملعقة كمون 
1 ملعقة خليط بهار سمك ( شرمولة جاهزة )
5  فصوص ثوم مفرومين
2  فلفل أخضر ( مقطع اطراف صغيرة )
1 كوب زيت زيتون
1 كوب حمص منقوع معلب
ماء حسب الحاجة
3 قطع قرع احمر متوسطة ( أو تغييرها بنوع آخر من الخضراوات تبعا للذوق )

1 طريقة إعداد سميد الكسكس ( كما في الطريقة المذكورة سابقا اذا كان الكسكس منزلي ، أما في حالة شراء الكسكس الجاهز من المحلات التجارة فيكفي وضعه  في مصفاة فوق طنجرة ماء مغلى كما في الوصفات السابقة ) .
4 تصنع صلصة طماطم نصف سائلة . في طنجرة يوضع الزيت حتى  يحمى و تقلى فيه حبة البصل المفروم و الفلفل الاخضر المقطع والثوم  المهروس ، يضاف اليه قطع الطماطم الصغيرة و الشرمولة و الملح و الابزار  ، بعد ان يقلى يضاف اليه قليل من الماء و يترك حتى يطهى على نار معتدلة حتى يصير صلصة ثخينة فيضاف اليه علبة الحمص الجاهز  وقطع القرع الأحمر المقشر ، بعد دقيقتين نضيف أطراف فيليه السمك الأبيض و يترك حتى ينضج و يصب فوق الكسكس في صحن التقديم .

***************************

  •  الكسكس بالسمك المفور ( المطهو بالبخار في المصفاة )

اعتدنا تحضير الكسكس باللحوم الحمراء أو الدجاج ، لكن في هذه الوصفة سيحضر كسكس بالسمك . و السمك المقترح يجب ان يكون من شرائح السمك الأبيض " فيليه "  لكي يمكن طهيها في مصفاة الكسكس في الاخير ، اي بعد ان ننهي طهي حبات الكسكس و نزيلها من المصفاة ، نضع بدلها شرائح السمك الأبيض .

المكونات:

1 كيلوغرام كسكس متوسط ( جاهز )
1  جرام سمك ابيض
2 حبات بصل
2 حبات طماطم مقطعة
5 فصوص ثوم
1 ملعقة طماطم مركزة
زيت الزيتون
قزبر وبقدونس
حمص
6 حبات جزر
350 غرام ملفوف
400 غرام يقطين
ملح وفلفل أسود

الطريقة :
ينقع الحمص في الماء البارد ساعة قبل تحضير الوصفة.
يقطع السمك شرائح ثم يرقد في خليط الزيت والتوابل لمدة ساعة .

يوضع في طنجرة مقدار لتر ونصف ماء ويضاف البصل والحمص المصفى والزيت والطماطم المقشرة والمنزوعة البذور والمقطعة مربعات والطماطم المركزة ، ثم يضاف الملح والفلفل الأسود والثوم، ينضج الكل على نار متوسطة لمدة 10 دقائق وتطهى في هذا الوقت حبات الكسكس.
تضاف في الطنجرة الخضار المقشرة والمقطعة بالطول كما تضاف باقة القزبر والبقدونس وتترك فوق النار لمدة 15 الى 20 دقيقة.
تسحب حبات الكسكس عندما تنضج وتنزل عوض عنها شرائح السمك لتنضج على البخار المتسرب من مرق الخضار المغلي. ينضج السمك لمدة 10 دقائق . يصفف الكسكس على شكل قبة في صحن التقديم ثم توضع فوقه قطع السمك والخضار.

****************************

 هذا النوع من الكسكس يمكن ان نتخذها نمودج و قالب لتحضير كثير من أشكال الكسكس غيره
يكفي ان نغير الدجاج بنوع من اللحوم او السقط او اي نوع نرغب فيه و هذا نوع من الكسكس الشائع في المغرب  و الوصفة هنا كتبتها بطريقة مبسطة .

  • كسكس بالدجاج  و الخضار المختلفة 
المقادير :
نصف كلغ من الكسكس
1 كلغ  من الدجاج بالعظم مقطع اطراف متوسطة
1 كأس زيت عادي
2 بصلتان مقطعتان طوليا
الملح حسب الذوق
ملعقة صغيرة فلفل أسود (إبزار)
ملعقة صغيرة زعفران
ملعقة صغيرة زنجبيل (سكين جبير)
نصف كلغ من الجزر (ينقى ويقطع طوليا ويزال عنه اللب)
نصف كلغ من اللفت الأبيض والأصفر (ينقى ويقطع طوليا)
نصف كلغ من القرع الاخضر (تنقى وتقطع طوليا)
نصف كلغ من القرعة الحمراء (تنقى وتغسل جيدا)
نصف كلغ من الفول الأخضر
نصف كلغ من الملفوف (الكرنب)
نصف كلغ من الطماطم (تغسل وتزال قشرتها والزريعة وتقطع قطعا صغيرة)
باقة من القزبر مربوطة بخيط
الماء الكافي (تقريبا 3 لترات)
100 غرام من الحمص المنقوع في الماء ومغسول جيدا

طريقة تحضير الكسكس:
يوضع نصف  كلغ من الكسكس في قصعة ويرش بنصف لتر من الماء المملح ويطلق باليدين في خفة لفصل الحبات بعضها عن بعض ويضاف ملعقتين كبيرتين من الزيت وتدهن بها جميع حبات الكسكس تقريبا.
يوضع الكسكس في الكسكاس المدهون بقليل من الزيت الذي يوضع بدوره على القدر (البرمة).
بواسطة قفال تقفل القدر حتى لا يتسرب البخار من جوانبها.
عندما يصعد البخار بكثافة فوق الكسكس يرفع الكسكاس من على القدر ويصب الكسكس في قصعة ويرش بربع لتر من الماء البارد مع فتله بخفة من أجل فصل الحبات بعضها عن بعض.
يعاد وضع الكسكس في الكسكاس لانضاجه مرة ثانية مدة نصف ساعة تقريبا (أي عندما يصعد البخار بكثافة على الكسكس). ثم يرفع من على القدر (البرمة) ويوضع في قصعة ويرش بحوالي 125 سل من الماء البارد مع فتله بخفة من أجل فصل الحبات عن بعضها البعض، يعاد مرة ثالثة الكسكس في الكسكاس لانضاجه مرة ثالثة، وعندما يصعد البخار فوق الكسكس بكثافة يرفع الكسكاس من فوق القدر (البرمة) ويصب في قصعة ويدهن بالسمن البلدي، مع الحرص على فصل حبات الكسكس الواحدة عن الأخرى بخفة وهو لازال ساخنا.
* وأخيرا يوضع في قصعة مستديرة ويجوف وسطه.
توضع قطع الدجاج والبصل المقطع في القدر (البرمة) ويفرغ الزيت والملح والفلفل الأسود (الابزار) والزعفران وملعقة صغيرة من السمن البلدي والزنجبيل ويقلى الكل جيدا مع الاستمرار في التحريك، بعد ذلك يضاف لتران من الماء ثم يغلق القدر ويترك لينضج لمدة نصف ساعة.
يضاف الحمص والجزر واللفت والكرنب (الملفوف) والطماطم والفول وكذلك باقة القزبر المربوط بخيط والقرعة الحمراء والقرعة السلاوية ويضاف قليل من الماء الكافي لإتمام الطهي على نار معتدلة حتى ينضج الكل فترفع القدر على النار.
يوضع الكسكس المدهون بالسمن البلدي في قصعة مستديرة ويجوف وسطه، ثم توضع فيه قطع الدجاج وتغطى بالخضر ويسقى الكل بالمرق ويقدم ساخنا.
تقدم القصعة مع اواني من المرق في جوانب المائدة .

----------؛؛؛؛؛؛؛؛
الخاتمة  conclusion 

الكسكس طعام مغاربي شائع جدا، بل يعتبر الطبق الأبرز في شمال أفريقيا. للكسكس مكانة خاصة في المغرب فهو من الوجبات الشعبية التي تزين موائد المغاربة كل جمعة .
يُصنع الكسكس من دقيق القمح والسميد، لذا تفوق قيمته الغذائية الدقيق الأبيض الناعم  .
يتم إعداد الكسكس  عن طريق برم (فتل) دقيق الشعير المجفف ووضعه في قدر مثقب يسمى الكسكاس  ، لينضج على بخار الماء المتسرب عبر ثقوب الكسكاس المثبت جيدا على إناء الطبخ أسفله ، وبع أن تنضج حبات الكسكس جيدا ، يسقي بمرق اللحم ، وتوضع فوقه قطع اللحم سواء أكان لحم الإبل أو الأغنام، وقد يفضل البعض الكسكس بدون لحم ، ويكتفي بسقيه بلبن النوق أو حليبها ، والقليل من السكر ، عندها تسمى  كسكس صيكوك ( أي الكسكس الناشف أو بدون لحم ) ، و لصعوبة فتل دقيق الشعير ليصبح كسكسا ، تفضل بعض النساء مجانبة هذه الصعوبات ، عن طريق الكسكس الجاهز و المفتول كما ظهرت مجموعات نسوية تقوم بإعداد الكسكس المفتول على الطريقة التقليدية ، وتسويقه محليا.
يتناول المغاربة غالبا  وجبة الكسكس يوم الجمعة لأسباب دينية اما في الماضي فقد كانت الوجبة اليومية ، بعدما يجتمع أفراد الأسرة لتناول هذا الطعام ، حتى لو كانوا موزّعين في مناطق سكن متباعدة. فالكُسْكُس  لديهم أكثر من وجبة طعام يتناولها الإنسان ليشبع ، وهي لها تقاليدها الأصيلة، وطرق إعدادها .
و هذه الوجبة من الطعام تقدم  في الأعراس والمناسبات والأفراح للضيوف ، وأضاف اليها المغاربة  من ابتكاراتهم ، السبع خضار، ومن بينها القرع الأحمر والبصل، الزبيب، والحمص والفواكه الجافة كالمشمش والبرقوق “الخوخ ” والمكسرات كالفستق واللوز.
و يعتقدون أن السبع خضار في هذه الوجبة تزيد البركة وتمنع الحسد، وتعطي للطبق نكهة الخضار ومذاقه، كما أنها تجمع فوائد الخضار الغذائية في طعام واحد. واعتبروا أن كاسات “اللبن البِلْدِي” -اللبن الرائب لمدة طويلة- بالسكر، ضرورية مع هذه الوجبة. و استخدموا معها لحم  الغنم و البقر لحم الدجاج و السمك .
كل مدينة من مدن المغرب طريقة خاصة بعمل طعام الكُسْكُس ، فهناك من يعمله بلحمة رأس الخروف أو بلحم العجل أو بلحم الجمل صغير العمر، أو بالدجاج، وكذلك تختلف أوقات تقديمه، فالبعض يقدمه للعائلة يوم السبت أو الأحد. والبعض الآخر لا يقتصر في عمله لهذا الطعام على يوم الجمعة فقط بل يقدمه كل أيام الأسبوع بوجبة الغداء أو العشاء. ويعمد الفقراء والأغنياء إلى عمله كصدقه عن أرواح الميتين للعائلة، ويحمل إلى الجامع ليأكل منه المصلُّون بعد الفراغ من صلاة ظهر يوم الجمعة ، بعد أن يوضع قريباً من باب الجامع في صحن كبير من الفخار ليحتفظ بسخونته .
لكل مدينة من مدن المغرب طريقة خاصة بعمل طعام الكُسْكُس و هذه الوجبة، وتعمل من دقيق القمح والذرة والشعير، ونقدمها عادة في حفلات الزفاف، وفي عيدي الفطر والأضحى، وذكرى المولد النبوي الشريف. ويتناولها الطلاب في ليالي الامتحانات لأنها تعطيهم الطاقة والتحمل للمذاكرة إلى ساعة متأخرة من الليل.
والكُسْكُس  يعمل بطرق مختلفة، فيمكن عمله بسبعة أنواع من الخضروات: القرع الأحمر والأخضر، والجزر، واللفت، والبطاطا، واللهانة، وحبات من الطماطم المُقشرة. والنوع الثاني، الحلو ونستخدم في عمله السكر واللبن، وثالث نعمله بالبصل والحمص وشرائح اللحم، ونوع رابع يعمل بالسمك".
يعمل الكُسْكُس في إناء معدني مثقب يسمى الكسكاس ،  يوضع على إناء لغلي الخضروات أو على آنية سلق الدجاج أو اللحم أو كليهما ، ويمكن أيضاً إعداد الوجبة من دون لحم أو دجاج، والاكتفاء بمرقة الخضروات، وإضافة الكرفس والثوم والفلفل الحار والحمص المسلوق، ورأس الحانوت -سبعة أنواع من التوابل والمطيبات- لإعطائه نكهة خاصة، كما أن الخضروات يتم تقطيعها إلى أجزاء كبيرة.
ومن خلال ثقوب الرقاب يمرُّ بخار الغلي إلى حبوب الكُسْكُس فيطهيها. ونقلبه عدة مرات، وأصعب ما في إعداد الوجبة، هو طهي حبيبات الكُسْكُس على البخار حتى تنضج. فهي تحتاج مراقبة وعناية شديدة، لكي لا تتحول إلى فصوص غير قابلة للنثر، ونقوم بإضافة زيت الزيتون، والزبدة البلدي بين الحين والآخر لها، لتليين الحبوب. وتستمر عملية طهي الكُسْكُس إلى فترة زمنية تقدر بساعة حتى يطيب ويتغير لونه إلى اللون الأصفر الفاقع.
وعندها نضعه في صحن كبير من الفخار حافظ للحرارة، ونسكب فوقه مرقة سلق اللحم والدجاج والخُضَار، ونرتَّب فوقه الخضروات المسلوقة، واللحم والدجاج، ونزينه من أعلى بالفواكه الجافة المسلوقة، كالمشمش والبرقوق، والمكسرات كاللوز والفستق والجوز ونقدمه للضيوف".
--------
الكسكس  وجبة طعام في  المغرب و الجزائر وشرق ليبيا في تونس و غرب ليبيا ومصر و موريتانيا هو وجبة مغربية تقليدية . يصنع الكسكس من سميد القمح او الشعير  أو دقيق الذرة في شكل حبيبات صغيرة ، ويتناول بالملاعق أو باليد . يطبخ بالبخار ويضاف إليه اللحم ، أو الخضار، أو الفول الأخضر ، أو الحليب ،و الزبدة والسكر الناعم حسب الأذواق والمناسبات. وكذلك في المغرب يحضر الكسكس مع أنواع مختلفة من اللحوم و الجزر   و اللفت و الباذنجان و القرع الأحمر ويقدم هكذا بالمرق ، أما باللبن فيقدم بدون مرق أو خضر فقط الكسكس باللبن و يسمى صيكوك .
والكسكس من الوجبات الرئيسية والمعروفة منذ القدم والتي لا تغيب طويلاً عن المائدة فهناك من يطبخها يومياً، وهي أكلة شائعة في أغلب مناطق شمال أفريقيا (المغرب – الجزائر - موريتانيا - تونس – ليبيا) وبجزيرة صقلية بإيطاليا وحتى في فرنسا و اسبانيا و البرتغال و عدد من بلدان أمريكا اللاتينية و و الشمالية ، و في فرنسا حيث يمثل ثاني أكلة مفضلة لدى الفرنسيين.
وقد ذكره العديد من الرحالة من أبرزهم شارل اندري جوليان في كتابه تاريخ إفريقيا الشمالية :
كان الكسكسو من الوجبات الأساسية اليومية في الكثير من المناطق الشمال إفريقية إلا أن مكانته تراجعت في العقود الأخيرة بعد أن اتجه الذوق نحو تنويع الأكلات. ويصنع الكسكسو من سميد القمح الصلب أو من الشعير أو من الذرة البيضاء و الصفراء ، ويتم إعداده عن طريق طبخه في إناء مثقب يسمى الكسكاس أو الرقاب ، بوضعه فوق إناء يغلي بحيث يطبخ الكسكس ببخار الماء أو بخار الطبيخ .
و كان قديما يتم تحضير سميد الكسكس من طحن (الشعير او  القمح أو الذرة) بواسطة رحىً حجرية خاصة خشنة . عوضت اليوم  بمطاحن الية و عصرية 
وإذا صنع السميد من الشعير يسمى ملثوت ، وهو نفسه يستعمل في تحضير وجبة (الدشيشة). وعندما تكون حبات الكسكس خشنة وأكبر حجماً من حبات الكسكس العادي يسمى بركوكش ويطبخ البركوكش في الكسكاس بواسطة البخار مثل الكسكسو العادي .
التجفيف والتخزين
بعض السكان في مناطق  يجهزون مؤونة سنة من الأكل و يخزنونه بمنازلهم ، وعادة ما تتم عملية التجفيف في الصيف لوجود الشمس الكافية، وللمحافظة على المواد الغذائية من التسوس، تلجأ ربات البيوت في الصيف إلى شراء كيس كبير من السميد وتقوم  بلفه أي بتحويل حباته إلى حجم أكبر وتستخدم في ماء البرم كمية من الملح لمنع التسوس .  
و قديما كان يصنع الكسكس و  يحفظ الكسكس بطرق يدوية قبل اختراع الكسكس الجاهز و المعلب الذي يباع في المحلات التجارية و كان الناس  قديما يعمدون الى طبخه في المصفاة قبل حفظه ، فيوضع في أنية الكسكس الموضوعة على النار ويطبخ على البخار حتى تنتهى الكمية، ثم يصب الكسكس المطبوخ على آنية واسعة ، ويفرد باليد ويقلب كل يوم حتى يتبخر منه كل الماء، ويصبح جافاً تماماً، بعد ذلك ينظف من التراب العالق به عن طريق الغربال، ثم يقسم ويوضع في أكياس للتخزين في خزانة الطعام في المنزل إلى حين الاستعمال .
الأواني الخاصة بتحضير وجبة الكسكس
البرمة  (و هي الطنجرة الخاصة بطهي الكسكس  ) وهي قِدْر خاصة ذات فوهة مقاسها مطابق لقعر الكسكاس .
الكسكاس ( المصفاة ) وهو إناء عادة ما يكون ذو شكلٍ أقرب الى  الكروي، مثقوب أسفله ، ليسمح للبخار الآتي من الإناء السفلي بالصعود إلى السميد المبروم . ويسمى الإنائين (البرمة والكسكاس) معاً في العامية المغاربية او (المقفول) .
القفال ( القفل ) أو القفيلة أو الحزامية وهي : شريط طويل من القماش يسد به الفراغ بين القِدر والكسكاس، لحجز البخار ومنع تسربه.
طريقة عمل الكسكس
بعد طحن القمح او  الشعير أو الذرة حسب الرغبة (أو حسب ماهو متوفر)، تغسل الأيدي ويوضع بعض (السميد) في وعاء خشبى حسب عدد أفراد الأسرة ويدعك براحة اليد اليمنى، بينما اليسرى تصب القليل من الماء بين الحين والأخر وتسمى هذه العملية برم الكسكس .
وبعد فترة يتحول السميد إلى حبيبات صغيرة وبحركات بارعة من اليدين تنفصل الحبيبات ولا تلتصق ونستمر في العملية حتى تتحول الكمية كلها إلى حبيبات ، بعدها يمرر خلال غربال خاص بصناعة الكسكسو - غربال واسع الثقوب، تم يضاف قليل من الزيت حتى لا يتعجن أثناء الطهى .
تحضير المرقة ( الصلصة )
تحضر المرقة في القِدْر الخاص بها، تشوح البصلة المقطعة قطع صغيرة في الزيت إلى أن تشقر ، ثم يضاف اللحم والحمص و نضيف الطماطم ا وصلصة (الطماطم) والكركم والملح ويترك حتى ينضج اللحم ، وبعد ذلك تضاف كمية من الماء.
تسوية الكسكس بالبخار
يوضع الكسكسو في الكسكاس ويطبخ بواسطة البخار الصاعد من المرقة بمروره على حبيبات الكسكسى ويراعى تقليبه بين الحين والأخر، وحينما يتم نضجه يضاف إليه قليل من المرق والسمن وبعد ذلك يضاف إليه الخضار مثل البطاطا والقرعة الحمراء،
التقديم بعد إتمام تسوية الكسكس بالبخار، يفرغ في صحن أو طبسيل  خاص للأكل أو قصعة من الخشب، مع إضافة قليل من مرق الطبيخ مع التقليب المستمر وفي حالة الكسكس بالتفاية أي  بالبصلة الكسكس الحلو ، يضاف إليه كمية صغيرة من السمن البلدي ، ويزين أعلاه باللحم والخضار والحمص والبصل ويقدم معه الفلفل الأخضر .

بقلم الهواري الحسين  par Houari Hossin 
باحث في  تاريخ المطبخ المغربي و التراث الغذائي 
عضو الأكاديمية الوطنية الفرنسية للطبخ باريس 
الكاتب العام للفدرالية المغربية لفنون الطبخ 
مقدم برنامج  تلفزيوني في الطبخ  "مأدبة "على القناة الأولى