lundi 30 janvier 2017

أثناء بحثي الطويل في أصول المطبخ المغربي عثرت على الكثير من الوصفات المنقرضة ، و بخاصة اطباق البوارد وهي وصفات خاصة بالنزاهة ( النزهة ) كمبردات و هي مختلفة عن المقبلات و Tapas او kemia و المزات Mezza و أقرب الى hors-d'oeuvres و السلطات ، و سأحاول قدر الإمكان إحياء هذه الوصفات المنقرضة . و قد لاحظت أن النزاهة لا تكتمل إلا بهذه الأصناف و هي تصادف فصل الربيع و الصيف و تصاحبها أهازيج موسيقية أقرب إلى الطرب الأندلسي و العاب رياضية و فروسية كرحلات الصيد و لمنافسات الشعرية التي تتغنى بجمال الربيع .. البحث عن الهوية ... يتبع .. ( من كتاب أصول المطبخ المغربي ) بقلم الهواري الحسين Houari Hossin
أرى أن كلمة ( زعلوك ) Zalouk مصدرها اللغوي لاتيني لكن بعض المصادر تحيلها إلى كلمة ( صعلوك ) العربية ، و بما ان اشتقاقات اللهجة الدارجة من العربية تنحرف أحيانا باللفظ عن معناه في عملية التوليد اللغوي فلا بأس أن نسرد و نجرب كلا اللفظتين اللاتينية و العربية لنرى أصل الكلمة و لنبدأ بالعربية فهي الأقرب إلى الدارجة المغربية ، فكلمة صعلوك من الصعلكة و هي صحيحة لغويا و قد اشتهر في الجاهلية شعراء لقبوا بالصعاليك ، فإذا كان معنى اللفظ هو (تجريد و سلخ ) فإن معنى اللفظ صحيح لأن الباذنجان يسلخ عن جلده ( اي يقشر ويستعمل فقط لبه الاسفنجي ) أما إذا كان المقصود هو كونه نوع من طعام وغذاء لطبقة من الفقراء و المحرومين ( طبقة الصعاليك ) فنحن نجد في تاريخهم و قصائدهم إشارات كذلك إلى هذا فهم يركزون على الجوع و محن الدهر و نكران القبيلة لهم ، وعلى كل حال لا زلت الح على أن اللفظة مصدرها لاتيني و هذا ما ساتناوله لاحقا في موضوع آخر . - معنى الصعلكة : لغة مأخوذة من قولهم: "تصعلكت الإبل" إذا خرجت أوبارها وانجردت. ومن هذا الأصل اللغوي، أصبح الصعلوك هو الفقير الذي تجرد من المال، و انسلخ من جلده الآدمي ودخل في جلد الوحوش الضارية. وإذا كان الأصل اللغوي لهذه الكلمة يقع في دائرة الفقر، فإن الصعلكة في الاستعمال الأدبي لا تعني الضعف بالضرورة، فهناك طائفة من الصعاليك الذين تمردوا على سلطة القبيلة وثاروا على الظلم والقمع والقهر والاستلاب الذي تمارسه القبيلة على طائفة من أفرادها. ونظرًا لسرعتهم الفائقة في العدو وشراستهم في الهجوم والغارة، أُطلق عليهم ذؤبان العرب أو الذؤبان تشبيهًا لهم بالذئاب. مما لاشك فيه أن هناك عوامل جغرافية وسياسية واجتماعية واقتصادية أدت إلى بروز ظاهرة الصعلكة في الصحراء العربية إبَّان العصر الجاهلي. فالعامل البيئي الذي أدى إلى بروز هذه الظاهرة يتمثل في قسوة الصحراء وشُحِّها بالغذاء إلى درجة الجوع الذي يهدد الإنسان بالموت. وإذا جاع الإنسان إلى هذه الدرجة، فليس من المستغرب أن يتصعلك ويثور وما يلفت النظر في أشعار هؤلاء الصعاليك ترديد صيحات الفقر والجوع والحرمان .. كما كانوا ناقمين وثائرين على الأغنياء والأشحاء وامتازوا بالشجاعة والصبر وقوة البأس والمضاء وسرعة العدو وقد ضرب بهم المثل في شدة العدو حتى قيل »أعدى من السليك « و »أعدى من الشنفري«. كانت غاراتهم تتركز في المناطق الخصبة وترصد قوافل التجارة وقوافل الحجاج القاصدة مكة المكرمة وكثيراً ما تغنوا بكرمهم وبرهم بأقاربهم لأن ما يحصلون عليه كان يوزع على الأهل والأقارب المحتاجين كما اتسمت لغتهم الشعرية بالترفع والسمو والشعور بالكرامة في الحياة وهذا ما نجده عند أبي خراش الهذلي القائل: وكثيراً ما تغنوا بكرمهم وبرهم بأقاربهم لأن ما يحصلون عليه كان يوزع على الأهل والأقارب المحتاجين كما اتسمت لغتهم الشعرية بالترفع والسمو والشعور بالكرامة في الحياة وهذا ما نجده عند أبي خراش الهذلي القائل:‏ وإني لأثوي الجوع حتى يملني‏ ***فيذهب لم يدنس ثيابي ولاجرمي‏ وأغتبق الماء القراح فأنتهي‏*** إذا الزاد أمسى للمز لج ذا طعم‏ أرد شجاع البطن قد تعلمينه‏*** وأوثر غيري من عيالك بالطعم‏ مخافة أن أحيا برغم وذلة‏*** وللموت خير من حياة على رغم‏ فهو الصابر على الجوع و يكفيه الماء الصافي بينما يصاب كل من حوله من أشحاء النفوس بتخمة الطعام وإذا ما وجد الطعام فضل إطعامه لغيره ويعني هنا أولاده دون أن يمسه وكل ما يعمله من أجل ألا يوصم بالعار والمذلة.‏ والحقيقة أن الصعلكة أخذت شكلاً إيجابياً رغم أنها قامت على السلب والنهب، لأن المقصد من هذا الفعل كان يرمي إلى إطعام الفقراء من أموال الأغنياء وكأنهم يؤكدون أن للفقير حقا في مال الغني.‏ ميزة أخرى غلبت على هؤلاء الصعاليك وهي عدم تعرضهم في غاراتهم وغزواتهم للأسياد الشرفاء وإنما للأغنياء الأشحاء وهذا المبدأ تمثله سيد الصعاليك عروة بن الورد.‏ كما عرف عن هؤلاء الصعاليك اعتزازهم بأنفسهم وهذا الاعتزاز نابع من مدى قناعتهم بالفعل الذي يقومون به يقول الشنفري:‏ وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى‏ *** وفيها لمن خاف القلى متعزل‏ حتى أنه يفضل أن يستف التراب على أن يتفضل عليه إنسان لأنه يملك نفساً حرة أبية تأبى الضيم:‏ أديم مطال الجوع حتى أميته ‏*** وأضرب عنه الذكر صفحاً فأذهل‏ وأستف ترب الأرض كي لايرى له *** علي من الطول امرؤ متطول‏ كما أنهم أضفوا على أنفسهم صفة الكرم إلى حد الإفراط حتى أن تأبط شرا لم يبق على شيء لغده:‏ يقول أهلكت مالاً لو قنعت به *** ‏من ثوب صدق ومن بز واعلاق‏ عاذلتي إن بعض اللوم معنفة *** ‏وهل متاع إن أبقيته باق‏ من أشهر الصعاليك شضاض الضبي التميمي ويضرب فيه المثل في ذلك وقالت العرب: ألص من شضاض أبو خراش الهذلي، واسمه خويلد بن مرة. أشهر صعاليك هذيل شاعرٌ فحلٌ مخضرم أدرك الإسلام فأسلم وحسن إسلامه. قضى طرفاً كبيرا من حياته قبل الإسلام ثائراً بدم إخوته بني لُبنى. توفي في خلافة عمر من لدغة حية. عروة بن الورد، أشهرهم على الإطلاق وكان سيداً لهم يلجأون له وقت الحاجة. مات عام 596م. السليك بن السلكة، من بني مقاعس من سعد بن زيد مناة من تميم، توفي نحو 605م؟ مرة بن خليف الفهمي وهو صعلوك من شياطين العرب قيل انه من فتاك العرب في الجاهلية تأبط شرا: قدرت وفاته بين عامي 530م و535م. البراض بن قيس الكناني، وهو من الفتاك وقالت العرب: أفتك من البراض. وهو قاتل عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب ما أجج حرب الفجار بين كنانة و قيس عيلان . وهو القائل: نقمت على المرء الكلابي فخره وكنت قديما لا أقر فخارا علوت بحد السيف مفرق رأسه فأسمع أهل الواديين خوارا الأحيمر السعدي: من بني تميم. شاعر من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، كان لصاً فاتكاً مارداً، من أهل بادية الشام. وهو صاحب البيت السائر على كل لسان: عَوى الذِئبُ فَاِستَأنَستُ بِالذِئبِ إِذْ عَوى وَصَـوَّتَ إِنسانٌ فَكِدتُ أَطـيرُ الشنفرى الأزدي، وهو ثابت بن أوس الأزدي، توفي نحو 525 م أي قبل الهجرة. مالك بن الريب المازني التميمي: وهو أول من رثى نفسه في الإسلام وكان من أشهرهم وله في خراسان روايات كثيرة وتوفي في مرو. الحارث بن ظالم المري، توفي نحو 600 م. عبيد بن أيوب العنبري: من بني العنبر بن عمرو بن تميم، من شعراء العصر الأموي، كان لصاً حاذقاً، أباح السلطان دمه، وبرئ منه قومه، فهرب في مجاهل الأرض، واستصحب الوحوش ومن سائر شعره البيت: لَقَد خِفتُ حَتَّى لَو تَمُرُّ حَمامَةٌ لَـقُلتُ عَدُوٌّ أَو طَليعَةُ مَعشَرِ حاجز بن عوف الأزدي، توفي قبيل الإسلام بفترة قصيرة. الأطيلس الأعسر البقمي: وكان من العدائين. أبو منازل السعدي، وهو فرعان بن الأعرف من بني تميم، قيل توفي في خلافة عمر بن الخطاب. الخطيم بن نويرة العبشمي: من عكل من الرباب من تميم. شاعر أموي، من سكان البادية، وأحد لصوصها، أدرك جريراً والفرزدق ولم يلقهما ، وهو من أهل الدهماء وحركته فيما بين اليمامة وهجر. القتال الكلابي: من بني عامر بن صعصعة، توفي نحو 66 هـ. فضالة بن شريك الأسدي، توفي عام 64 هـ. صخر الغي، من هذيل، توفي في صدر الإسلام. الأعلم الهذلي، وهو حبيب بن عبد الله الهذلي، وهو أخو الشاعر الصعلوك صخر الغي، وقد عاش حتى عصر صدر الإسلام. مسعود بن خرشة المازني، من بني حرقوص بن مازن، من تميم. شاعر بدوي إسلامي، أحد صعاليك بني تميم أبو الطمحان القيني. أبو النشناش النهشلي الدارمي التميمي، وهو شاعر مجيد ومن شعره: ولم أرَ مثلَ الفقرِ ضاجعَهُ الفتى ولا كسواد الليلِ أخفقَ طالبُه … في البحث عن الهوية ( من كتاب اصول المطبخ المغربي )… بقلم الهواري الحسين Houari Hossin ‏