samedi 28 janvier 2017

شعار النبالة المرابطي . لماذا وضع المرابطون الطاووس كشعار لراية دولتهم ؟ ما دلالة ذلك ، وما هو رمز طائر الطاووس في الميثولوجيا ؟ كيف انتقل شعار الطاووس الساساني من الهند إلى المغرب واتخذ شعارا لإمبراطورية وهل اقتنع المرابطون بأنهم أصبحوا نبلاء و لماذا غيروا شعار الغرانيق و الرايات الأخرى ؟ (البحث عن الهوية : بقلم الهواري الحسين ) لا استبعد ان هذا الشعار المرابطي صنع في المغرب في القرون الوسطى فقد ازدهرت صناعة النسيج بدرجة كبيرة حتى صارت تصدر إلى البلدان الغربية ضمن السلع التي تصدرها الدولة المرابطية ( الصورة : وجد هذا الشعار ضمن ملابس الرهبان في دير أوروبي و لا يزال في متحف غربي ) , يتجه رأي الباحثين إلى أن الشعار صنع في صقلية لحساب المرابطين بدعوى أن المرابطين منعوا استعمال الحرير الصافي في نسج الأقمشة كما منعوا كل الكماليات و كانوا من دعاة التقشف و الزهد . ومن المفارقات انه في هذا العصر منعت الابهة و منع استعمال الحرير ، الفترات المرابطية والموحدية عرفت تقدما في صناعة الحرير الأندلسي المستورد من المغرب ، على الرغم من أن الأقمشة الثمينة كانت تلبس في قصور العباسيين . والتقنية المستخدمة هي دمشقية ، كانت الأنماط الزخرفية كثيرة في ذلك العهد لكن رمز طائر الطاووس كان يحيل على الرومانسية بألوانه الزاهية رغم أنهم اتخذوا له لونا قرمزيا شائعا ومعظم الزخارف من الحيوانات (الطاووس والأسود والنسور ...) أو التصاميم التقليدية ، و الألوان المائلة إلى الأحمر ( دودة القرمز ) وهو اللون المستخدم ، وكانت تصنع العديد من الأقمشة المنتجة للتصدير إلى دول إسلامية أخرى ولكن بصفة خاصة إلى الدول الغربية . عادة ما يُعتبر الطاووس رمزا للقوة الأسطورية في العديد من الثقافات المختلفة في العالم. فهو مظهر من مظاهر طائر الفينيق الأسطوري، وغالبا ما يُرمز إلى ريشة الطاووس في الأساطير القديمة كعلاج للحب والقوة والحماية. طائر الطاووس وبسبب الريش الجميل الذي يتمتع به الطائر الذكر من طيور الطاووس، ارتبطت ريشة الطاووس برموز دينية وثقافية في حضارات مختلفة حول العالم، نُسلط الضوء على بعض من هذه الحضارات القديمة والحديثة وما تعنيه وترمز له الريشة في كل حضارة. رمزية ريشة الطاووس في الحضارات المختلفة الحضارة اليونانية و الأساطير اليونانية ارتبط طائر الطاووس مع الآلهة اليونانية القديمة “هيرا”. إذ تزعم الأسطورة أن هيرا خلق الطاووس بـ 100 عين ويرمز ريشه إلى قبة السماء، فالعيون هي النجوم. كما أن الأساطير الرومانية القديمة تقول أن الطيور ترمز إلى الإناث في البيوت الحاكمة، أي الأميرات. الأساطير الهندوسية و الحضارة الهندوسية ارتبط الطاووس مع الآلهة الهندوسية “لاكشمي” وهي آلهة الثروة والرحمة والعطف والصبر في الثقافة الهندوسية القديمة. كما كان اللورد كريشنا يُزين رأسه ونايه بريشة الطاووس، حيث تزعم الأسطورة أن الطائر قدّم بنفسه ريشه للملك ويتزين به. الثقافة الآسيوية والحضارة الآسيوية يرتبط الطاووس مع “كوان يين” أو “تشوان يين”، وهو يُمثل صفات الرحمة والترقب، الحب، وحسن النية. وحسب الأسطورة، فإن “كوان يين” فضّل البقاء بشراً على الرغم من أن بإمكانه الخلود لمساعدة الإنسانية على النمو الروحي، وفقا للمعتقدات الصينية القديمة. الثقافة البوذية و الحضارة البوذية ارتبط الطاووس مع الانفتاح، وذلك لميل الطاووس إلى عرض ريشه عند فرده. كما أنه ارتبط بالخلود لتناوله النباتات السامة والتي أكسبته القدرة على النمو ومواجهة المعاناة. كما ترمز ريشة الطاووس إلى النقاء لذلك غالبا ما تُستعمل في احتفالات التنقية البوذية الدينية. الثقافة المسيحية و الحضارة المسيحية يرمز الطاووس إلى يوم القيامة، الخلود، والتجديد المرتبط بالتعاليم الروحية. كما أنه رمزٌ للكنيسة والقداسة والحرمة. ويُنظر إليه كحارس للملوك، وغالبا ما كان يُحفر على عروش العائلة المالكة. حضارة أوروبا الشرقية ريشة الطاووس ارتدى المحاربون المغول ريشة الطاووس كرمز للحذر الشديد بسبب تعدد عينيه في الأساطير القديمة. كما أنه ارتبط بسوء الحظ لذلك لم يكن يُسمح بوضع ريشة داخل المنازل. وانتشرت خرافة قديمة أن وجود الريشة على سرير شخص نائم دلالة على جلب الموت. اعتقادات ورموز أخرى وفقا لحضارة السنهاليين في سيريلانكا، يُعتقد أن ريشة الطاووس علاج للعظام المصابة والتالفة ولدغات الثعابين السامة. وعادةً ما كان المسيحيون الأوائل يُغطون الجثث بريش الطاووس لمنع تحلل الجسم كما كانوا يعتقدون. كما كانت السيدات في حضارات مختلفة تستعمل ريشة الطاووس ظنا منهن أنها تحمي شبابهن. وارتبط الطاووس أيضا بقدرته على تحويل سم الثعابين القاتل إلى ترياق شافي للعديد من الأمراض. ….. يتبع بقلم : الهواري الحسين Houari Hossin