vendredi 27 janvier 2017

اعادة كتابة تاريخ قصر المورق الموحدي الذي بناه أبو يعقوب يوسف الموحدي ( في مقالنا السابق عن وصفة الاسماس تحدثنا عن رواية ابن صاحب الصلاة يوم وصلت الأخبار إلى الأندلس بوفاة السلطان الموحدي في مراكش و كيف ان خليفته تناول طبق الاسماس في قصر إشبيلية حزنا عليه و أستعد للسفر إلى المغرب لتولي الخلافة بعد ان تلقى التعازي و بويع في ذلك القصر من إخوته و من أهل الأندلس و المغرب و أعيان العدوتين . …… تاريخ المطبخ المغربي و البحث عن الهوية، التأثير المغربي في العالم . في مقال ننشره ضمن هذه المقالة دعى المؤرخ الأسباني خوسيه ماريا كابيثا مدير القصر إلى إعادة كتابة تاريخ قصر المورق الموحدي … بقلم الهواري الحسين Houari Hossin - تعريف بقصر المورق الموحدي : قصر المورق (كما عرفه الموحدون) أو قصر المبارك (كما عرفه بنو عبَّاد) أو كما يعرف حديثاً قصر إشبيلية (بالإسبانية : (Reales Alcázares de Sevilla ) كان في الأصل حصناً بناه المسلمون في إشبيلية، ثم تحول إلى قصر للحكم، وهو أقدم قصر ملكي لا يزال مستخدماً في أوروبا. أدرجته منظمة اليونسكو عام 1987 كموقع للتراث العالمي. كان الموحدون أول من بنى القصر و أسموه المورق في نفس موقع القصر الحالي ( باللغة الإسبانية 'الكاثار': Alcázar( . وتحدد الرواية الأندلسية تاريخ إنشاء قصر إشبيلية (الكازار) في عام 567هـ/1173م. ويؤكد الباحثون أن الخليفة أبا يعقوب يوسف قد بدأ بإنشائه، وقد أنشأ في الوقت نفسه قنطرة على نهر الوادي الكبير، كما أصلح أسوار المدينة. ويذكر أن بقية من أسوار الموحدين مازالت قائمة في مدينة إشبيلية. ويقول الباحث محمد عبد الله عنان أنه ليس من المستبعد أن يكون هذا القصر (الكازار) الذي أنشأه الخليفة الموحدي قد أقيم على بقايا قصر أندلسي سابق وأقدم، وربما كانت هي بقايا قصر المعتمد بن عباد. ويذكر «الغزال» سفير سلطان المغرب إلى ملك إسبانيا أنه حينما زار مدينة إشبيلية عام 176م أُنزل في قصر إشبيلية نفسه، ويقول إن هذه الدار- أي القصر- تقع داخل قصبة أحد ملوك الإسلام، وقيل إنها كانت للمعتمد بن عباد، وإنها من الديار التي لم يكن لها مثيل في البلاد الإسبانية، ثم يصف هذا القصر وحدائقه بكل إعجاب. ففي عهود الموحدين 1130ـ1269 كان يحيط بهذا القصر أسوار لها أبراج منيعة بقي منها اليوم برج وحيد على النهر هو البرج المثمن المسمى باسم «برج الذهب» الواقع جنوب غربي القصر على ضفة نهر الوادي الكبير، وعلى مقربة من قنطرة «سان تلمو»، ويتألف البرج من ثلاث طبقات، ويبلغ ارتفاعه نحو 15م، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 619هـ/1221م، وذلك بإشارة السيد أبي العلاء حاكم إشبيلية الموحدي يومئذ، وكان يربط هذا البرج بالقصر سور للدفاع عنها . مقال عن اكتشاف جديد حول قصر المورق : أعلنت إدارة القصر الملكي ـ المعروف بالإسبانية «الكاثار» أو «الكازار» (القصر) في مدينة اشبيلية الاندلسية جنوب اسبانيا، ان نتائج اعمال التنقيب الأولية التي تجرى الآن تحت القصر تدل على وجود فناء مع بركة مشابهة لفناء الريحان في قصر الحمراء أو فناء جنة العريف في غرناطة. وعلى الرغم من ان الحفريات ما زالت في بداياتها، فإن نتيجة الحفر الاولية تحت «فناء العذارى» (المعروف بالإسبانية فناء «دونثيا») تثبت ان القصر الملكي بإشبيلية قد بني على انقاض قصر عربي يحتمل ان يكون قصر المعتمد بن عباد ملك اشبيلية (المولود عام 431هـ/1044م) اعظم ملوك الطوائف الذي نفي بعيداً عن أرضه وتوفي في سجنه ببلدة أغمات في المغرب عام 488 هـ 1095م. حسب عالم الآثار ميغيل آنخل تاباليس مسؤول التنقيب في القصر «هذا الاكتشاف لا مثيل له في مدينة اشبيلية.. وأعمال الحفر قد وصلت الآن الى مستوى مترين ونصف المتر وستستمر حتى عمق اربعة أمتار للنظر بعد ذلك في ما تقرره لجنة التنقيب». من جهة ثانية، علق مدير القصر الملكي خوسيه ماريا كابيثا على ما هو جار بالقول «بات علينا الآن إعادة كتابة تاريخ القصر الملكي من جديد ويجب ان يعرف أهالي اشبيلية ما لديهم ولها كل الحق في ذلك فالأثر الذي نسير قدماً نحو اكتشافه عظيم». وتابع انه سيجري تحديد موعد في وقت لاحق يسمح للجمهور بزيارة المكان قريبا. الجدير بالذكر ان القصر الملكي («الكاثار»/ «الكازار»)، شيده الملوك الاسبان في اشبيلية بعد سقوط الحكم العربي فيها على يد فرديناند الثالث عام 1248/646هـ، وهو متأثر بالفن الاندلسي بكل وضوح، ويحتوي على العديد من الفناءات والقاعات منها: فناءات العدل والصيد وكارلوس الخامس وفيليب الثاني والسفراء والعذارى، وتحت هذا الفناء، اي فناء العذارى اكتشفت بقايا الفناء والبركة العربيين. يتبع …… بقلم الهواري الحسين Houari Hossin