lundi 23 janvier 2017

ملخص من فصل من كتاب تاريخ المطبخ المغربي ، كتبه  الهواري الحسين ، فصل عن مؤلف كتاب  الطبيخ  بين العدوتين المغرب و الأندلس  لمؤلف مجهول
 قبل سنوات مضت ...
كتاب الطبيخ بين العدوتين المغرب و الأندلس لمؤلف مجهول  صاحبه مجهول يقول عنه التاريخ  ، لم يعد المؤلف مجهول عندي الآن اصبحت اعرفه  و اتتبعه عبر كل الدروب التي سلكها  و جدت آثاره في امكنة لم تخطر ببال  ، تشير العلامات انه ولد بفاس و انتقل الى مراكش ثم الى سبته و تطوان و قرطبة  و الاندلس و مصر و سوريا  كان المؤلف طباخا متمرسا تتبعت اثره  تتلمد على ايدي أستاذه  العالم الكبير في الطب و الفلك ومارس الصيدلة في قرطبة و تعلم  الطيبخ  كذلك في فاس و في مراكش على عهد يوسف عبد المومن  و تعرف على كبار علماء ذلك العصر ابن زهر و ابن رشد  لقد كان احد اطباء و منجمي عصره  و عاصر كذلك  حكماء بلاط السلطان الموحدي ابو يعقوب يوسف بن عبد المومن  حاكم المغرب و الاندلس و باني الجامع  الكبير في اشبيلية و جامع الكتبية في مراكش و صومعة حسان في الرباط  ومات مدافعا عن الاندلس في معركة  شنترين . كانضمن العلماء  و  الأطباء الذين يعقدون مجالس علمية للطب في منازلهم و  في  المجالس العمومية ، ويعطي دروسا  يحضرها الطلاب والمهتمون بالطب و التنجيم و فنون العيش ،  عاصر كبار علماء عصره  عبد الملك بن زهر الذي تخرج عليه عدد من الأطباء و ساروا على منهجه و ابن ميمون  . وناقش مع  ابن طفيل ضمن علماء آخرين  ابن رشد  فعندما ألف ابن رشد كتاب «الكليات»، وأتى فيه بالجديد في ميدان الطب، ناقشه أطباء عصره، ودافعوا عن الوسائل المعروفة لديهم،  سواء في الأماكن العامة  او في البيوت ، و لما بنى المنصور البامرستان في مراكش  كاجمل ما  في الدنيا  كان صاحبنا حاضرا ،  ضمن علماء غيره ، وقد بنى  المنصور البامرستان  وهو أكبر  مستشفى في عصره  وقد ذكر ذلك عبد الواحد المراكشي  وكان صاحبنا ضمن علماء عاصروا هذا الحدث العظيم  مع كبار العلماء ابن زهر وابن رشد و ابن طفيل و قد اثته ووفر للمرضى  الأفرشة الرفيعة، والثياب النفيسة، من الصوف والكتان والحرير لتزيد في راحة المريض، وأجرى عليه من بيت المال برسم الطعام، وما ينفق عليه ، لقد سافر المؤلف عبر أقاليم و ولايات الدولة الموحدية الشاسعة في أرض الله الواسعة من المغرب حتى الأندلس و زار مدنها و حصونها  و قصورها و بيوتها ،   وتعلم صاحبنا  الطهي  في قرطبة  العامرة  و قد ارتقى فيها  فن  الموائد  و الخوانات و فنون العيش و انتشرت كتب زرياب و الأمير ابراهيم بن المهدي أخو هارون الرشيد و كتب ابن الوراق البغدادي  و اشتهر  الطبيخ على يد الصقالبة  المتمرسين  (  يذكر ابن جلجل طبيب   هشام المؤيد بالله امير و خليفة قرطبة انه راى اثنى عشر صبيا من الصقالبة يطبخون الاشربة و يصنعون المعجونات  الصيدلية في إحدى حارات قرطبة  و في دكان الحراني الشهيره أحمد و عمر ابنا يونس الحراني و قد انتقل بعض من عاءلة الحراني بصنعتهم إلى القاهرة و داع صيامه  و مارسوا الصيدلة بينما بعضهم بقي في  قرطبة   وقد اسكنهم  الخليفة المستنصر بالله قصر الزهراء  (  المستنصر بالله خليفة عبد الرحمان الناصر ابن المطرف )  ، امتدت دراستي في تاريخ المطبخ المغربي حتى ابقراط و جالنوس  و تتبعتهم حتى الحضارات البائدة  و المنقرضة لاجده .  لم يكن لا في اليونان ولافي بلاد  الاغريق لم يكن عباسي و لا اموي كان قريبا وكنت أبحث عنه بعيدا  بلهفة أقلب المراجع  ، فلا أصدق اني لم أكن أراه و انا أمر عليه كل يوم ازيحه  من طريقي كل يوم لكي لا اتعثر به  ،  بعثرت الأوراق من جديد ربما هناك خطأ  ما في الامر ، كان شخص ابن السمينة الأندلسي و ابن الجزار  يقفا حجر عثر أمامي و كانت عائلة   ابن زهر المجيدة  تجدبني و عبد الملك بن مروان بن زهر بالأخص  يلتف حول عنقي .  كان الأمراء في مراكش يدعمون العلوم  اجمعها الطب و الصيدلة و الحكمة و الفلسفة  و يناقشون  الفلاسفة  و كانت سلالة عبد المومن قد صنعت لها مجدا
بتشجيع العلماء وتحفيزهم على العمل لنهضة علمية، فقد اقترح «يوسف بن عبد المومن» مناقشة أفكار  أرسطو،  وكان أبو الربيع سليمان الموحدي الأديب يشرح  أرجوزة ابن سينا في الطب، لكن أشهر  أطباء الدولة المومنية الذين أنجزت إليهم  هو أبو مروان عبد الملك بن زهر  سليل أسرة اشتهرت بالعلم  والطب منه خاصة ومؤ لف  كتاب الأغذية  بطلب من الامير الموحدي  و أسير المرابطين  ، ترجمت كتبه إلى عدة لغات  وكانت محل اعتبار في أوربا إلى نهاية القرن 17م، وكان تلميذه «ابن رشد» يقول عنه:«إنه أعظم طبيب بعد جالينوس».  وكان الخليفة يوسف بن عبد المومن نفسه من المهتمين بطبه ، و ستظهر هنا الكلمة ( ملكي ) في  الكتاب المعروف  بالملكي  و كلمة ملكي Royal  ستستخدم في عدة صنائع  حتى الأكل و سنجد وصفة الملكي تتردد  في كتاب الطبيخ بين العدوتين مؤلفنا . ومن أبرز أطباء  ذلك  العصر أبو الوليد بن رشد  الحفيد  أخذ  وتعلم الطب على أبي مروان بن جربول البلنسي كما درس باشبيلية على يد عبد الملك بن زهر الحفيد ، كان قاضيا بإشبيلية قبل أن يتم استقدامه إلى مراكش.
درست فهارس ابن اصيبعة لترتيب   كل اطباء العرب الاندلس وكل المترجمين من حنين ابن اسحاق حتى سقوط الاندلس  وهم مئات و سير الكتبة في مكتبات الحكمة في بغداد و القاهرة و غرناطة  و هم طبقات لا نهاية لها   قارنت الخطوط و الابيات المنحولة  دون جدوى  ، هذا الكتاب لا يمكن ان يكتبه خطاط او ي نتحله  شاعر او  يكتبه طبيب هذا شخص عنده ذوق و إلمام بالرفاهية و التغذية . هذا شخص عاش في قصر او بلاط وتابع  لحاشية  امير او سلطان ،  العودة من جديد الى تواريخ السلاطين  ، الحقبة الكبرى  ، حقب كان الانتساب اليها فخرا  ، عصر الموحدين  والمرابطين  الزاهر
في العدوة  الأخرى حيث كتب جزء من الكتاب ،  كانت الحياة أجمل  في قرطبة و الزهراء  تربع  احفاد عبد الرحمان الثالث أقوى ملوك الأندلس بعد سنوات  من السلطان ( و هي الآن لم تعد كما كانت بلد الرخاء و النعيم  بعد حروب لم يقدر المؤرخون على عدها لدرجة انها صارت من جولات الكر و الفر مع معارضيه من آل حفصون و من نصارى قشتالة و المتآمرين  و المعارضين حتى غاصت المكتبات بمخطوطات اشبه الجرائد  اليومية عن اشلاء القتلى في ساحات المعارك و عن الجرائم  و عن حصون و قلاع تدك دكا كل يوم و مدن تحاصر و أنين  جياع  و أوطان تمحى في دويلات الأندلس يتلاعب  بها الغدر و المعاهدات و المواثيق التي لا تحترم   و تعليق الرؤوس في الساحات العامة  و بدأ أهلها يعتبرونها في إتجاهات بلا مصير  سواء إلى المغرب او بلدان اخرى.  في قرطبة كان العلماء و الفلاسفة و الفقهاء و المترجمون يصارعون ملل الأخبار  البائسة  بالبحث في المجلدات و في المحاضرات و المناظرات العقيمة  حول جالنوس و بطليموس  و الجنود تحشد  للمناورات و ملوك الطوائف في  تحالفات الظغينة  و الطعن من الخلف كانت تجارب الصيادلة  تدور حول الترياق او السموم وانواعها  للفتك بالاعداء و لإعدام  المعارضين ) . كان الفلكيون  يقيمون مسافات النجوم  لدرء خطر هجوم البر و البحر و الأعداء يتربصون   بالجزيرة  الايبيري .ة  وكان هو يكتب الوصفات  ،  لقدعبر مرة اخرى إلى قرطبة حبيبته  لكي يخلد إلى الراحة التي ما فتىء يحلم بها  ترك مسقط رأسه فاس و توجه رأسا إلى سبتة  حيث مكث لأيام لم تخلو من ضجيج  ، كان العسكر يحاصر  على ضهور الخيول المسيسة  يبنون  القلاع على البحر لدرء هجوم محتمل من اية جهة  ، الفاطميون العبيديين  قاب قوسين  و جنود  الأندلس يحاصرون الممرات  بعد ان بدا لهم تفتت كل الأندلس  ، وعاد إلى تطوان عند عائلة عريقة مافتات تستقبله  و تكرم وفادته هو واستاذه  كانت له دائما سندا  وهي ككل ا لعائلات الثرية و النبيلة  المغربية النازحة من الاندلس باكرا ،  و مع انه يكتب في الطبيخ الاندلسي و يريد ان يشارك اهله في تجربة وصفاته و أن يفتخر بأن وصفاته ناجحة  ، وهذا ما  شجعه على إتمام  جمع كتابه  ، كان لا بد ان يستشير أستاذه   في القاهرة  ، قاهرة الأيوبيين الذين  ولو وجوههم شطر الشمال لاسترجاع ما تبقى من حصون  بيزنطة  و بلاد النصارى و  في الشام  و مؤلفنا يستنجد به و يستعطفه ليجتاز في هذه الأوقات العصيبة إلى الجهة  الأخرى ،  كان يريد الذهاب إلى  حلب  و قد سمع عنها  و عن الشرق الفاتن  و تتبع أخبارها  لكنه كانت تسطر ذهنه مغامرة السير في ركب الحجاج الفاسيين إلى القاهرة  ، القاهرة العظمى  وقد  دغدغت  أحلامه   و هاهو محاصر الآن  في تطوان بين عائلات تصرف عليه  و تاوييه  ، كانت قرطبة أقرب إليه  رغم كل ما يحصل  و كانت كتبه  و مجلداته  هي كنزه  و هي أثقل من أن يحملها في هذه الاوقات العصيبة  و العصبية تفتك بالأم  .  في صباح  باكر كان يجر دابته و عليها ما خف وزنه و على ثمنه  ، كانت القوارب  ذات المجاديف  تذهب و تعود  من ضفة  البحر الابيض المتوسط  لاخرى و  كثير من الأهالي و العائلات  الأندلسية  تقطع الرحلة  المكوكية باستمرار بعضهم لن يعود و بعضهم يتردد  و بعضهم قطع الصلة بالاندلس باحباط و يأس كانت  المدن تحتل و الحصون تدمر  و النيران تشتعل في حر الصيف  لم يعد هناك امان. الأندلس تغرق و النازحون يملؤون قوارب الموت لا مفر لهم ، الأخبار لا تبشر بخير  ، هناك أموال و كنوز تنهب و علامات السقوط تبدو في الأفق ، وبين هذا و ذاك هناك شعب ممزق حزين و اطفال جوعى على الطرقات و شحادين و قطاع طرق و لصوص يتربصون بالناجين و النازحين يسلبونهم ما يملكون و ما  استطاعوا إيصاله إلى بر الأ مان  لم تعد الأندلس كما عهدها و قد أصبحت دويلات طوائف ، كانت الأندلس تبدو  قريبة للناظرين  في ايام الصيف الناصعة. تظهر على  مرمى حجر  و هاهو يحمل مخطوطاته و ضمنها كتاب الطبيخ  بل يتابطها مخافة ان تتبلل بالامواج مخطوطات يا ماغرقت و يا ابتلع البحر من  بشر و متاع  . تفككت الدولة الندلسية في نهاية المطاف إلى عدَّة دُويلات وإمارات اشتهرت باسم «الطوائف». بعد ان  كانت الإمارات والدُول الأندلُسيَّة المُتعاقبة مرتعًا خصبًا للتحاور والتبادل الثقافي بين المُسلمين والمسيحيين واليهود من جهة، وبين العرب والبربر والقوط والإفرنج من جهةٍ أُخرى، وقد انصهرت هذه المُكونات الثقافيَّة  وخرج منها خليطٌ بشري وحضاري ميَّز الأندلس عن غيرها ، وجعل لها طابعًا فريدًا خاصًا.
يتبع  …. ملخص عن فصل من كتاب تاريخ المطبخ المغربي  الهواري الحسين ، فصل عن مؤلف كتاب  الطبيخ  بين العدوتين المغرب و الأندلس  لمؤلف مجهول
 Houari Hossin

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire