lundi 23 janvier 2017

المسائل الفكرية في المطبخ المغربي جذوره و عقلنة الذوق  ( رد على صديق حول الهوية )
مسائل في المناظرة  الفلسفية  ( تبادل الرسائل  والمناظرات  الفكرية بين ابن طفيل وابن رشد )  أو التأسيس  لثورة في النمط الغذائي المغربي  . اذا كانت الدول المتقدمة تفتخر باقطابها و رجالاتها المؤسسين و تعتبرهم مراجع  و اسبابا في نهضتها و تقدمها فلنا الحق ان نفتخر او على الاقل ان نلتفت الى كبار المؤسسين للحركة الفكرية  التي بلورت و اسست للنمط المغربي و الذين بفضلهم أصبحنا  نملك تنوعها  و استقلالا  في الذوق سواء كنا نتفق عليه او نعارضه فهو تحصيل حاصل و أمر واقع أردنا ذلك او لم نرده  ، وهؤلاء الاوائل هم مراجعنا كما لتلك البلدان مراجعها . ( الصورة المرافقة : ترتيب ابن رشد خامسا في مدرسة اثينا لانجلو قبل افلاطون و سقراط  ) بقلم الهواري الحسين  Houari Hossin
 تتمحور فكرة بن رشد وابن طفيل  حول الحركة التغيرية  من الأعلى إلى الأسفل و العكس كذلك  و تركيز ابن رشد Averroes على مسألة  ( من البسيط إلى المركب ثم إلى نتيجة الخلط و المخلوط )  أو المعقد  و هي فكرة موحدية خالصة آمن بها المهدي بن تومرت و أخذها عن الإمام الغزالي لما تتلمذ عليه أو عندما  التقاه في بغداد ، ومن ( البسيط إلى المركب ) اي  من فكرة فلسفية إلى فكرة معاشة ( علم الأبدان ) وإلى  تحويله  للحياة الواقعية فقد مر بظروف و اكراهات و تدرجات  ،  - أريد أن أذكر هنا  بخلاصة مهمة وهو ان تاريخ المطبخ المغربي كتبه بعض الكتاب  الفرنسيين في عهد الحماية كما كتب فيه المستشرقون ، و لأسباب كثيرة شاعت هذه النصوص و ترجمت إلى العربية ولغات أخرى و كأنها حقيقة لا غبار عليها بينما هي غير صحيحة بالمرة  و تعتمد على  مناهج  دراسية تقريبية  و مقارنات غربية  سائدة  لا تمت بصلة للتدرج  الحقيقي الذي عرفه المطبخ المغربي  بل ان المنهاج الفرنسي يعتبر المطبخ المغربي هو حاصل تثقيفي و مثاقفة  بين المغاربة  و بلدان و أجناس أخرى  وبأن المطبخ المغربي هو بقايا لمطابخ  عوالم سديمية منقرضة  و انه متأثر  influencé  دائما  بثقافات  هيلينية في محاولة لإثبات و ترسيخ  نظرية ابن خلدون (  بأن المغلوب يقلد الغالب )  ،  والحقيقة أنني وجدت في نصوص العلماء و الفلاسفة  المرافقين و المنظرين  للموحدين او الذين خدموا في البلاطات  الموحدية سواء في المغرب  او الأندلس او باقي  دول الإمبراطورية الموحدية من النيل حتى الحدود الفرنسية  و من صقلية  حتى نهر السنغال التاثير الكبير الذي تركه المفكرون المغاربة ( كما ذكرهم  ابن باشكوال في الصلة - و هو تلميذ ابن رشد - في العصر الموحدي  و بالأخص  العمالقة الكبار  ابن طفيل و ابن رشد و ابن زهر  - لنقل عائلة  ابن زهر -  عبد الملك أبو مروان و أبو بكر و الأحفاد  ، ما يشير إلى عقلنة الذوق ، فكل المفكرين المغاربة  مارسوا التطبيط  و الصيدلة و كتبوا في الأغذية و الأدوية ( نلاحظ أن ابن زهر كتب في الأغذية بطلب من الأمير الموحدي  رغم أن هذا الأمير  كان يواصل  قراءة  كتاب الأغذية  الفارسي/ العباسي  لابن المجوسية  المسمى الطب الملكي  ( ما سينتج لاحقا : فكرة  الأغذية الملكية  )
إن اعتمادنا على هذا الثلاثي بالأساس لما له من دور مهم باعتبارهم أعمدة التنظير و مؤسسي  النمط الموحدي لما بعد التومرتية و الذي سيستمر و سيؤثر  لزمن طويل  ،  إن المطبخ المغربي  خليط  ( ثقافي  فكري ) حاصل من ترتيبات و عوامل   طبيعية  وبشرية ،  والدوافع  البشرية  بالأخص  لعبت دورا في ذلك وسنحاول جزمها لاحقا  و قد كان فكر ابن  طفيل وهو أحد منظريها سواء في  قصته حي بن يقظان ( بالرموز ) وصراحة عبر رسائله و قصائده  المشفرة  الاستعجالية  و الاستعطافية لبني هلال  و كل القبائل الهلالية ، فأي قناعة توصل إليها و أي حديث   دار  بين السلطان  الموحدي و ابن طفيل  حتى جعله يتخلى عن بعض مبادئه الداعية للصفاء و الاعتزال  الى الخلط و الفوضوية كما  أقرها  بلسان ( اسام و حي   بن يقظان )  في دعوة  إلى التخلي عن الفوضى و العودة إلى الطبيعة الأم   . وهل ليس لنا مراجع مغربية للمطبخ المغربي حتى نعتمد مقررات اجنبة  كتبها المستشرقون بدوافع غامضة و فلكلورية ؟؟؟؟ ...... ( يتبع )
كتبه الهواري الحسين
Houari Hossin

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire