lundi 23 janvier 2017

لهذه الأسباب صمد المطبخ المغربي و انتشر في بلدان العالم . الإبتكار في النمط الغذائيL'innovation    ، لابد من الاشارة اولا الى ان المطبخ المغربي يتركب من عدة  مطابخ غير متجانسة إطلاقا ، يحاول المغاربة حاليا  تجميعها و تعميمها ككتلة متجانسة عبر طبعها بذوق  خاص و من تم تعميمها و هذا يلاحظ عند كثير من الطباخين الشباب في محاولة  لإعطاء المطبخ المغربي مفهوما موحدا  للتقارب  عن طريق أوضاعه لقوانين علمية و تقنيات  معاصرة  في محاولة لتطعيمه  و تعشيقه بوصفات جديدة من مطابخ أخرى أغلبها أوروبية و متوسطة و آسيوية  وذلك  بإخضاعها للذوق المغربي ، و هذا ما حصل للمطبخ المغربي في أزمنة سابقة و جعله خليط غير متوافق او بلغة مجازية ( متنوع الأذواق ، حلو / حامض  )   مع كونه في  الاصليه يحمل متضادات  غير متجانسة ، خليط  يتشكل من وصفات بسيطة و أخرى جد معقدة فالأولى جبلية و يغلب عليها طابع البداوة و الثانية مدنية يغلب عليها طابع الصنعة و المهارة  أو التركيب composées  ( وصفات منمقة تتركب في غالبها من عدة وصفات ) و كانت  قد تاثر بعدة ثقافات  تبعا للشعوب الكثيرة التي استوطنت هذه الارض السعيدة و تركت بصماتها و تاثيرها القوي تارة او الوضيع تارة اخرى و لا غرابة انه بمرور الاجيال و الاعوام الطويلة انصهر هذا الخليط و شكل في خاتمة المطاف شكلا صار ما هو عليه اليوم . وككل  الثقافات الأخرى فهو يخضع لإشكاليات و جدليات التاريخ  ، و لا غرو أن يعالج كأي  ثقافة غيره بتمعن و دراية . و سواء خضع لعلم الاجتماع او الانتربولوجيا او كثقافة تراثية  غذائية محضة بعيدا عن التحليلات العلمية او العقيمة فسنرى  ان تكوينه  و بعدها تركيبه  و تشكيله استمر لآلاف السنين و تداولت فيه عدة تشكيلات و تنويعات  و تطورات و حتى انتكاسات  مع الزمن حسب أحوال كل حقبة سواء قوتها او ضعفها و حسب سخاء  الأرض و بوارها الأرض لعبت دورها في المطابخ المغربية و الثقافة الغذاءية عموما تتحول و تتارجح بين الرخاء  و النماء و الجدب و الكفاف و الحاجة    من اليسر إلى العسر بين ازدهار عصور و انحطاط اخرى   في مد وجزر تبعا للضروف  و الأحكام و الأحداث ،  فقد تأثر بكل ما حصل و تنوع تبعا للواقع المعاش في كل لحظة تاريخية و هذا ان دل على شيء له يدل على أن هذه الثقافة كانت حية داءما تتعايش  مع الواقع المعاش و تنتقل من جيل إلى جيل و تتقدم و تضم حل حسب الرقي و الانحطاط تلك الشعوب القديمة حتى تشكل  اكلات لسنوات الجفاف و أخرى لأعوام  الخيرات ، ثم ما مدى تأثير الوعي و الرقي عند تلك الشعوب و درجات ثقافتها و مجدها عامل آخر مهم  فهذا بدوره شكل  نظرية ثقافية للغذاء سيما في المدن  المتحضرة  و شكل  نوعية معينة و متينة لنمط غذائي سائد و يشمل عدة وصفات  لا زالت مستمرة  كشكل  إثني او ديني او طقوسي ، نلاحظ ان  الثقافة الغذائية في المغرب  تعتمد على غذاء الجمع أي انها ثقافة الجموع و ليست ثقافة  الأفراد بمعنى انها عائلية و لا تتجزأ  كما هو حال ثقافة شعوب أخرى و نذكر على سبيل المثال لا الحصر  الثقافة الغذاءية الرومانية ( و قد ذكرت الرومانية لأسباب سأعود لها لاحقا لما شاكلته الثقافة الرومانية في المطبخ المغربي ) لكني سأكتفي هنا بإعادة نشر جزء سابق عن الكسكس و المطبخ المغربي  و مامدى قوته و الإقناع   الذي  قوبل به لتتقبله ثقافات شعوب اخرى و تحتضنه  و تمارسه  و لاحقا ساتناول تتمنى هذا الموضوع  ، الكسكس  كدليل  على ذلك
لماذا فشل الكسكس المغربي في  الشرق العربي ؟
بينما نجح في الوصول إلى  باقي بلدان المعمور  ، (  فصل من كتاب:  تاريخ المطبخ المغربي  الحسين الهواري )
لولا الإصرار و الصمود  المغربي  لاندثر و محي  المطبخ المغربي كثقافة غذاءية من التاريخ  مثل ما حصل لثقافات أصيلة في بلدان  أخرى  سوء حظها انها سقطت تحت الغزو   و الاحتلال   .
اول ظهور للكسكس  في الشرق  كان في كتاب كمال الدين بن العديم ( و ليس ابن النديم المعروف ( و ابن العديم  هو المؤرخ و قاضي حلب  في العصر الأيوبي  1192 / 1262  عمر ابن أحمد بن هبة الله  بن أبي جرادة )  رحل من حلب إلى دمشق و فلسطين و العراق و الحجاز  و مات بالقاهرة   ، في كتابه الشهير الوصلة  ( الوصلة الى الحبيب  في وصف الطيبات و الطيب )  ( بينما  يرجعه بعض الباحثين لابن الجزار المصري )  توجد نسخة   منه  في طوبكابي  باسطنبول ،  و فيه وصفة  وحيدة خاصة بالكسكس  ، و كتاب  الرحالة و الفقيه المغربي  العياشي ( رحلة العياشي المعروفة بماء الموائد )   وفيه إشارة إلى  صنع الكسكس في غزة بفلسطين بيد العلامة  الفقيه مؤرخ السعديين  و قاضي فاس  الشيخ  المقري ،
في العصر الفاطمي ( العبيدي )  و العصر المملوكي الأيوبي كان الكسكس شائع في بلاد المشرق العربي كان الكسكس يحضر في عدة بلدان شرقية من القاهرة حتى  دمشق و حلب و في غزة و القدس ثم ما لبث ان اندثر  و انحصر في بعض المناطق الصحراوية  النائية  من مصر  و لا تزال بقايا من وصفاته في صحراء  سيوه آخر محطاته التاريخية   على الحدود الليبية المصرية بعد ان كان  من الأطباق المرغوب فيها في الشرق فلماذا  انحصر بعد تمدده ؟
 انحصراه كان في العصر العثماني .   
يجب ان نقرأ التاريخ بطريقة محايدة و بعيدا عن العاطفة  لان في التاريخ  اسألة غامضة  و لكونها  أساسية  و تتعلق بتراثنا  و بقاءه  و  ديمومته ؟  والسؤال الكبير الذي  يجب ان نطرحه. هو  لماذا استمر المطبخ المغربي و تطور   بينما اندثر و اضمحل في بلدان اخرى قريبة  و بعيده  ، هذا سؤال جوهري و سؤال فارق  يجب ان يطرحه المغاربة  و  العلماء و الباحثين  ، و لكننا   سنكتفي بطرح. سؤال داخل  هذا الموضوع  ما دام السؤال الكبير تستلزمه  مائدة  كبيرة ،
نحن لا نقول بأن المطبخ المغربي هو الأفضل و الأحسن  في  البلاد العربية  لا .. نحن نقر بأن لكل شعب ذوقه الخاص وطريقة عيشه المفضلة  والخاصة به و نحن نحترمها   ، اننا فقط نركز هنا على  تفرد المطبخ المغربي  مقارنة ببلدان اخرى تتشابه اغذيتها و تستنسخ  بل تكاد تكون هي نفسها في عدة بلدان و أن تغيرت مسميا
بقلم الشيف المغربي المتميز / الحسين الهواري

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire