التضليل والمغالطة في المصطلح الاتمولوجي كسكس
كثر النقاش و الجدال منذ زمن طويل حول كلمة كسكس couscous و تبارى في ذلك مؤرخون و باحثون و مفكرون و مستشرقون و صحفيون و عامة من الناس يحللون حسب اهواءهم و مصالحهم و يتجادلون و يتبادلون الحجج و كل ما ذكر و كتب حول موضوع الكسكس هو مجرد افتراضات hypothèses لا ترقى إلى الحقيقة كل فريق يدفع بحججه حتى لو لم يكن مقتنعا بها فما دام الغموض يلف هذا الجزء من تاريخ المطبخ المغربي و الشمال أفريقي فقد وجد كثير من المغامرين الانخراط في التدليس و تزوير المعلومات و المعطيات و الحقائق رافعين شعارات اثنية تارة و أخرى أيديولوجية متغطرسة و حتى متطرفة و نجد أن بعض الأجانب يكرسون هذا التوجه و التظاهر بمساندة الحقيقة . ان مصطلح كسكس يعني أمرا آخر غير الذي ناقشوه بل إن هذه الكلمة بالضبط لها جدور تعود إلى حقبة بعيدة في التاريخ و لهذا السبب يصعب الوصول الى تعريفها إلا لمن درس و غاص في أعماق التواريخ .
في تعريفه لمصطلح الكسكس يشير الباحث الأمازيغي الكبير سالم شكير في بحث طويل و قيم إلى جدور كلمة كسكس لكن مع كثير من التردد فقد أكد على صعوبة توصله إلى نص صريح و إثبات مؤكد تاركا المجال مشرعا لكثير من التساؤلات و التاويلات بل إن بعض الذين نقلوا منهجيتة و نص بحثه لجؤوا عمدا إلى حذف شكوكه في موضوع مصطلح كسكس و هذا ما سيشيعونه و سينشروه بعد حدف جزء من دراستة و ان كنت من المعجبين بصراحة الأستاذ سالم شكير لكونه تعمد ذكر تلك الحقيقة المرة لأول مرة فإن غيره من الباحثين تعمدوا حجب هذه الحقيقة التاريخية . كل ما فعلوه انهم جزؤوا دراسته و مططوها و غيروا بضعة كلمات فيها بل اتلفوا معالمها و لفوها بالغموض و التضليل و التاويل المبهم و شعارات البروبغندا المتطرفة .
إن مقالتي هذه لا أريد بها الرد على أحد من هؤلاء المجتهدين لا في الداخل و لا في الخارج إنما أشير فقط إلى أني درست تاريخ الكسكس و المطبخ المغربي لمدة طويلة مما سمح لي بمعرفة كل شيء عنه و سبر اغواره و الاطلاع على جذوره و أصوله ، لتأكيد أمر واحد وهو أن ما ذكره الأساتذ شكير و من نقل عنه غير صحيح و غير منطقي لأسباب كثيرة . و كذلك حورت دراسات الاستاذ محمد شفيق و اني املك من المعطيات و الحجج الكثير لإثبات ذلك لما يحين موعد نشر تلك المعلومات ، اني على يقين بأن هذه الدراسات التي أجريتها حول المطبخ المغربي و التراث الغذائي المغربي و هذا الكم من التراكمية المعرفية ستنفع أجيالا قادمة في المستقبل لكي لا يموت الموروث الثقافي المغربي الأصيل بسبب المغالطات المقصودة و التضليل و المزايدات الأيديولوجية .... بقلم الهواري الحسين
Hossin Houari