تتمة… الأثر المغربي/ المغاربي في المطبخ المكسيكي ، و الجدل حول شعب الزوني , كيف وصلت الشرمولة إلى الفيراكروز و اليوكاتان و غيرها من الوصفات العربية .لا يختلف إثنان حول عراقة المطبخ المكسيكي و لا على حضارتي المايا والأزتيك العريقتين في أمريكا اللاتينية و دورهما الكبير في التطور الحضاري العالمي ، لكن هذا الاعتراف بريادة المطبخ المكسيكي في العالم لا يمنعنا من البحث في جدور عدة أطباق مكسيكية غزت العالم اليوم عبر Tex-Mex ابتداء من الطورتياس و الباريطو و الطاكوس حتى وجبات أخرى شائعة فما يثير الانتباه هو وجود اطباق ووصفات مغربية ومغاربية وسط هذا الخليط المكسيكي و نذكر على سبيل المثال الشرمولة charmolat و التي تحضر بنفس الطريقة المغربية بالقسبر و الكامون و زيت الزيتون ، كما يجب الاشارة إلى الحلوى الشهيرة في المكسيك و الخاصة باحتفالات عيد الموتى و هي لازالت تحمل إلى اليوم الاسم المغربي الفأنيق أو الفناتق Elfenique و شهرتها شائعة كما يوجد الكباب بأنواعه المختلفة و الشواء و مشويات الخروف الكامل وغير ذلك من الأطباق (( .. بقلم الهواري الحسين )) إن وجود قبائل الزونو Zuni في المكسيك أثار الكثير من الجدل قديما و حديثا و حتى اليوم لا يعرف مصدر و وصولهم إلى الأراضي المكسيكية كل ما يعرف عنهم أنهم مختلفون تماما في تقاليدهم و لباسهم و لغتهم عن الآخرين فهم يلبسون اللباس المغربي و يتلثمون و يتازرون بالازياء السوداء و ثقافتهم أشبه بثقافة سكان شمال إفريقيا و الأندلس أكثر منها بالامريكية و اللاتينية ..
على سبيل المثال، جلب الإسبان الأرز العربي إلى المكسيك، الذي تأقلم بشكل جيد للغاية ل فيراكروز. ووصل كذلك إلى العالم الجديد الزعفران الأندلسي ، و انتشرت زراعة قصب السكر بنجاح، مما أدى إلى صنع العديد من الحلويات، وخاصة شراب الفاكهة المحلية. و تم اعتماد حلويات الفنيك elfneque حلوى وطنية ، وتكيفت مع الثقافة المحلية، وخاصة ليوم الموتى.
أولا التعريف بالمطبخ المكسيكي :
يعتبر المطبخ المكسيكي اليوم أحد أكبر المطابخ تنوعا في أطباقه و اذواقه المتميزة جدا منذ القديم اي في مرحلة ما قبل الغزو الإسباني لأمريكا الوسطى حيث نقل الكثير من الأندلسيين و المغاربة Mauresque من أوروبا (أساسا من ايبريا الاسبانية) حاملين تراث أجدادهم العرب نتيجة للغزو الاسباني لامبراطورية الأزتيك والمايا خلال القرن 16 . فقد كان التأثر باديا في الاطعمة و غيرها من التقاليد الأخرى كما تأثر بالمأكولات الأفريقية والكاريبى والآسيوية والشرق أوسطية و إذا كانت . القاعدة التقليدية في المطبخ المكسيكي هي الذرة، فضلا عن غيرها من الأطعمة المحلية مثل الفاصوليا والأفوكادو والطماطم والفلفل الحار، يرافقه الأرز الذي نقله الإسبان فقد . جلب الأوروبيون معهم عدد كبير من الأطعمة من أهمها اللحوم المستأنسة (لحم البقر ولحم الدجاج والماعز والضأن) ومنتجات الألبان (وخاصة الجبن)، والأعشاب المختلفة و التوابل و بعض الصلصات . و قد كان المطبخ المكسيكي قديما غيره اليوم فلا ينبغي الخلط مع المطبخ تكس مكس، والذي غالبا ما يشار إليها باسم "الغذاء المكسيكي" في الولايات المتحدة وكندا و بين المطبخ التقليدي فهو مختلف عنه .
المطبخ المكسيكي معقد مثل أي مطبخ آخر في العالم. وهو يتألف أساسا من المكونات الناشئة من المكسيك ولكن أيضا المنتجات التي جلبها الغزاة الإسبان من الاندلس والعديد من التأثيرات الأخرى التي ظهرت منذ ذلك الحين. بالإضافة إلى الأساسيات الغذائية مثل الذرة والفلفل، وتشمل المكونات الأصلية الطماطم والكوسة، الأفوكادو، حبوب الكاكاو والفانيليا وغيرها من المكونات عموما لا توجد في المطابخ الأخرى من والتي تشمل نباتات و خضار و فواكه كثيرة خاصة بالمنطقة الأمريكية .
الخضار تلعب دورا هاما في المطبخ المكسيكي. ومن أكثرها شيوعا الكوسة والقرنبيط والذرة والبطاطس والسبانخ والفطر والطماطم وغيرها. وهناك أيضا غيرها من الخضروات التقليدية اللذيذة مثل إيلوش (فطر الذرة) و نوباليتوس ( الصبار الشائك) على سبيل المثال لا الحصر.
يتكون التأثير الأجنبي في الدجاج ولحم البقر والجبن وبعض الأعشاب والتوابل وكذلك بعض الفواكه. الفواكه الاستوائية مثل الجوافة والتين الشوكي، والمانجو، والموز، والأناناس ، خصوصا في وسط وجنوب البلاد. ولا تزال حصة المطبخ المحلي في المطبخ المكسيكي موضع نقاش. ومع ذلك، فإن أساس نظامهم الغذائي لا يزال الذرة والفاصوليا، واثنين من الأطعمة التكميلية، المحتوية على الفلفل.
عندما وصل الإسبان، كان الأزتيك قد طوروا بالفعل تقنيات زراعية متطورة وكان لديهم وفرة من الغذاء الذي كان أساس مطبخهم . وقد سمح لهم ذلك بتوسيع نفوسهم ، مما أتاح لهم مزج مواردها بالسلع التي لم يتمكن الأزتيك من زراعتها. ووفقا لبعض الباحثين فقد عاشت شعوب ناهوا في وسط المكسيك على الذرة والفول والديك الرومي والأسماك،، ومجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والبقول والبذور، الدرنات، الفطر البري، و النباتات والأعشاب التي اختاروها أو نمت في الطبيعة .
بعد قدوم الإسبان من الأندلس أحضروا مجموعة متنوعة من المنتجات الغذائية الأندلسية و الأوروبية وتقنيات الطهي. المطبخ الاسباني كان بالفعل في ذلك الوقت مزيج من المكونات المتنوعة حيث طغى النمط الأندلسي عليه ، بعد ثمانية قرون من النفوذ العربي. وكان الهدف الأولي لمحاكاة المأكولات الوطنية، ولكن مع مرور الوقت المزيد و بفضل وجود الكثير من المكونات الأصلية وتقنيات الطبخ المحلية و التي اضيف إليها ما جلبوه الإسبان : زيت الزيتون والأرز والبصل والثوم والأوريغانو والكزبرة والقرفة والقرنفل وغيرها من الأعشاب والتوابل. والأهم من ذلك، أنها جلبت الحيوانات المستأنسة مثل الماشية والدجاج والماعز والأغنام لحومهم والحليب، وزيادة على التقنيات العربية و الغربية . أصبح الجبن أهم منتجات الألبان. وكانت التقنية الطهي الأكثر شهرة التي قدمها الاسبان هو القلي .
على الرغم من هيمنة الثقافة الإسبانية، وقد احتفظ المطبخ المكسيكي بقواعده الاساسية ، مصنوعات و اطباق الذرة والفاصوليا والفلفل الحار. ويرجع ذلك جزئيا إلى العدد الهائل من السكان الأصليين خلال الفترة الاستعمارية المبكرة، وحقيقة أن العديد من المكونات من المطبخ الاسباني كانت غير متوفرة أو مكلفة في المكسيك … يتبع، بقلم الهواري الحسين Houari Hossin
معجم الطبخ المغربي و العالمي Encyclopédie de la cuisine marocaine et internationale مطبخ تاريخ الطبخ المغربي و العالمي معلومات وصفات recettes مراجع مصادر référence تاريخ وسيط histoire médiévale couscous tagine pastilla كسكس طاجين بسطيلة حريرة اكلات رمضان أطعمة غذاء nourriture alimentation
jeudi 1 mars 2018
Auguste Escoffier histoire de discipline VIP اسكوفيي الانضباط
اسرار كبار الطهاة الناجحين . VIP
صاحب الثورة في المطبخ العالمي ( discipline )
(شعاره الانضباط ، مهداة لاستاذي العملاق ( اوغست اسكوفيي Auguste Escoffier رمز وعلامة الجد والاجتهاد والتحدي و الانضباط )
حاز اكبر الاوسمةوالميداليات الشرفية و لقب بملك الطهي و طباخ الملوك ،
سيرته الذاتية عجيبة ، بدأ كغلام مساعد أتى من الريف ليصبح واحدا من مشاهير الطهاة في العالم ، كان همه الدائم هو الرفع من مكانة مهنة الطبخ و ضبط قواعده ، ولد اوغست في القرن الثامن عشر وهو طفل دفع به والده ليتعلم صنعة ما، سلك كل المراحل من مهمة العامل المساعد البسيطة حتى لقب بملك الطهاة الطباخين
لدرجة أن اسمه سيصير علامة للذوق الرفيع ويترك بصمته و إرثا من الكتب المميزة و الوصفات التي لا غني عنها في المطبخ العالمي المعاصر . انه بحث بصم عصره و لايزال هو الأساس .
ولد اوغست في منطقة البروفانس في قرية صغيرة بالقرب من مدينة نيس
في فرنسا و من بين الشخصيات التي اثرت في حياة الصبي ، كان والده المزارع و جدته المتحمسة التي كانت تشجعه .وهو في سن المدرسة و عمره أثنى عشرة الح عليه والده انه من الضروري ان يتعلم صنعة لكن الطفل اسكوفي ميال لهواية الرسم .أكثر من الصنعة ، وفي المدرسة أظهر ميلا أكثر للفن مما لم يعجب والده
. وهكذا أخده والده الى مدينة نيس وإلى مطعم عمه ليتدرب على الصنعة وفعلا بدأ كمتدرب في مطعم عمه
ولم يكن عمه بذلك الاخ السهل بل كان منضبطا انضباط عسكريا مما جعل الصبي لا يحضى بالرعاية بل بالعمل الشاق المضني ، لكن هذا التشدد في التدريب سيصنع منه شخصا مغايرة .
كان عمه يكلفه بأعمال الصيانة و النظافة طول الوقت ثم لاحقا كصبي طباخ ثم نادل في خدمة الزبناء و يذكر في مذكراته ان كل المهام الأساسية و الصعبة كانت من نصيبه مع انه كان يتابع دراسته الليلية في مدارس خصوصية وقد لزم عليه ان يتفوق فيها رغم متاعبه لكي يبقى عند عمه ، فتحمل المسؤولية منذ صغر سنه .
لاحظه ذات مرة أحد الأشخاص ممن يزورون مطعم عمه و أسر إليه ان يأخذه إلى باريس للعمل عنده ، وكان هذا الشخص هو مالك مطعم لو بتي مولان روج الذي سيصبح من أشهر و ارقى المطاعم الباريسية بفضل اسكوفي فعرض عليه العمل في مطعمه في باريس وبعد ثلاثة سنوات من العمل أصبح هو مساعد الطاهي الرئيسي في مطعم بوتي مولان روج ثم ترقى إلى نائب رئيس الطهاة وهو لم يتجاوز طوله موقد الفرن حيث كان يرفع فوق منضدة خشبية لبلوغ مواقد المطعم او يلبس جزمات عالية ذات كعب من أجل العمل بشكل أفضل .
لكن الحرب الفرنسية البروسية أوقفت نشاطه فقد تم استدعائه للخدمة العسكرية الإجبارية فترك منصبه لفترة وجيزة والتحق بالتدريب العسكري ككل أقرانه ، ولكي لا يفقد مواهبه في الجيش قدم طلبا ليعمل طباخا للجنود فتم تعيينه رئيسا للمطبخ العسكري وكان هذا من اكبر التحديات التي واجهته و صقلت مهاراته و أعطته تجارب ستغير حياته ، كان عليه صنع الطعام لفيالق من العساكر و الحفاظ عليها لنقلها لجبهة القتال ، فبدأ بدراسة ابجديات تعليب اللحوم و الخضار و الصلصات وامتد ذلك لمدة ثماني سنوات ، بعد الحرب عاد الى مطعم بوتي مولان روج و عمل رئيسا للطهاة و بدأت شهرته في باريس .
انتقل بعدها للعمل في القصر الملكي مكلفا بعشاء كبار الشخصيات ومتخصصا في ماذب كبار المسؤولين و المدعوين واستمر حتى ا لتقاءه مسيو بايار صاحب المطعم الباريسي الشهير وعمل معه و تزوج و رزق ابنان و ابنة وانتقل للعمل بعدها في سويسرا حيث كلف بادارة مطابخ الفندق الوطني في الصيف ، وفي فصل الشتاء يعمل في مونتي كارلو في منصب مدير المطبخ لفندق جراند .
في مدينة لوسيرن بسويسرا ستتغير حياته المهنية و الشخصية لما التقي بصاحب فندق سيزار ريتز الذي كان يعاني مشاكل مادية ، و بعد لقاءات متتالية سيعرض عليه صاحب فندق ريتز ان يدخل معه في شراكة مطعم الفندق وأن يدير مطابخ الفندق في ان واحد مع نسبة مالية من الأرباح ، وكان اختصاص الريتز هو إقامة الولائم و الحفلات و الأعراس وهذا ما نجح فيه اسكوفي صاحب التجربة مما حول الفندق إلى معلمة شهيرة و قبلة الأثرياء و بالطبع زاد من أرباحه و مرتبه الذي قفز بشكل خيالي و زاد في شهرته كرئيس لطهاة أشهر فندق في أوروبا ، فتعاقد مع كبار الطهاة المشهورين حينها في فرنسا للعمل تحت أمره ، كان للنجاح الكبير الذي و صله في الريتز دافعا قويا اشعره بعظمته مما زاده وقتا و انهماكا في عمله و استمرت نجاحاته و اختراعات وداع صيته و اشتهرت طرق عمله و تناقلت الجرائد ابداعاته و مناهجه واسسه الجديدة في الطهي و تداول المختصون و نقاد الذوق بالاطراء فنه وبدا يالف كتب الطهي ، لكنه في نفس الوقت يسير شؤون عمله ، بعد هذه النجاحات سيفتتحان مشروعهما المشترك فندق السافوي الشهير وهو اول فندق من الفخامة العصرية وخدم في منصب كرئيس للخدمات في مطاعم الكارلتون وجمع بين عمله في الريتز و الكارلتون يدير اكبر سلسلة فنادق شهيرة وقتها حتى افتتح فندقه الخاص الريتز الحديث في باريس و قد جلبت له خبرته في فنون الطهي صيتا عالميا جعلته حديث كل الناس ، مما عجل باستدعاء إلى لندن لافتتاح الفندق الأسطوري كارلتون لندن حيث كان أشهر ضيوفه أمير ويلز ،
و بعد عشرين عاما من ترأس مطابخ الكارلتون أصبح أسطورة حية يتناقل الذواقون وصفاته المبتكرة و أساليبه الثورية التي انتقلت عبر المحيطات إلى كل الفنادق و المطاعم ، ومن أشهرها طبق الخوخ ميلبا الشهير بالكريما الذي قدمه في فندق السافوي تكريما للمغنية الأسترالية نيلي ميلبا و لا يزال حتى يومنا هذا من الأطباق الأكثر تداولت في العالم إلى جانب وصفات أخرى أكثر شهرة و كل إطلاقه أطلق عليها أسماء شخصية عالمية و مشاهير خلدته أكثر من المؤرخين و الصحفيين ابتداء كامير ويلز وغيره ،
يعترف العالم اليوم لهذا الرئيس الطباخ بأعمال مبتكرة أصبحت خالدة وإبداعات دخلت التاريخ و بالكمال و بالجد و الإجتهاد و الإخلاص في العمل و الإبتكار في فن العيش و الأهم هو النظام و تنظيم العمل و هو سر نجاحه و تقريب الطهي من الناس بطرق بسيطة و الابتعاد عن اساليب الطهاة القديمة المفرطة في الزينة و التصنع و التخلص من التعقيدات الزائدة , كان شعاره هو الانضباط و النظام ، تنظيم فريق العمل و ضبطه و كان له الفضل في فرض معايير جديدة في فن الطعام و تغيير نمط العيش حتى صارت إلى ما عليه اليوم من رقي و تحضر و غير قوائم الطعام و قوائم الخدمة ، كان اول من تخلص من خدمة الأطباق الفضية الطويلة و عوض ها بخدمة الصحون التي يجهلها الطاهي في المطبخ مباشرة او ما كان يعرف بالخدمة لى الطريقة الإنجليزية و ستعرف بقائمة الصحون على غرار اكبر وليمة في الكارلتون ، ووحد لغة الخدمة الى مصطلحات فنية و تقنية خاصة بالمحترفين كلغة علمية ، بل فرضها في كل مكان حل به حتى في امريكا حيث عمل في لوس انجليس .
كان هذا هو تبسيط المهنة و تنظيمها بشكل علمي و عملي وأحدث جداول جديدة لتقديم الطعام و خدمة المطاعم وواجه تحديات المدارس العتيقة السائدة منذ عصور قديمة ، كان يعمل تحت اوامره ستون طاهيا محترفا و مثلهم من المتدربين و استطاع تنظيمهم و ضبطهم و تسييرهم بمهارة عالية لازالت تدرس حتى يومنا في الجامعات و المعاهد الفندقية العليا ، استنتج مظاهر التقصير بعين خبيرة فغيرها وشطب على اطرقالعتيقة التي باتت تشكل عقبة في طريق تطوير المهنة وفصل قياسات ملائمة لعصرنا وو حبب للشباب مهنة الطهي حتى صاروا يبدعون من تلقاء انفسهم مع دفعهم لتحمل المسؤولية و العمل بازدواجية بين االمناطق الفارغة حيث بات عشاء الخمسماءة زبون يمر بسلاسة و سرعة ، لقد بسط العمل بنظام محبب رغم صرامته و كافىء المجتهدين و رقى النجباء و المبدعين حتى صار الكارلتون نموذج الفندق المثالي المعترف به عالميا و بميزة حسن جدا ، صارت نموذجية الكارتون مضرب المثل في أوروبا و العالم و أقيمت عنها ندوات و دراسات . كان همه الوحيد ان يصنع فريقا عمليا متجانسا فريق يقدر و يعشق المهنة و يبدع فيها و ينسجم مع باقي الأعضاء بلا نفور او تململ كان يزرع فيهم روح الفريق ، ودفع بمهنة الطاهي إلى الإمام لتصبح مهنة المستقبلالنقية المضبوطة بعيدا عن الفوضوية و الزعيق و الدخان و الرواءح الكريهة و التعفن الناتج عن الإهمال ، كان يمنع عن الطهات التكلم بصوت عال ليكونوا قدوة لمساعديهم و يمنعهم من تناول المشروبات الكحولية اثناء عملهم عكس ما كان سائد و عين طبيبا خاصا لهم يزورون وقت مارسوا للحفاظ على صحتهم و كان يذكرهم بأهمية إحترام مهمتهم و التقيد بضوابط الانضباط و متهم على الابتكار ورفع مستوياتهم به بات مالية و جوائز تحليلية عن كل عمل جيد قدموه او إبداع المكروه .
طور تزاوج و تجانس الأذواق لتتلاءم و العصر و أضاف مواد وطرق جديدة لم تعرف من قبل نشطا لا يتوقف و معك اذا لا ينضب ومخططا لكل فعل و مدققا في جميع الأمور المهنية و دقيقا في مواعيده . ثم تحول إلى منافسات أخرى وهي خطوط الرحلات البحرية الفاخرة فتعاقد مع شركة الشحن الألمانية لدعم الخط الرابط بين هامبورغ أمريكا الشمالية لانماط جديدة للاغنياء و الزباءل VIP بمطاعم فاخرة و سفن سياحية و تنظيم حفلات برامج الأطعمة النفيسة و هو خط الأثرياء و النافدين افتتح وسط ضجة كبيرة و حملة إعلامية منقطعة النظير .
في سنه 73 كان اسكوفيي مفعم بالحيوية كالشاب رغم شيخوختة و لا يزال يعمل وراء مواقد الكارلتون لم يتقاعد إلا مكرها بطلب من زوجته في مونتي كارلو ، و رغم ذلك لم يرتح فها هو يعود إلى بوتي مولان روج في حنين إلى ايام طفولته و شبابه ، يعود للعمل عند صديقه القديم و معلمه الذي طلب منه ان يساعده في محنته ، ثم نودي عليه لافتتاح اضخم فندق وادارته في فرنسا ، فندق الايرمتاج Hôtel Ermitage ثم الريفيرا ..
في سنة 1920 اعترفت الحكومة الفرنسية بأعمال اسكوفيي و أعلنته شخصية مميزة في العالم ،وبأنه رفع مكانة الثقافة الغذائية الفرنسية عالميا و وشح بوسام الشرف من درجة فارس Chevalier . تم أعيد منحه وسام آخر من طرف الحكومة الفرنسية سنة 1928 ، وترك إرثا عالميا يتجاوز العشرة ألف 10000 وصفة مدونة ... يتبع كتبه الشاف الهواري الحسين Escoffier par le chef Houari Hossin
بقلم الشيف المغربي المتميز / الحسين الهواري
صاحب الثورة في المطبخ العالمي ( discipline )
(شعاره الانضباط ، مهداة لاستاذي العملاق ( اوغست اسكوفيي Auguste Escoffier رمز وعلامة الجد والاجتهاد والتحدي و الانضباط )
حاز اكبر الاوسمةوالميداليات الشرفية و لقب بملك الطهي و طباخ الملوك ،
سيرته الذاتية عجيبة ، بدأ كغلام مساعد أتى من الريف ليصبح واحدا من مشاهير الطهاة في العالم ، كان همه الدائم هو الرفع من مكانة مهنة الطبخ و ضبط قواعده ، ولد اوغست في القرن الثامن عشر وهو طفل دفع به والده ليتعلم صنعة ما، سلك كل المراحل من مهمة العامل المساعد البسيطة حتى لقب بملك الطهاة الطباخين
لدرجة أن اسمه سيصير علامة للذوق الرفيع ويترك بصمته و إرثا من الكتب المميزة و الوصفات التي لا غني عنها في المطبخ العالمي المعاصر . انه بحث بصم عصره و لايزال هو الأساس .
ولد اوغست في منطقة البروفانس في قرية صغيرة بالقرب من مدينة نيس
في فرنسا و من بين الشخصيات التي اثرت في حياة الصبي ، كان والده المزارع و جدته المتحمسة التي كانت تشجعه .وهو في سن المدرسة و عمره أثنى عشرة الح عليه والده انه من الضروري ان يتعلم صنعة لكن الطفل اسكوفي ميال لهواية الرسم .أكثر من الصنعة ، وفي المدرسة أظهر ميلا أكثر للفن مما لم يعجب والده
. وهكذا أخده والده الى مدينة نيس وإلى مطعم عمه ليتدرب على الصنعة وفعلا بدأ كمتدرب في مطعم عمه
ولم يكن عمه بذلك الاخ السهل بل كان منضبطا انضباط عسكريا مما جعل الصبي لا يحضى بالرعاية بل بالعمل الشاق المضني ، لكن هذا التشدد في التدريب سيصنع منه شخصا مغايرة .
كان عمه يكلفه بأعمال الصيانة و النظافة طول الوقت ثم لاحقا كصبي طباخ ثم نادل في خدمة الزبناء و يذكر في مذكراته ان كل المهام الأساسية و الصعبة كانت من نصيبه مع انه كان يتابع دراسته الليلية في مدارس خصوصية وقد لزم عليه ان يتفوق فيها رغم متاعبه لكي يبقى عند عمه ، فتحمل المسؤولية منذ صغر سنه .
لاحظه ذات مرة أحد الأشخاص ممن يزورون مطعم عمه و أسر إليه ان يأخذه إلى باريس للعمل عنده ، وكان هذا الشخص هو مالك مطعم لو بتي مولان روج الذي سيصبح من أشهر و ارقى المطاعم الباريسية بفضل اسكوفي فعرض عليه العمل في مطعمه في باريس وبعد ثلاثة سنوات من العمل أصبح هو مساعد الطاهي الرئيسي في مطعم بوتي مولان روج ثم ترقى إلى نائب رئيس الطهاة وهو لم يتجاوز طوله موقد الفرن حيث كان يرفع فوق منضدة خشبية لبلوغ مواقد المطعم او يلبس جزمات عالية ذات كعب من أجل العمل بشكل أفضل .
لكن الحرب الفرنسية البروسية أوقفت نشاطه فقد تم استدعائه للخدمة العسكرية الإجبارية فترك منصبه لفترة وجيزة والتحق بالتدريب العسكري ككل أقرانه ، ولكي لا يفقد مواهبه في الجيش قدم طلبا ليعمل طباخا للجنود فتم تعيينه رئيسا للمطبخ العسكري وكان هذا من اكبر التحديات التي واجهته و صقلت مهاراته و أعطته تجارب ستغير حياته ، كان عليه صنع الطعام لفيالق من العساكر و الحفاظ عليها لنقلها لجبهة القتال ، فبدأ بدراسة ابجديات تعليب اللحوم و الخضار و الصلصات وامتد ذلك لمدة ثماني سنوات ، بعد الحرب عاد الى مطعم بوتي مولان روج و عمل رئيسا للطهاة و بدأت شهرته في باريس .
انتقل بعدها للعمل في القصر الملكي مكلفا بعشاء كبار الشخصيات ومتخصصا في ماذب كبار المسؤولين و المدعوين واستمر حتى ا لتقاءه مسيو بايار صاحب المطعم الباريسي الشهير وعمل معه و تزوج و رزق ابنان و ابنة وانتقل للعمل بعدها في سويسرا حيث كلف بادارة مطابخ الفندق الوطني في الصيف ، وفي فصل الشتاء يعمل في مونتي كارلو في منصب مدير المطبخ لفندق جراند .
في مدينة لوسيرن بسويسرا ستتغير حياته المهنية و الشخصية لما التقي بصاحب فندق سيزار ريتز الذي كان يعاني مشاكل مادية ، و بعد لقاءات متتالية سيعرض عليه صاحب فندق ريتز ان يدخل معه في شراكة مطعم الفندق وأن يدير مطابخ الفندق في ان واحد مع نسبة مالية من الأرباح ، وكان اختصاص الريتز هو إقامة الولائم و الحفلات و الأعراس وهذا ما نجح فيه اسكوفي صاحب التجربة مما حول الفندق إلى معلمة شهيرة و قبلة الأثرياء و بالطبع زاد من أرباحه و مرتبه الذي قفز بشكل خيالي و زاد في شهرته كرئيس لطهاة أشهر فندق في أوروبا ، فتعاقد مع كبار الطهاة المشهورين حينها في فرنسا للعمل تحت أمره ، كان للنجاح الكبير الذي و صله في الريتز دافعا قويا اشعره بعظمته مما زاده وقتا و انهماكا في عمله و استمرت نجاحاته و اختراعات وداع صيته و اشتهرت طرق عمله و تناقلت الجرائد ابداعاته و مناهجه واسسه الجديدة في الطهي و تداول المختصون و نقاد الذوق بالاطراء فنه وبدا يالف كتب الطهي ، لكنه في نفس الوقت يسير شؤون عمله ، بعد هذه النجاحات سيفتتحان مشروعهما المشترك فندق السافوي الشهير وهو اول فندق من الفخامة العصرية وخدم في منصب كرئيس للخدمات في مطاعم الكارلتون وجمع بين عمله في الريتز و الكارلتون يدير اكبر سلسلة فنادق شهيرة وقتها حتى افتتح فندقه الخاص الريتز الحديث في باريس و قد جلبت له خبرته في فنون الطهي صيتا عالميا جعلته حديث كل الناس ، مما عجل باستدعاء إلى لندن لافتتاح الفندق الأسطوري كارلتون لندن حيث كان أشهر ضيوفه أمير ويلز ،
و بعد عشرين عاما من ترأس مطابخ الكارلتون أصبح أسطورة حية يتناقل الذواقون وصفاته المبتكرة و أساليبه الثورية التي انتقلت عبر المحيطات إلى كل الفنادق و المطاعم ، ومن أشهرها طبق الخوخ ميلبا الشهير بالكريما الذي قدمه في فندق السافوي تكريما للمغنية الأسترالية نيلي ميلبا و لا يزال حتى يومنا هذا من الأطباق الأكثر تداولت في العالم إلى جانب وصفات أخرى أكثر شهرة و كل إطلاقه أطلق عليها أسماء شخصية عالمية و مشاهير خلدته أكثر من المؤرخين و الصحفيين ابتداء كامير ويلز وغيره ،
يعترف العالم اليوم لهذا الرئيس الطباخ بأعمال مبتكرة أصبحت خالدة وإبداعات دخلت التاريخ و بالكمال و بالجد و الإجتهاد و الإخلاص في العمل و الإبتكار في فن العيش و الأهم هو النظام و تنظيم العمل و هو سر نجاحه و تقريب الطهي من الناس بطرق بسيطة و الابتعاد عن اساليب الطهاة القديمة المفرطة في الزينة و التصنع و التخلص من التعقيدات الزائدة , كان شعاره هو الانضباط و النظام ، تنظيم فريق العمل و ضبطه و كان له الفضل في فرض معايير جديدة في فن الطعام و تغيير نمط العيش حتى صارت إلى ما عليه اليوم من رقي و تحضر و غير قوائم الطعام و قوائم الخدمة ، كان اول من تخلص من خدمة الأطباق الفضية الطويلة و عوض ها بخدمة الصحون التي يجهلها الطاهي في المطبخ مباشرة او ما كان يعرف بالخدمة لى الطريقة الإنجليزية و ستعرف بقائمة الصحون على غرار اكبر وليمة في الكارلتون ، ووحد لغة الخدمة الى مصطلحات فنية و تقنية خاصة بالمحترفين كلغة علمية ، بل فرضها في كل مكان حل به حتى في امريكا حيث عمل في لوس انجليس .
كان هذا هو تبسيط المهنة و تنظيمها بشكل علمي و عملي وأحدث جداول جديدة لتقديم الطعام و خدمة المطاعم وواجه تحديات المدارس العتيقة السائدة منذ عصور قديمة ، كان يعمل تحت اوامره ستون طاهيا محترفا و مثلهم من المتدربين و استطاع تنظيمهم و ضبطهم و تسييرهم بمهارة عالية لازالت تدرس حتى يومنا في الجامعات و المعاهد الفندقية العليا ، استنتج مظاهر التقصير بعين خبيرة فغيرها وشطب على اطرقالعتيقة التي باتت تشكل عقبة في طريق تطوير المهنة وفصل قياسات ملائمة لعصرنا وو حبب للشباب مهنة الطهي حتى صاروا يبدعون من تلقاء انفسهم مع دفعهم لتحمل المسؤولية و العمل بازدواجية بين االمناطق الفارغة حيث بات عشاء الخمسماءة زبون يمر بسلاسة و سرعة ، لقد بسط العمل بنظام محبب رغم صرامته و كافىء المجتهدين و رقى النجباء و المبدعين حتى صار الكارلتون نموذج الفندق المثالي المعترف به عالميا و بميزة حسن جدا ، صارت نموذجية الكارتون مضرب المثل في أوروبا و العالم و أقيمت عنها ندوات و دراسات . كان همه الوحيد ان يصنع فريقا عمليا متجانسا فريق يقدر و يعشق المهنة و يبدع فيها و ينسجم مع باقي الأعضاء بلا نفور او تململ كان يزرع فيهم روح الفريق ، ودفع بمهنة الطاهي إلى الإمام لتصبح مهنة المستقبلالنقية المضبوطة بعيدا عن الفوضوية و الزعيق و الدخان و الرواءح الكريهة و التعفن الناتج عن الإهمال ، كان يمنع عن الطهات التكلم بصوت عال ليكونوا قدوة لمساعديهم و يمنعهم من تناول المشروبات الكحولية اثناء عملهم عكس ما كان سائد و عين طبيبا خاصا لهم يزورون وقت مارسوا للحفاظ على صحتهم و كان يذكرهم بأهمية إحترام مهمتهم و التقيد بضوابط الانضباط و متهم على الابتكار ورفع مستوياتهم به بات مالية و جوائز تحليلية عن كل عمل جيد قدموه او إبداع المكروه .
طور تزاوج و تجانس الأذواق لتتلاءم و العصر و أضاف مواد وطرق جديدة لم تعرف من قبل نشطا لا يتوقف و معك اذا لا ينضب ومخططا لكل فعل و مدققا في جميع الأمور المهنية و دقيقا في مواعيده . ثم تحول إلى منافسات أخرى وهي خطوط الرحلات البحرية الفاخرة فتعاقد مع شركة الشحن الألمانية لدعم الخط الرابط بين هامبورغ أمريكا الشمالية لانماط جديدة للاغنياء و الزباءل VIP بمطاعم فاخرة و سفن سياحية و تنظيم حفلات برامج الأطعمة النفيسة و هو خط الأثرياء و النافدين افتتح وسط ضجة كبيرة و حملة إعلامية منقطعة النظير .
في سنه 73 كان اسكوفيي مفعم بالحيوية كالشاب رغم شيخوختة و لا يزال يعمل وراء مواقد الكارلتون لم يتقاعد إلا مكرها بطلب من زوجته في مونتي كارلو ، و رغم ذلك لم يرتح فها هو يعود إلى بوتي مولان روج في حنين إلى ايام طفولته و شبابه ، يعود للعمل عند صديقه القديم و معلمه الذي طلب منه ان يساعده في محنته ، ثم نودي عليه لافتتاح اضخم فندق وادارته في فرنسا ، فندق الايرمتاج Hôtel Ermitage ثم الريفيرا ..
في سنة 1920 اعترفت الحكومة الفرنسية بأعمال اسكوفيي و أعلنته شخصية مميزة في العالم ،وبأنه رفع مكانة الثقافة الغذائية الفرنسية عالميا و وشح بوسام الشرف من درجة فارس Chevalier . تم أعيد منحه وسام آخر من طرف الحكومة الفرنسية سنة 1928 ، وترك إرثا عالميا يتجاوز العشرة ألف 10000 وصفة مدونة ... يتبع كتبه الشاف الهواري الحسين Escoffier par le chef Houari Hossin
بقلم الشيف المغربي المتميز / الحسين الهواري
Inscription à :
Articles (Atom)