تتمة … الأثر المغربي في الطبخ الأرجنتيني عند الغاوشو و في المطبخ اللاتيني عموما . هجرة المغاربة (( المور)) إلى الأرجنتين تعود إلى القرن 15 بعد سقوط الأندلس وبعد ان انتقل الإسبان والبرتغاليون إلى العالم الجديد الذي اكتشفوه وهم متشبعين بالثقافة العربية والإسلامية بسبب الحكم العربي و المغاربي لمنطقتهم لمدة 800 عام, فبعض منهم هاجر مع موجات النزوح ا
لأولى واستوطنوا مستعمرات أمريكا اللاتينية كالأرجنتين و غيرها . كما شهد القرن 16 و القرن 17 هجرة كبيرة لعدد من المورسكيون فرارا من محاكم التفتيش ... بقلم الهواري الحسين.
واليوم هناك أطروحة تواجه مقاومة قوية في الأرجنتين ، تكاد تكون واضحة عندما يتم ملاحظتها دون تحيز وقد خلقت المفاجأة عند اكتشافها ،و المصادفة أنها تظهر في كل مكان و في كثير من نواحي الحياة الأميركية اللاتينية . ومن الواضح أن هذه الحقيقة التاريخية يسهل إثباتها بعدة وسائل ، و بأشياء أخرى كثيرة. كانت هجرة غير مرتبة تلك التي قام بها آلاف من الأمور أبان ظهور القوتين الجديدتين في العالم في القرن الخامس عشر مع سقوط الأندلس آخر قلاع العرب في أوروبا و رغم أن هذه الثقافة منعت من قبل السلطات الرسمية ونسيت ولكن علاماتها لا زالت مستمرة وبادية و مأثرة لا سيما في مجال الطبخ و الحلويات و كثير من فنون الطهو : لا سيما في أشكال الامبانادا Empanadas العديدة التي تميز المطبخ الأرجنتيني و اللاتيني عموما ، تماما هي تشبه نفس العربية (سالتينا إمبانادا فهي لا تختلف عن الوصفة الشعبية المغاربية). و الامباناداس هي أشكال متنوعة " (و كذلك الحال نفسه في المطبخ بيرو و فنزويلا و الأوروغواي و المكسيك ) و حلويات المرزبان الفاسية
من نوع ألفاجور أو الفاخور Alfajores بأشكالها المختلفة من المعجنات المنتشرة في أمريكا اللاتينية و التي تم استيرادها من الأندلس ، هذه المعجنات الاندلسية التقليدية اتقنها قبل ذلك العرب في الأندلس و شمال إفريقيا و قد حافظت على أشكالها و على أسماءها (( ألفاجوريس )) كما في البيرو و في شيلي والأرجنتين وأوروغواي ودول أمريكا اللاتينية الأخرى، تتكون هذه المعجنات من اثنين أو أكثر من البسكويت، المحلاة معا، وغالبا ما تغطيها الشوكولاته، و glaçage أو مسحوق السكر. وتتكون الحشوة عادة من مربى الفاكهة أو الحليب المركز أو Mousse الشوكولاته.
و لا زالت هذه الحلويات تقدم في أعياد الميلاد في إسبانيا ، وهي عادة في المناطق الأندلسية وخاصة تقاليد مورسيا. ويمكن أن تكون مصنوعة من عجينة اللوز والمكسرات والعسل Nougat ، وغيرها من الحلويات المغربية و العربية التقليدية، (( نوجا أو مرزبان )).
و لا ننسى كذلك فن خياطة الفساتين: جميع ملابس الغاوتشو و البومباشاس التي يميزها حزام حول الخصر و السترة و المنديل تحت القبعة، هي نسخ من الملابس العربية والأندلسية . الفروسية والخيالة : فن تزيين الخيل وترويضها، و كل الأدوات البسيطة والزخارف المعمارية للبيوت والمنازل و خزانات المياه بجانب المزرعة، الفروسية كفلسفة للحياة عند المغاربة و الصناعة التقليدية و الحرفية: الزينة مماثلة كجزء لا يتجزأ من الإطار في الاكل و الزراعة والملابس، والتأثير في الحرف الفضية. وفي النطق: في مناطق الغاوشا و ريفر بلايت والتي هي نموذج عن النطق الأندلسي العربي و المغاربي . و في الموسيقى كذلك : ميلونغا ( صورة عن "ألفلامنكادا" من غواجيرا في الأندلس)، وبعض الإيقاعات الأخرى. في اللغة : على الرغم من أنها أكثر شعبية ، فهناك العديد من الكلمات الإسبانية من أصل عربي تأثر بها جدا غاوتشو: ألبرغاتا (البارجات، شبشب)و "جاغويل" تستخدم بدلا من الإسبانية وكلمة غاوتشو نفسها، التي اقترحت العديد من الأصول المحتملة، ولكن على الأرجح مشتق من" تشوش "، وهي كلمة تعني في العربية سائق الماشية أو رعاة البقر. في و لا زالت كلمة "تشاوشو" لا تزال تستخدم حتى القرن 20.
من سنة 1500، " عاش المور او المورس" أو المسلمين الأندلسيين الذين أجبروا على الانتقال الى العالم الجديد لما وراء الاطلسي أو المنفى لما طردوا من وطنهم . كانت أرض الأندلس مقرا لأحد أكبر الحاضرات التي عرفتها البشرية و الأكثر تميزا و التي أعطت كبار الفلاسفة و العلماء و العظماء و كثير منهم عاشوا في المغرب،(ابن رشد) و (ابن طفيل) لمدة 800 سنة. و غيرهم كثيرون ، و قد استقر احفادهم في ريو دي لا بلاتا ...
لم يكن المنفى من الاندلس خيارا سهلا حيث عاش هؤلاء "المور" و طردوا بلا هوية من شبه الجزيرة الايبيرية . ومع ذلك، واصل هؤلاء المورسكيون العيش في صمت طويل يحملون ثقافتهم المغاربية الاندلسية …… يتبع ، الهواري الحسين Houari Hossin