الطبخ المغربي أصول و أسباب التميز
في رأس الحانوت أو الترياق الكبير/ الترياق الملكي وهو من أكثر المؤلفات المؤثرة على المطبخ المغربي في جانبه الغذائي لاعتبار أن مجموعة من هذه المؤلفات اختص بعضها في صناعة أنواع من السموم و طلاسم السحر ، وهي مجموعة كتب في الطب و الصيدلة و الفلك و السحر كثر تأليفها في العصور القديمة من جالينوس و دوسقريدس و المجسطي و ابن سينا و ابن العوام وغيرهم حتى ابن زهر طبيب السلطان الموحدي و أطباء نطاسيين آخرين وإن كان أشهر من تأثر به هو الترياق الملكي لابن المجوسية الذي شاع في العصر الموحدي كمؤلف خارق و معتمد لدى أمراء الموحدين و بطلب منهم ألف علماء الأندلس مؤلفات مشابهة لا سيما ابن زهر الذي ألف كتاب التغذية و الترياق الكبير بطلب من يعقوب المنصور . لكن التاريخ يذكرنا بابعد من ذلك فكتب الطب و الصيدلة ألفت في المغرب و شمال إفريقيا قبل ذلك بوقت طويل فنحن نجد عند بلين الكبير في تاريخه العام النبات و الحيوان مراجع يفتخر بها ككتب جوبا Juba و غيره من ملوك البربر التي اعتمدها بلين في وصف النبات و الحيوان في إفريقيا زيادة على التركيبات الصيدلية ، فإذا كانت النباتات في القديم قد شكلت مصدرا للتطبيق و صناعة الأدوية و العلاج لانعدام الادوية الكيماوية في تلك الازمنة فإن الأمر تغير في المغرب لأن تلك الأعشاب و النباتات بأصنافها وأنواعها دخلت إلى مجال المطبخ و إلى تحضير الأطباق و تتبيلها ، إن احتواء المطبخ المغربي على العديد من الأعشاب و التي عوضا لاحقا بالتوابل لما ازدهرت تجارتها و شيوعها في حوض المتوسط و الصحراء و تحكم التجار المغاربة و السلاطين في طرق القوافل والتجارة العابرة للقارات لم يخفي أثرها في المطبخ المغربي وفي الأطباق المغربية ، ووجود رأس الحانوت كخليط يجمع أكثر من سبعين تابلا وأنواع من النباتات و القشور و الأوراق لم تأت هذه التركيبة من فراغ ، فمنذ القديم تداول المغاربة هذه الخلطات و استانسوا طعمها و ذوقها و هذا ما نجده في العديد من الوصفات و أرى أن هذا ما يجعل المطبخ المغربي مميزا مقارنة بمطابخ أخرى .. يتبع … بقلم الهواري الحسين Houari Hossin
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire