mercredi 8 août 2018

اسماس : تاريخ المطبخ المغربي 1

تتمة : 1  الاسماس كطعام سياسي/عسكري غلف بالتقديس . 2 الاسماس من الموحدين حتى الحماية الفرنسية . 3 الفرق بين الاسماس المغربي /  المصمودي و الجزائري / الندرومي  عبر تحديد زمن الإعداد و التحضير .
   - كما أشرت في الجزء الأول من هذه الدراسة  ( يمكن الرجوع إليها على هذه الصفحة ، و هي تحت عنوان  : رسالة إلى أساتذة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية  ، الاسماس نهاية الجدل  )
فإن توظيف الطعام والشراب في ما هو غير غذاء بدني و إعطائه دلالة روحانية جرى به العرف كما أن  تغليف المادي بالروحي و المعنوي  هو ليس جديدا ففي التاريخ القديم نجد أمثلة كثيرة على ذلك    و لا سيما في مجال الطعام الذي هو مادة بحثنا  ففي  مأدبة أفلاطون و غيره من الفلاسفة سنجد نقاشات حول تقديس الطعام والشراب والدواء قد نجد ذلك عند بلوتارك  في مناقشة الأكل والشرب  و عند الفيلسوف الروماني  اثيني Athènes  في  مأدبة المتصوفين  Sophistes  كما نجدها عند الكلبيين  cyniques في  فلسفة  المتعة و الإستماع  و في القرون الوسطى نجد نفس الوصف تقريبا في  مؤلفات اللاهوت و قساوسة الكنيسة و عند اخوان الصفا و ابن طفيل في حي بن يقضان ،  اي ان الطعام والشراب  يستحدث و يعاد توظيفه في ما هو  ديني و أكثر من ذلك في ما هو سياسي ، و كما ذكرت سابقا فإن ابن تومرت و جماعتة  المتأثرين  بالدين سيستعملون نفس الخطاب و سيلجؤون لنفس  الخطوات أكانت عبر التأثير الغربي أو الإسلامي  و قد ذكرت ضمن مجموعة المراجع التي اعتمدتها  ( السيرة النبوية الشريفة  عبر صحيح البخاري في ما يتعلق بالتأثير الإسلامي في تكوين شخصية المهدي بن تومرت و عبد المومن بن علي  الكَومي و جماعتهم كما ساعتمد على مراجع غربية لتحديد التأثير على الجماعة في شق آخر من الجماعة و هي الفرقة الأندلسية داخل المنظومة ) فهم  كجماعة تأثروا و ناقشوا و دبروا حتى توصلوا إلى إجماع في كثير من الميادين و الأمور  و منها توحيد شعار طعام الجماعة fétiche  لمخالفة طعام جماعة معادية و مخالفة لهم لم يعودوا يعترفون بها بعد أن قرروا الانقلاب عليها و تكفيرها  .     إن طعام البركة كطعام مقدس عند  المرابطين  كان هو  الكسكس ( الطعام كما ينطق في الدارجة t'am  ) و الذي لاقى إقبالا كبيرا و شيوعا في العصر المرابطي  في الزوايا و المرابط  و الأضرحة ( من كتاب  الرحالة مارمول لأفريقيا )  و امتدت تقدسيه بعيدا في الأقاليم و  الأقطار  حتى ادغال أفريقيا  و جنوب الصحراء مالي و تمبكتو ( مركز دعوة المؤسس عبد الله بن ياسين و جماعتة )  و ما وراء نهر السنغال حيث مهد الدولة و منها  انطلقت دعوة المرابطين لينتشر لاحقا في الشرق و الغرب من حوض النيل حتى جبال الالب  .
  في تعريف الاسماس كطعام مقدس يمكن الرجوع إلى الجزء الأول لكي لا نكرر نفس الكلام .
 زمن الإعداد و التحضير  سيحدد لنا  اختلاف الشكلين  المغربي و الجزائري  بالنسبة لشمال أفريقيا  قبل الانتقال إلى الأشكال الأخرى  سواء في البلاد الإسلامية  و غيرها في البلاد الأوروبية .
  تحضير الاسماس في المغرب قد يتطلب ما بين عشرة  حتى اثنى عشرة ساعة بينما الجزائري  فقد لا يتعدى تحضيره من  خمسة إلى ستة ساعات ،  فلما نقرأ  نص  البيدق  ( فحضر لهم  بنفسه  الاسماس و رش عليه الملح بيده و لم يأكل منه بل قرص جزءا  وألقاه في فمه  )  [[ و هذا ما سنقارنه مع نفس الوصف في جملة عند البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم  ]]  في  الجملة  ( و أومأ بيده .. و قرص منه وألقاه في فمه )  ان  فارق الزمن في تحضير الشكلين من طعام الاسماس  سيحدد لنا نوعية كل منهما من جهة ( المغربي و  الجزائري ) أي هل  الاسماس الذي اكلته الجماعة يومها  و حضره امامها ابن تومرت هو مصمودي  ( امازيغي مغربي ) ام ندرومي جزائري  تبعا لأن خليفة المهدي بن تومرت و بعض مرافقيه هم  من الجزائر  . و لنوضح ذلك عبر ترتيب الزمن  و نسأل  هل أمضى  المهدي في تحضير الاسماس عشرة ساعات ام  خمسة ساعات  ؟  نعرف أن الجماعة انتقلت إلى تينمل في الأطلس  للنقاش و تحديد المهام  لترتيب تكتيكات المرحلة الحاسمة و والتخطيط للهجوم  و مناورات ما قبل الانقضاض على المرابطين   و نعرف أن الاسماس ذكره البيدق  كقسم و قيمة مقدسة و عهد بين أعضاء الجماعة فيما بينهم و بين الجماعة و القائد في زمن الحرب في نص ابو بكر البيدق  ( .. هذا عهد الله بيني وبينكم  )  عبر  رمز رش  الملح  تيسنت رمز التضامن و التضحية و  التحالف و التعاهد     ( هنا  أشير إلى عدة دراسات انجزها أساتذة مغاربة و أوروبيين في  قدسية الملح / تيسنت  و يمكن الرجوع إليها ) .
 كما نشير إلى الاستفادة الفرنسية من هذا الطعام لما سنعالج  دور قوات  السبايسي و الصبايحي  (جمع الصباحية ) و الزواوي  و هي الفرق التي أنشأها الجيش الفرنسي في مستعمرات شمال أفريقيا  ....

...... يتبع بقلم الهواري الحسين Hossin Houari

 حاولت في هذا الجزء الا أطيل  لأن بعض القراء نبهوني إلى أن طول المقالة يعجزهم عن المتابعة


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire