معجم الطبخ المغربي و العالمي Encyclopédie de la cuisine marocaine et internationale مطبخ تاريخ الطبخ المغربي و العالمي معلومات وصفات recettes مراجع مصادر référence تاريخ وسيط histoire médiévale couscous tagine pastilla كسكس طاجين بسطيلة حريرة اكلات رمضان أطعمة غذاء nourriture alimentation
vendredi 8 septembre 2017
تاريخ المطبخ المغربي
التأثير البلقاني الروسي و الأرمني ، البحث عن الغريب ،دور ( السفارديم)
انطلاقا من مسلمات تاريخية قائمة وموجودة ، أهمها وجود - الغريب - من أطباقنا خارج التصنيف التاريخي ، ثم الكم الهائل من الموروث المجهول المصدر والهوية ، دراستي ستنصب على ثلاثة مصادر .1 - رسائل حسداي بن شبروط السفير/ الوزير صاحب قرطبة لملك الخزر و الرس . 2 - كتاب المستشرق هنري تيراس في الدراسات الإسبانية -الموريسكية hispano - mauresque , و ثالثا 3 رسائل الحسبة لابن عبدون و عبد الرؤوف ، أولا أشير إلى أن المطبخ المغربي و المغاربي عموما له ثلاثة مصادر أساسية ، المصدر الأول محلي هو المصدر الأمازيغي الصحراوي يليه المصدر العربي الإسلامي وبالتحديد العباسي و الأموي - مع قليل من البدوي أتى من الجزيرة العربية مع النزوح الهلالي - ثم المصدر المركب ( و هذا المركب هو عبارة عن بقايا مجتمعات حضارات أخرى استعمرت المنطقة وأثرت فيها من فينيقيين و رومان و و والوندال القرطاجنيين ، لكن تأثيرها قليل في النسبة العامة ) ثم عنصر غريب يجهل مصدره و هذا هو الغريب الذي تدور حوله المقالة ، فإن كان قد عرف مصدر عدة أطباق و لو جزئيا فإن هذا الغريب يجهل تتبع مصدره ، يجزم كثير من المؤرخين أن هذه الحضارات العظمى هي اصلا تأثرت بفنون حضارات أخرى سيما الحضارات الآشورية ثم الساسانية و الهيلينية اليونانية و الهلستينية ثم البيزنطية و اذا كانت منطقة خراسان الساسانية هي نقطة الوصل الحديثة بعد وصول الإسلام فان البلقان وما وراء بحر الظلمات أرمينيا الكبرى وبلاد الخزر و الرس - و هي موضوعنا - بقيت بمنأى عن تحليل الباحثين لغموض الوثائق القليلة وأطرافها في الخيال والأساطير فالرحلات كانت قليلة وشبه معدومة أحيانا وعورة الوصول إلى تلك المناطق بسبب الحروب اللامتناهية و قطاع الطرق و قد أشار ابن شبروط نفسه إلى هذه المسألة لحظة وصوله إلى الحدود الألمانية و منعه من المرور و التغلغل في بلدان اسيا الوسطى و البلقان فعاد ادراجه بعد أن ترك هداياه التي كانت محمولة من سلطان الأندلس الى ملوك الفرنج لتوحيد علاقة ملوك العرب و ملوك البلقان و بيزنطة لكن عراقيل قلة المعلومات و انغلاق المنطقة حول نفسها في حروب لا تنتهي لقلة المصادر كانت سببا في عزوف الدارسين عنها وكان أقصى ما يدورون حوله قديما هي القسطنطينية عاصمة بيزنطة الرومية و قد بدأ دورها يخبو لصالح السلاجقة و المغول و انسحابها بعد ذلك من الساحة على يد السلاجقة و قد كانت تشكل القوة المانعة للمسيحية ومكان انتشارها بسبب الحروب والصراعات الطويلة التي انهاها دخول الاسلام وامتداده إلى ما وراء الأناضول . ( بلاد الخزر تعرف اليوم بـ روسيا وأوكرانيا وكازاخستان و اوزبكستان و جورجيا و أرمينيا و أذربيجان و جزء من تركيا ) . ( هذا جزء من كتابي عن المطبخ المغربي الحسين الهواري )
ما يهمنا في الرسائل الدبلوماسية لابن شبروط وزير السلطان الأموي عبد الرحمن الثالث وبين ملك الخزر و الرس جوزيف وقد أشار له بجوزيف بن هارون هو وصفه للجالية الخزرية في الأندلس و السلافيين (( الرسائل القرطبية هي رسائل المسماة رسائل شيشتر و هي موجودة في سان بطرسبورغ بروسيا و توجد منها نسخة في جامعة اوكسفورد يدور محورها حول البحث عن عشرة قبائل مفقودة في آسيا الوسطى و حول الديانة اليهودية و علم اللاهوت عموما - لاحقا سيتبرأ الباحثون في الإسرائيليات حديثا و يعتبرونها مزورة و غير دقيقة بل هناك منهم من اعتبرها مدلس ة , لكن في ذلك العصر أحدثت ضجة و علامة فارقة لليهود في العالم و الأندلس و كانت سببا في قلاقل محلية و انفصال طائفة قرطبة - . و الذي يهمنا من كتاب المستشرق هنري تيراس و قد صار وزيرا في حكومة الحماية و منتدبا في جامعات عالمية في الدراسات الشهيرة للفنون الإسلامية هو تأكيده المستمر بأن الأندلس لم تنته في شبه الجزيرة الأيبيرية بل أنها انتقلت واستمرت في المغرب و شمال أفريقيا فبحسب نظريته فإن المرابطين و الموحدين نقلوا كل الفنون والعمارة والعلوم الأندلسية إلى المغرب وأن مدنا مغربية كفاس ومراكش و سبتة وتطوان وسلا والرباط هي صورة طبق الأصل عن المدن الأندلسية و أن المسافرين و المهاجرين عبر العدوتين لم يلاحظوا أي فرق و أن هذا كان سبب لجوء الأندلسيين والموريسكيين لاحقا إلى المغرب للشبه الكبير بين مدن المغرب و الأندلس ، إن الأندلس لم تنقرض بل استمرت وتطورت مع ما تفرضه متغيرات التطور . كما أن ما يهمنا هنا من رسائل الحسبة الأندلسية لابن عبدون و عبد الرؤوف و غيرهما هو ما ذكروه عن حال الأسواق والحالة المعيشية و الاجتماعية و المهن المتداولة ووجود الخزر و الرس و المولدين و الوافدين من حوض الدانوب سواء في إشبيلية وطليطلة وقرطبة و قد عاصر أوج قوة و ازدهار الأندلس إبان حكم ملوك الطوائف لا سيما الأقوياء منهم كطائفة بنو ذي النون وبنو تجيب وبني النصر و بنو الأحمر و طائفة بنو هود في سرقسطة أصحاب قصر الجعفرية و بنو صمادح و ما همنا من رسائل الحسبة ليس الإحسان والنهي عن المنكر فهذا معلوم عند الدارسين ، بل فقط رصدهم لطائفة الخزر و العجم في ذلك الزمن وتحديدا بين القرنين العاشر والثالث عشر الذي يتزامن و حكم المرابطين و بعدهم الموحدين بالأندلس والمغرب وشمال أفريقيا وشبه الجزيرة الأيبيرية عموما ( إسبانيا و البرتغال و جزء من مملكة صقلية التي كانت تابعة لألمانيا و قد عرفت وقتها ب شوابيا أي المنطقة التاريخية لبافاريا في حقبة الهوهنشتاوفن و الملك هنري السادس 1156 م ، و يمتد حكمها حتى حدود مملكة صقلية حيث يحكم الملك روجر مناصفة مع الملكة كونستانس و ذريتهما وهما من سلالة متداخلة مع ملوك ألمانيا و مماليك إيطاليا و تخضع لنفوذهم كل أوروبا، إيطاليا و سويسرا وجبال الألب و ألمانيا و جزء من فرنسا الخ ….
تأكد وجود الرسائل في حينها أحدثت ضجة كبيرة وكان أبراهام بن داود الحلفي نشر أجزاء منها في طليطلة مما جعل البلاط ينتبه إلى الدور المزدوج لابن حسداي ، ولا تفوتني الإشارة للتنويه بالذكاء الكبير لهذه الشخصية الفذة فعلى كل حال سيكون له دور فيما هو عليه المطبخ المغربي و لو بطريقة غير مباشرة ، و بد في مدينة خوان وتوفي بقرطبة تدرج من طبيب إلى سفير بل عميد السفراء الأندلسيين ثم وزير في بلاط عبد الرحمن الثالث كلفه بالسفارة الى كل ملوك الفرنج وكانت مواقفه الدبلوماسية قاطعة في عدة صراعات وأحداث لا سيما أحداث ليون ونافار و سفارته الناجحة إلى ملك بيزنطة قسطنطين التاسع التي مهدت للعلاقة بينها و الأندلس ، و تعريفه بوطنه الأندلس لكن ما يشفع له هو حبه وإخلاصه الكبير للخليفة عبد الرحمن و هذا ما لفت و يلفت الانتباه حينها عند هؤلاء الملوك كما أنه لم يتعرض للإسلام بسوء ولم يقدح فيه بل أجله ونجد ذلك في الرسائل طبعا و قد انتقلت هذه الرسائل عبر ألمانيا وهنغاريا و كييف في روسيا حتى وصلت بلاد الخزر و ضروري أنه إطلع عليها ملوك و ووزراء في زمن الحرب والحصار ذلك ، و قد كان أول سعودي يا بلد منصبا عاليا في بلاط الأمويين.
ما هو الغريب في المطبخ المغربي و المغاربي ؟؟ يتبع … من كتابي تاريخ المطبخ المغربي ، الحسين الهواري Hossin Houari
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire